الزعيم الأب

17/5/2009

الزعيم الأب

ليس من الواجب ولا من المستحب، ولا من اللائق أن تنازع الفنان عادل إمام فى حقه الطبيعى فى الحديث عن أسرته كما يشاء، ولا حلمه كأب لأفراد أسرته، هذا حقه المعلوم بالضرورة، لكن ذلك لا ينفى أن علامات استفهام كثيرة تفجرت بسبب إجابته الحاسمة عن سؤال محدد، حول موقفه من عمل ابنته فى مجال الفن، حيث رد بشكل مباشر وقاطع ودون تردد: «معندناش ستات تشتغل فى الفن».
من حق عادل إمام أن يختار لابنته، ومن حقنا بهدوء أن نسأل، إذا ماكان هذا الرفض يحمل أى احتقار لدور المرأة فى الفن، أو يوحى بمخاوف محددة تنازع صدره كأب مصرى من احتراف ابنته للفن؟
كريمة الفنان الكبير شأن يخصه، وحياتها مسألة شخصية جداً لا يجوز ولا يليق الخوض فيها، لكن والدها حولها فجأة إلى شأن عام، لأنه ليس شخصاً عادياً، هو فنان كبير بنى اسمه وجماهيريته وسط النخبة، على مواقف «مستنيرة» فى مواجهة أفكار التطرف، واعتبر نفسه طوال الوقت رأس حربة فى المواجهة مع «طيور الظلام»، كما بنى اسمه وجماهيريته شعبياً ووسط جمهور الدرجة الثالثة، على توظيف النساء فى أفلامه ومسرحياته، فكانت أدواره فى مواجهة بطلات أعماله الفنية، ومغامراته معهن، أحد أهم عوامل الجذب لشباك تذاكره.
المسألة إذن فيها التباس، بعض الذين صدمتهم الجملة، شككوا فى النقل، وفى الصحف التى نشرت، وقالوا لا يمكن أن يقول الزعيم هذا، وبعضهم قال إن الرجل كان يقصد أنه لا يريد أن يعرض ابنته لمشقة العمل فى الفن وقسوتها، لكن الزعيم لم يوضح لاحقاً ذلك، لم يصدر بيان عنه، أو يخرج متحدث باسمه ليشرح المعنى الذى فى «بطن الشاعر»، والذى عجز الجميع عن إدراكه، واكتفوا بالوقوف أمام ظواهر الكلمات.
المؤكد أن عادل إمام يملك من القدرات اللغوية والحنكة السياسية قبل الخبرة الفنية، ما يمكنه من التعبير عما يقصد بوضوح ومباشرة، كما أنه وهو الذى يرتزق من الفن طوال عشرات السنين، وسمح لأبنائه الذكور باحترافه، حتى صارا نجمين لامعين فى الإخراج والتمثيل، ويتباهى كأب بما حققاه حتى الآن، كان يمكن أن يقول أشياء عديدة، لا تسمح لهذا الجدل بالاندلاع، كأن يقول إنه لا يمانع من حيث المبدأ، لكن ابنته ليس لديها هذه الرغبة، وهو لا يجد عندها استعداداً ولا موهبة لاحتراف الفن، أو أن يقول إن عمل المرأة فى الفن قاس من حيث التزاماته ومواعيده، وهو بحكم خبراته يعرف كيف تعانى زميلاته وما يبذلنه من جهد كبير، وهو مشفق على ابنته من هذه المشقة.
لكن الزعيم لم يقل أى شىء من ذلك، وقال جملة نعرف جميعاً مغزاها ومعناها، ومدلولها، قالها بشكل قاطع وحاسم كأى أب شرقى، وكان من المفترض أن يقول ما الذى يخيفه كأب على ابنته من دخول مجال الفن؟ ما الذى يعرفه ويخفيه؟ وهو الاستاذ الذى أقنع بخطابه آلاف الآباء حتى سمحوا بدخول بناتهم الفن ليقفن أمامه فى أفلامه ومسرحياته، ويشيد بهن الزعيم، وبأدائهن وبالرسالة السامية التى يحملنها...!

17/5/2009

عصاااام

17/5/2009

شكرا عصام

شكرا اخى الكريم انت الذوق كلة تحياتى
Suspension
samy khashaba

samy

» الزعيم والنفاق
» **** (نداء الى كل الأب والأم ) ****
» اولاد الزعيم السورى بشار الاسد