رفضت مؤسسة الرئاسة المصرية عن إصدار أي توضيح يؤكد أو ينفي قرب عودة الرئيس حسني مبارك من ألمانيا بعد العملية الجراحية التي أجراها بأحد مستشفياتها يوم السبت الماضي لاستئصال الحوصلة المرارية.
وقال مقربون من مكتبه لصحيفة "الدستور" المستقلة، إنه سيعود مطلع الأسبوع المقبل، لكن مصادر أخري وتقارير غربية قالت في المقابل إن مبارك سيعود إلي القاهرة ربما نهاية الأسبوع المقبل، مشيرة إلي أنه سيتغيب عن القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة الليبية طرابلس نهاية الشهر الجاري.
وخلافا لما كان متوقعا لم يبث التليفزيون الرسمي أي لقطات مصورة للرئيس بعد انتقاله من غرفة العناية المركزة قبل يومين إلي غرفة ملحقة بها.
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه رئيس الفريق الطبي المعالج للرئيس مبارك في مستشفى هايدلبرج بألمانيا في بيان صحفي الخميس, إن التقرير النهائي لتحليل الأنسجة التي تم إزالتها أثناء الجراحة التي أجريت أثبتت أن طبيعتها الحميدة.
وقال الدكتور ماركس بوشلر إن الحالة الصحية العامة للرئيس تتقدم بصورة مرضية, وأن مبارك نقل يوم الأربعاء من وحدة الرعاية المركزة إلى حجرة عادية بمستشفاه.
وأضاف البيان أن مرحلة استشفاء الرئيس خلال الأيام المقبلة سوف تشهد تمكن مبارك من القيام بـ"حركة بدنية متزايدة" و"العودة إلى نظام غذائي طبيعي" من دون أن يشير إلى موعد تمكنه من العودة إلى القاهرة.
وتابع أن مرحلة استشفاء الرئيس خلال الايام القادمة "سوف تشمل زيادة الحركة لسرعة التخلص من اثار التدخل الجراحي". وتابع أن مبارك سيظل في المستشفى تحت الرعاية الطبية خلال تلك الفترة.
وتوقع بيان المستشفى أن ينتقل مبارك خلال تلك الفترة الى النظام الغذائي العادي "بشكل تدريجي".
في سياق متصل، أبدت إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما اهتماما غير معلن بمتابعة الوضع الصحي للرئيس مبارك، حيث تشير المعلومات إلي أن جهات أمريكية تتابع تطورات الحالة الطبية للرئيس في إطار الاهتمام بالاطمئنان علي استقرار الأوضاع في مصر، وبالتالي المصالح الأمريكية في المنطقة.
وقال دبلوماسي غربي في القاهرة: من الطبيعي عندما ينتقل رئيس دولة بحجم مصر إلي العلاج في الخارج أن تهتم الدول التي لديها مصالح هنا بمتابعة ما يجري، إنه أمر طبيعي للغاية ويجب ألا يكون مدعاة للاستغراب.
وأضاف: "في هذه المرحلة لا يوجد ما يدعو للقلق، الوضع الصحي للرئيس يبدو جيدا وفقا للتقارير الرسمية ولا توجد مؤشرات علي أن تغيبه لبعض الوقت سيكون سببًا في تغيير حالة الاستقرار الراهنة".
دعوة مبارك لحضور القمة
في هذه الأثناء، استقبل وزير الخارجية المصري ، أحمد أبو الغيط، اليوم السبت أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية والذى قام بتسليمه الدعوة الموجهة إلى الرئيس مبارك من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى للمشاركة فى أعمال القمة العربية الثانية والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية والمقرر عقدها بمدينة سرت الليبية يومى 27 و 28 مارس الجارى.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن المسئول الليبى حرص أن ينقل خلال اللقاء الأهمية التى يوليها الزعيم الليبى لمشاركة الرئيس مبارك فى أعمال القمة وذلك فى ضوء مايمثله من ثقل ووزن هام فى إطار العمل العربى المشترك مع نقله أيضا تهنئة الأخ العقيد بنجاح العملية الجراحية التى أجريت للرئيس.
وحسبما ذكر موقع "اخبار مصر" الالكتروني، أشار المتحدث إلى أن وزير الخارجية حرص بدوره على أن يؤكد إهتمام مصر بالمشاركة بفاعلية فى مناقشة الموضوعات المنتظر أن تتناولها القمة العربية خاصة فى ضوء التحديات المختلفة التى تواجهها الأمة العربية فى هذه المرحلة الهامة وعلى رأسها ما تمر به القضية الفلسطينية من تطورات إضافة إلى الجهود المبذولة لتطوير عمل جامعة الدول العربية .
من جانبه، قال أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية إن الاخ العقيد معمرالقذافى قائد الثورة الليبية على اتصال دائم بالرئيس مبارك للاطمئنان على صحته.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك جديد فى المصالحات العربية قال قذاف الدم "انه فيما يخص المصالحة العربية فإن العرب متصالحون وليس هناك خلاف بين العرب".
وأضاف أن "العرب فى وضع يحتاج إلى مراجعة وهذا شىء ايجابى أما الكيفية فهذا متروك للقمة كيفما تراها وفق جدول أعمالها ووفقا للقرارات التى ستصدر عنها".