من قاضية الي حارس خاص الي حلاق رجالي .. نجد ان حواء في الاعوام القليلة الماضية قد غزت وبجدارة المهن التي كانت حكرا علي الرجال اي التي تعد مهنا ذكورية, وآخر هذه المجالات التي اخترقتها المرأة المصرية هي سائقة تاكسي مخصص للنساء فقط .. وقد ظهر هذا النوع من التاكسي في العديد من البلدان العربية وعلي وجه التحديد في الامارات ولبنان بغرض الحفاظ علي أمان وخصوصية النساء وتجنبا لمخاطر التحرش التي اصبحت ظاهرة في المجتمعات العربية, حيث تعتبر الامارات اول الدول التي بدأت هذا المشروع تليها لبنان التي ترتدي سائقتها زيا موحدا عبارة عن بنطلون اسود وقميص ابيض ورابطة عنق زهرية بلون السيارة التي تختلف عن باقي سيارات الاجرة ويسمي تاكسي البنات..
وأخيرا ظهر في مصر علي يد حليمة وهي طالبة بريطانية تدرس اللغة العربية والقرآن حيث تعرضت لبعض المضايقات والمعاكسات من سائقي التاكسيات مما جعلها تفكر بضرورة وجود تاكسي مخصص للسيدات فقط وتقوده امرأة فتوجهت لشركة تاكسي العاصمة بالفكرة حيث تحمسوا جدا لها.. ويقول اسلام السباعي مدير القطاع التجاري بالشركة اننا باحصائية بسيطة وجدنا ان نسبة عملائنا من السيدات حوالي65% لذا ففكرة وجود تاكسي مخصص لهن ستكون مهمة جدا لتحقيق الراحة والامان, فبدأنا بعمل اعلانات لطلب سائقات للتاكسي للعمل فترة صباحية فقط من(9 ـ5), وتقدم لنا الكثيرات وبعد اختبارات القيادة نقوم بتولي كافة الاجراءات من استخراج رخصة قيادة مهنية لهن وغيره.. ووجدنا رد فعل ايجابيا جدا للمشروع من قبل السيدات, والآن نحن بصدد تغيير لون التاكسي النسائي من اللون الأصفر حتي يصبح مميزا, وتقدمنا بطلب للمحافظة في هذا الشأن وفي انتظار الرد حتي نستطيع التوسع في المشروع.
وعن مدي نجاح الفكرة تقول فاطمة( سائقة تاكسي) والتي تبلغ من العمر27 عاما: عندما قرأت الاعلان عن طلب سائقة تاكسي للنساء فقط تحمست للفكرة وتقدمت لعمل إختبار القيادة ووجدت مواعيد العمل مناسبة لي والمرتب مجزيا حيث إنني ادرس بكلية الحقوق بالجامعة المفتوحة وأعول ابنتي بعد طلاقي, ونجحت في الاختبار وإستخرجت رخصة قيادة مهنية وبدأت العمل, وبعد فترة قليلة أصبحت فاطمة من أمهر السائقين بالشركة.. وعن المشاكل التي قد تتعرض لها سائقة التاكسي في اثناء العمل تقول: لايوجد الكثير غير نظرات الدهشة وبعض المضايقات من قبل الموظفين عند استخراج رخصة مهنية, وفي الحقيقة كنت خائفة في البداية من مضايقات سائقي التاكسي الرجال ونظرة الناس في الشارع إلا أنني لم اتعرض لاي مضايقات بل ان الجميع قابلوني بنظرات الإعجاب خاصة من النساء لأنها تحميهن من المضايقات والتحرشات اللاتي يتعرضن لها في أثناء سيرهن بالشارع..