ما زال غشاء البكارة الصيني يثير زوابع في عدد من الدول العربية، منها المغرب، حيث تفجر جدل ديني بين مؤيد ومعارض، وسط توقعات بأن يشهد إقبالاً كبيرًا، خاصة أن الفتاة يمكنها استعادة عذريتها بلا جراحة، ولا حقن، ولا أدوية، ولا آثار جانبية بـ 120 درهم (حوالى 15 دولارًا). ففيما حرم المجلس العلمي في الرباط ترقيع غشاء البكارة، الا ان عالم دين مغربي عبد الباري الزمزمي قال ان الامر يتعلق بالفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب او حادثة تسببت بفقدانهن عذريتهن، اما محترفات البغاء فترقيع الغشاء لديهن يعتبر خداعًا وغير مقبول.
حرم المجلس العلمي في الرباط (مؤسسة دينية رسمية تابعة للمجلس العلمي الأعلى) ترقيع غشاء البكارة، معتبرًا ذلك "غشًا وتدليسًا ومساسًا بالمبادئ والأخلاق والقيم الإسلامية"، قال عبد الباري الزمزمي، عالم دين مغربي، وواحد من أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب العربي، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن "العملية شرعية بالنسبة إلى الفتاة التي وقع لها هذا الشيء رغمًا عنها، وليس تلك التي تحترف البغاء".
وأكد عبد الباري الزمزمي، الذي يشغل أيضًا عضوًا في مجلس النواب المغربي، وهو النائب الوحيد المنتمي إلى حزب النهضة والفضيلة، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "الأمر يتعلق بالفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب أو حادثة تسببت لهن في فقدان عذريتهن، أو سقطت ضحية الخداع أثناء خطوبتها، أما محترفات البغاء فهذا خداع وغير مقبول".
وردًا على سؤال حول ما إذا كان الأمر يعتبر "خداعًا" أيضًا بالنسبة إلى الفتاة التي رقعت بكارتها ولم تخبر من تريد التزوج منه، رد الداعية المغربي قائلاً "هذه العملية تعد صيانة للعرض، وإذا ما كانت الفتاة ستخبر من تريد الارتباط به بأنها غير عذراء، فلا فائدة من القيام بهذه العملية". وأكد البرلماني المغربي "إذا أخبرته فلا داعي لعملية الترميم، لأن الزوج لن يصدقها، فمن الضروري أن تكتم أمرها، وتبقي ذلك سرها".
ويعتبر المجلس العلمي أن "فتح الباب أمام هذا الأمر وإباحته مطلقا فيه ضرر على الأزواج، الذين يغرر بهم لقبول الزواج ممن كان لهن ماض سيئ في العلاقات غير الشرعية، ظنا منهم أن وجود الغشاء يدل على وجود البكارة، والتي تعني الطهر والعفاف". واستعرض المجلس في فتواه عددا من الموانع قائلا: "إذا كان الغش ضد النصح، وهو إظهار البائع ما يوهم جودة في السلعة كذبا أو يخفي عيب فيها، وإذا كان إجماع العلماء قد انعقد على أنه محرم، وأنه كبيرة من الكبائر بدليل الكتاب والسنة، فإن استخدام غشاء البكارة الصناعي يعد صورة من صور الغش والخداع والتدليس المنهي عنه شرعا، إذ توهم من تستخدمه زوجها بعذرية كاذبة، ضاربة عرض الحائط بكل قيم العفة والطهارة والصدق، متسترة على زلاتها وفضائحها بغشاء صناعي صفيق رخيص، تطمس به الحقائق وتبعد به عنها الشبهات وتخفي تحته الذنوب والزلات".
والولايات المتحدة واليابان أول من أنتجتا غشاء بكارة صناعي، وأدخلته الأسواق الصينية منذ (7 سنوات) بأسعار تصل إلى (100 دولار) للغشاء الواحد. ورفض المجتمع الصيني هذا الأمر عندما روجت له بعض الشركات عبر وسائل الإعلام، التي ادعت بأهمية عذرية البنت في المجتمع الشرقي. وعدم المساس بشرف المرأة. وكان أطباء الصين أعلنوا أنهم اكتشفوا أن المنتج يهدد حياة من تستخدمه، ويتسبب في إصابات بأمراض خطرة.