samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: رجل من الزمن الجميل عمر الشريف لا يمتلك منزلاً ولا موبايل ولا يحب مشاهدة الأفلام السبت مارس 13 2010, 13:52 | |
| عمر الشريف لا يمتلك منزلاً ولا موبايل ولا يحب مشاهدة الأفلام كتبت نسرين الزيّات في الراي نيوز:"في المرة الأولى التى حدثته فيها لإجراء حوار صحفي، طلبت منه رقم هاتفه المحمول في مصر، فاجأنى عمر الشريف بنبرة مليئة بالشجن: معنديش موبايل.. ولا حتى بيت..!! أنهيت المكالمة، وظل صوته يرن في أذنى، لأكتشف أن ذلك الجواب يعبر عن شخص عمر الشريف، الذى إختار أن يعيش حياته بتلك الطريقة.
الخامسة مساءاً، كان لقاؤنا، لكن قبل ساعات من موعده، تزاحمت في رأسى أسئلة وصوراً جمعتها من أفلامه المصرية والعالمية وكأنها شريط سينما، وتساءلت هل ستكون صورة عمر الشريف الآن مثل الصورة التى إختزنتها ذاكراتنا طويلا؟ ذلك الرجل الذى يحمل على أكتافه سبعة وسبعين عاماً.. هل أثرت فيه تلك الأعوام؟ لكن بعد لقائه، تأكدت أنه مازال يحمل وهجاً وحباً للحياة يطلان من عينين تكسوهما لمحة حزن، كنافورة تتدفق منها مشاعر دافئة وحنان وسماحة تكفي العالم بأكمله.. وقد يكون ذلك هو السر الأكبر والأعظم لـ عمر الشريف.. في الحوار الذي خصّ به "الرأي"، فتح عمر الشريف قلبه لأول مرة، رغم تأكيده أنه قليل ما يجري مقابلات مع صحافة عربية، تحدث عن السينما وفاتن حمامة وجيله الذى إعتبره أقل حظاً من جيلنا..
في جناحه الوثير بأحد الفنادق الكبرى – كما إعتاد أن يعيش في زياراته لمصر - إستقبلني بترحاب شديد، وقررت أن أفاجئه بالسؤال الذي حيرنى منذ حديثه معي عبر هاتف الفندق.. وقلت: أليس غريبا أنك لا تملك منزلاً حتى الآن، وتكاد تكون ضيفاً دائماً على الفنادق سواء في مصر أو أوروبا؟ يجيب عمر الشريف قائلاً: ليس غريباً، فأنا أعيش بمفردي، وكبير في السن، ولذلك الحياة في الفنادق توفر لي نوعاً من الإطمئنان والأمان.. بمعنى أنه لو حدث لي أي مكروه أو شعرت بألم مفاجئ، سأجد بسرعة أناس حولي، على عكس ما أكون في شقتى بمفردى وحتى لو كانت لدي خادمة..
- إذن أنت لم تكوٌن ثروة مثل كثير من النجوم الذين يحملون تاريخ سينمائي مقارب لك؟
- لا أملك ثروة على الإطلاق، وكل ما أكسبه من أموال أصرفه أولا بأول على من حولي من الناس، ممن أعرفهم ومن لا أعرفهم، أهل وغير أهل..
- ألا ترى ذلك غريباً؟
- لدي قناعة أن الله سبحانه وتعالى يعطيني الأموال دائما، لأنها ليست رزقي فقط، إنما هي رزق الناس الذين حولي. لذلك أخاف ألاّ أعطيهم أو ألاَ أكون سخياً معهم ربنا يقطع نعمته عني، ويكفي أن ربنا لم يتركني لحظة في عمري وحيدا، وحتي في السنوات الطويلة التي عشتها وحدي كعربي ومسلم في امريكا وانا امثل وسط يهود، وأعلم ان رأسمال السينما في هوليوود يهودي.. واذكر أنه وقت عبد الناصر، شاركت مع فيلم مع ممثلة شهيرة، وعمري ما غيرت جنسيتي، رغم أن كثير من البلدان التي زرتها وعملت بها عرضت علي منحي الجنسية، لكني رفضت.. لذلك أنا عشت طول عمري بهذا الشكل ومحافظا على مبادئي بأدبي وأخلاقي..(يضحك) لكن الآن وعندما كبرت أصبحت قليل الأدب..
- لكنك لا تملك موبايل ولا حتى سيارة!
- نعم..وهذه أشياء حديثة، وأنا غير معتاد عليها.. وبعدين أنا راجل بتاع زمان، لا أحب الموبايل، ومبعرفش اشغّل التليفزيون علشان زرايره بتلخبط فيها، بمعنى أني أظل ساعة لكي اصل لمحطة معينة لمتابعتها..
- وهل تشعر بالرضا وانت تعيش حياتك بهذا الشكل؟
- يكفي أنني اعيش مثل الملوك، ولست مقيما في الفندق مجانا بدون فلوس، فمثلا انا موجود في مصر منذ أكثر من شهر، ومقيم في فندق على حسابي الخاص، وأفضل الأكل في المطاعم، وأرفض قبول دعوات الغداء أو العشاء، لانو لو مأكلتش اكلة حلوة اشعر بضيق ولذلك أنا مش عايز أموت وانا مش متعشي كويس....!
- هذه فلسفة مختلفة؟
- هي فلسفة خاصة بي.. لأني رجل كبير في السن، وأريد أن آكل الطعام الذي اشتهيه، وعندما أكون مدعو على الأكل أضطر لتناول ما قاموا بطهوه.. وإفرضي أني لم أحب طعامهم متعشاش يعني؟ أنا قدامي كم أكلة حلوة ممكن أكلها في حياتي..
- أنت متشائم؟
- انا لست متشائماً ..بالعكس، فمن الممكن أن اعيش 150 عاما، وممكن أموت غداً.. ولكن رغم إني متفائل إلا أنني مقتنع أن الموت قد يأتى في أي وقت. فمثلا تجدين إنسان يملك صحة جيدة، لكن قد يحدث ويموت في حادث سيارة. وأنا ممكن أموت مثلا في حادث طائرة..
- كثير من النجوم عندما يتقدمون في العمر يصابون بالإكتئاب وربما تقل فرصتهم في العمل في السينما، مارأيك؟
- عندما كنت صغيرا، كانو يغيرون السيناريو من أجلي.. أما الآن فلا يقبلون رجلاً كهلاً إلاّ في أدوار قليلة، ورغم ذلك، لست حزيناً، لأن الفرصة أصبحت أكبر للفنانين الصغار..
- لكنك لاتزال تحمل بريق النجومية والنضج الكافى، والدليل علي ذلك أنك لا تزال متواجد في السينما سواء المصرية أو العالمية..!
- نعم، وأشارك في أعمال عدة، كان آخرها فيلم فرنسي يحمل إسم "نسيت أقولك" وعرض في الدورة الماضية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأقوم فيه بدور رجل عجوز مصاب بفقدان الذاكرة أو "الزهايمر" والآن أنتظر عرض فيلم "المسافر" في مصر بداية الشهر المقبل، وهو العمل الأول لمخرجه أحمد ماهر، والفيلم سبق وأن شارك في العديد من المهرجانات السينمائية..
- أليس غريبا أن تغامر بتاريخك السينمائي والفني بالمشاركة في أفلام وتجارب سينمائية مع مخرجين يقدمون أنفسهم للمرة الأولى، في الوقت الذي يخشى فيه الكثير من أبناء جيلك خوض غمار هذه التجربة؟
- لا ليس غريبا، طالما العمل الفني والسينمائي جيد ويستحق.. كما أني أحب أن أرى مخرجين شباب، وأشاركهم أعمالهم وأحلامهم السينمائية وتجاربهم الجديدة، لأنهم يأتون بأفكار جديدة يقدموها في أفلامهم. ومن في مثل عمري، يكونون في حاجة للعمل مع الشباب لانهم يعملوا لي (refresh)...
- لماذا؟ - لأني أريد معرفة ما يحدث في الحياة، خاصة واننا من جيلين مختلفين.أحب أعرف كيف يفكرون وإلاّ الواحد منا يظل مثل الآلة المعطلة والمركونة على الرف، خاصة وان كبار السن عنيدين جداً، ودائما تكون لديهم رغبة في أن يتعلموا أشياء جديدة. وليس صحيح أن أيامنا أفضل من ايامكم. ولكن هي مجرد حالة (نوستالجيا) أو الحنين الى الماضي، وحتى السينما إختلفت عن زمان..
- هل الحياة إختلفت عن زمان؟
- أكيد. أصبحت أكثر قسوة مما كانت عليه، وازداد العنف فيها. فتجدين كل إنسان يريد أن يأخذ لقمة العيش من الآخر، الناس اليوم تريد اموالاً كثيرة..
- ألا ترى أن جيلك ممن بدأوا معك في السينما في الخمسينات، كانوا أفضل من الآن أو على الأقل كان لديهم شئ يقولونه..!
- لا، لم يكن لديهم شيء يقولونه، وأنا أقول لكِ ذلك، لأني أعرفهم جيدا..هم فقط كانوا يمثلون بشكل جيد وأفضل من تلك الأيام..التمثيل كان مختلف، اما الان أصبحوا يعطوا الممثلين ألقاب كثيرة مثل الممثل الكبير أو القدير، وهو أمر بالنسبة لي غريب، لانه لا يوجد مكان في العالم يمنح الممثل هذه الالقاب، فلا يمكن أن تجدي مكتوب على أفيش الفيلم الأوروبى أو الأمريكى the great actor, or, the wonderful actor) ... كلها ألقاب ليس لها قيمة.. وهل المقصود بالممثل الكبير، الكبير في العمر، وما معني زعيم.. هي مجرد القاب.
- لكن البعض من المخرجين الشباب، يلجأون إلى النجوم الكبار كنوع من إستثمار شهرتهم. مارأيك؟
- الآن، الجيل الجديد هو الذي يمسك العالم، ولا بد أن أتماشى معهم حتى ولو كانت بعض الاشياء لا تعجبني..
- لذلك وافقت وبسهولة على العمل في فيلم "المسافر" وهو الفيلم الأول لمخرجه "أحمد ماهر"، والذي يحسب له انه أعادك للسينما المصرية بعد غياب سنوات..!!
- وافقت، لأن السيناريو كان جيد للغاية، فعندما طلب مني "أحمد ماهر" المشاركة في بطولة الفيلم لم أتردد للحظة، وسعدت كثيرا لأنه مخرج مثقف ودارس للسينما في إيطاليا، وحاصل على دكتوراه في سينما فيلليني، هذا بالإضافة إلى أنه يحمل أفكار جديدة ومتطورة ومختلفة عما هو موجود الآن..
- هل يعني ذلك موافقتك على المشاركة في أي تجربة سينمائية جديدة؟
- أنا لا أرفض أفلام، وفي نفس الوقت لا أوافق على أفلام مش عجباني.. بمعنى أنه لا بد أن يكون هناك سبب يجعلني أوافق على فيلم في مصر، خاصة وأن لدي أفلامي التي أقدمها في أوروبا.. وعندما أقرر العمل في مصر لا بد وأن يكون عمل يفيد الناس ويقدم لهم جديد.. فمثلا عندما وافقت على المشاركة في بطولة فيلم "حسن ومرقص"، وافقت لمجرد كونه يحمل فكرة، وفي نفس الوقت كانت لدي رغبة في أن يساهم في تحسين العلاقة بين المسلمين والمسيحيني في مصر، وتعزيز الوحدة الوطنية بينهما..
- بعد مشاركتك في فيلم "حسن ومرقص" الكثير تساءل عن كيفية قبولك الظهور كدورِِِِ ثان في الفيلم بعد عادل إمام. ما تعليقك؟
- آه معليش.. ومنذ البداية كنت أعرف مساحة الدور صغيرة جدا، بالإضافة إلى ان مخرج الفيلم ابن عادل إمام، ومدراء التصوير والانتاج والاسكريبت أبناء شقيقاته، وفي النهاية الفيلم كان ملك لـ "عادل إمام.. لذلك أنا الذي طلب وضعه إسمي بعد اسمه وليس العكس علس أفيش الفيلم، وأخبرته وقتها أنني لن أقبل المشاركة فيه إلاّ إذا قبل شروطي تلك..
- وما صحة إعتذارك عن المشاركة في مسلسل "الجماعة" الذي يجري تصويره حاليا ومسلسل "البدر هلال" و"كليوباترا"..؟
- (يقاطعني بإنفعال شديد).. أنا لن أقدم مسلسلات أخرى، إكتفيت فقط بتجربة مسلسل "حنان وحنين"، كما أنه ليس لدي طاقة أن أظل ستة أشهر أو أكثر أعمل في مسلسل واحد، لأنه ممكن أموت في الاثناء..
- وهل قرارك بعد تكرار تجربة التليفزيون مرة أخرى، بعد الهجوم الذي تعرض له "حنان وحنين"؟
- "حنان وحنين" هو العمل التليفزيوني الوحيد الذي تمنيت تقديمه طوال عمري، لأني كنت أرغب في دخول جميع منازل المصريين في شهر رمضان، وألاّ أقدم لهم مسلسل به مشاهد عنف وإغتصاب وضرب مثلما إعتدنا أن نشاهد في رمضان.. والمسلسل كان قصتي المليئة بحبي لمصر، فهي قصة حياتي.. لذلك أعتبر أن مسلسل حنان وحنين هو عمل درامي راقي من الدرجة الأولي..
- إذا عدنا للحديث عن فيلم "المسافر"، ما حقيقة الخلاف الذي دار بينك وبين مخرج الفيلم أحمد ماهر عقب عرضه للمرة الأولى في مهرجان فينسيا العام الماضي؟ - لم يكن خلافاً، ولكن كانت لي بعض الملاحظات المتعلقة بطول مدة الفيلم. وكل ما قلته لـ أحمد ماهر عقب عرض الفيلم في مهرجان فينيسيا، أن الفيلم يحتاج لإعادة مونتاج لتقصير مدته بدلاً من ساعتين ونصف الى ساعتين أو ساعة ونصف.. وفي نفس الوقت اعتز بالعمل في فيلم يعتبر الإنتاج الأول لوزارة الثقافة المصرية..
- هل تتابع الأفلام المصرية في الفترة الأخيرة؟
- أنا لا أشاهد الأفلام إطلاقا، وأكتفى فقط بمتابعة الأخبار في العالم، وأحيانا مباريات كرة القدم..
- هل فكرت في كتابة مذكراتك؟
- لم ولن افكر في ذلك. وأرفض عمل أي شئ عني سواء فيلم أو كتاب..
- لماذا؟
- لأن حياتي سر، ممنوع الإقتراب منها. ولاأسمح لأحد أن يتحدث عن أمي أو زوجتي أو إبنتي. وهو ما أعتبره سرقة، لانه كيف اتحدث عن هؤلاء الناس، وأحصل أنا على اموال، وهم لا يحصلون على أي شيء.. كما أني لا أرغب في الحديث عن أمي، ولا أريد لأحد أن يعرفها، فقط أريد أنا وحدي أن أعرفها.. كما أن الناس الذين دخلوا في حياتي، سواء برضاهم أو بدون رضاهم، ليس لهم دخل في أي إساءة قد تأتي لهم لمجرد الحديث عنهم..
- هل تلتقى بـ فاتن حمامة؟
- نعم وأراها من وقت لآخر، هي والدة إبنى الوحيد طارق.. وأنا أحب زوجها وتربطني به صداقة وطيدة، لدرجة أنه منذ فترة قصيرة أجرى لي بعض الفحوصات الطبية للإطمئنان على صحتي، لأنه كان لدينا شك من إصابتى بمرض خطير، لكن الحمد لله.
- أعرف أنك كنت قريب جدا من والدتك، وربما تأثرت بها كثيرا، ماذا عنها؟
- والدتي رحمها الله كانت كل شئ بالنسبة لي زمان.. فقد كان حظي كويس، ولدت في عائلة تحب بعضها، وكبرت وسط حب الأم والأب، لكن أمي كانت موجودة معي طوال الوقت، فمثلا كانت تجلس معي دائما اثناء كتابة واجباتي بالمدرسة، وإذا أخطأت تضربني بالشبشب.. لأنها كانت تريدني أن أصبح رجلاً، لا يخطئ أبداً في حياته, كانت تريديني ان أكون عبقرياً وأشهر إنسان في العالم، وأجمل رجل في العالم.. وهو ما قررته يوم ولادتي.. وأذكر أني عندما كنت في الحادية عشر من عمري، أصبت بالسمنة، لأنني كنت في مدرسة فرنسي.. وقالت: إبنى أصبح وحش وقبيح.. فقررت أن تنقلني لمدرسة إنجليزي لأن طعامهم قليل ولا يسبب السمنة، وبعد عام أصبحت نحيف، وخرجت من المدرسة وأنا أجيد الإنجليزية بطلاقة، ولولا ذلك ما كنت عملت فيلم "لورانس العرب"... | |
|