كيفية تأثير السحر في المسحور
لا بد من اتصال مادة السحر بالمسحور حتى يتم تأثير السحر في بدن المسحور، واتصال هذه المادة بالجسد يكون عن طريق عدة أمور:-
أولاً- ما يكون على طعام أو شراب فلا بد للمسحور أن يشرب هذا السحر أو يأكله حتى يتم تأثير السحر في بدنه.
ثانيا- ما يكون على سائل أو على تراب فإنه يرش في مكان ما من الأماكن التي يحتمل أن يمر عليها المراد سحره فإذا مر من فوقها تم تأثير السحر فيه.
ثالثاُ- ما يكون على شعر أو أظافر أو ثوب فيه رائحة المسحور فهذا النوع يدفن في المقابر أو في الأماكن الخربة أو يعلق على الأشجار في مهب الريح ومنها ما يلقى في بحر أو نهر، والجن خادم السحر يتعرف على المسحور في هذه المرة عن طريق الرائحة التي تكون في الأشياء المتعلقة بالمسحور.
والجن يمتلكون حاسة شم قوية جداً، وربما يسأل سائل فيقول من الممكن أن يخطئ الجن ويدخل في بدن إنسان غير المراد سحره، ونقول لقد أثبت العلم الحديث أنه من المستحيل أن تتشابه رائحتان في شخصين في الدنيا في رائحة العرق، فإن رائحة العرق مثل البصمة، ولا يوجد شخص في الدنيا بصمته تشبه الآخر، لذا من الصعب جداً بل من المستحيل أن يخطئ الجن في شم رائحة الشخص المراد سحره.
علامات وجود السحر
أما عن العلامات التي تظهر – أحياناً على من به سحر فمنها: -
- أن يشكو المريض من مغص وألم شديد في بطنه.
- حاجته إلى القيء بدون سبب.
- انقلاب أحواله فجأة فمثلاً في حالات سحر التفريق تتقلب حالته من حب الزوجة إلى بغض.
- قلب صورة الرجل في عين زوجته فتراه في صورة منفرة كالقرد وقلب صورة الزوجة في عين زوجها فيراها في صورة قبيحة.
- أن يرى الأشياء على غير حقيقتها، فيرى الثابت متحركا والمتحرك ثابتا والصغير كبيراً والكبير صغيراً.
- وفي بعض الحالات ينطلق المريض هائماً على وجه لا يدري أن يذهب، وربما نام في الأماكن المهجورة.
- وفي بعض حالات سحر تعطيل الزواج تجد المتقدم لخطبة المرأة يشعر بضيق شديد منها عند دخوله، وتسود الحياة في وجهه كأنه في سجن فلا يعود مرة أخرى.
- ومن الممكن تشخيص الحالة من خلال قراءة القرآن على المريض فقد يحدث:
أ) (صداع- ضيق شديد في الصدر- اختناق – رعشة- تنميل- ثقل جسم- دوار) وخاصة عند سماع آيات السحر المذكورة في القرآن.
ب) نطق الجني المكلف بالسحر واعترافه بما يحدث وكشف الأمر مع الإحاطة بأن أكثر الجن كذاب.
الفرق بين السحر والعمل:
السحر اسم جامع لكل أنواع الأعمال.
أما العمل فهو نوع السحر الذي يريد الساحر عمله، وكما بينا أن السحر يتم عن طريق مادة معينة كطعام أو شراب أو شيء مما سبق، فهذه الأشياء هي مادة العمل التي عن طريقها يتم السحر، ولقد سمي العمل بهذا الاسم لاحتوائه على نوع العمل الذي يقوم به خادم السحر في بدن المسحور، فإذا فسدت هذه المادة عن طريق التمزيق أو الإخراج، كما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم السحر من البئر أو أن يتقيأ المسحور السحر، فإذا حدث هذا بطل السحر، لفساد مادة العقد التي بين الساحر وبين الجن الموكل بالسحر.
بنود وأساسيات السحر:
وتوضيحاً لهذه المسألة نضرب مثالاً:
فلو تعاقد إنسان على عمل مع أحد الشركات فإن نص العقد بينهما في أربعة نقاط وهي (1) نوع العمل الذي سيقوم به هذا العامل بالشركة(2) المدة المحددة له للعمل(3)المقابل أو الثمن الذي سيتقاضاه العامل في مقابل عمله بالشركة (4) الشرط الجزائي: وهو مجازاة أحد الطرفين إذا أخل بأحد شروط العقد قبل انتهاء المدة المحددة.
وربما يكون الشرط الجزائي من طرف واحد فإذا مزق هذا العقد أو ضيع أو حرق، فلا شيء في هذه اللحظة يقيد العامل في هذه الشركة.
وهذا تماماً ما يتم بين الساحر وخادم الساحر، فإن مادة العمل هي التي يتم عليها نوع السحر الموكل به خادم السحر من الجن وهذا العمل هو (العقد) الذي يكون بين الساحر وبين الجن، وفيه مدة مكوث الجن في بدن المسحور، وأما عن الثمن الذي يتقاضاه من الساحر فهو كفر الساحر بالله ومعاونته على الإثم والعدوان، أما الشرط الجزائي فهو إذا خرج الشيطان الموكل بالسحر من بدن المسحور قبل انتهاء المدة المحددة له، فإن إبليس يقتل الشيطان العاصي لأوامره، فإذ مزق هذا العمل (العقد) عن طريق إخراجه أو تمزيقه أو حرقه أو انتهاء المدة المحددة له ففي هذه اللحظة يخرج الشيطان من بدن المسحور لأنه لا شيء يقيده حينئذ في بدن المسحور.