الحق واحد
ليعلم الباحث الكريم أن الحق واحد وإن تعددت المصاديق التي تمثله ودليله نفس الدليل في كل مصداق
ولتوضيح ذلك
نحن نعلم أن الله هو الحق فما هو الدليل الذي عرفناه به
ونعلم أن الله تعالى جعل له خليفة فقال {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} من البقرة30
فالخليفة حق وهو وجه الله في الأرض وهو ممثل الله في الأرض
إذاً دليله نفس الدليل الذي عرفنا به الله تعالى
وهذا الخليفة سوى كان نبيا أو وصيا فهو الحق من ربك
فالله تعالى جعل النبي وجعل الإمام الذي جعل المرجع الجامع للشرائط (الاعلم نائباً له) أما هل هذا الجعل على نحو القضية الحقيقية أم الخارجية فهذا بحث آخر ربما نتطرق إليه أثناء البحث
والآن أصبح لدينا أمور إن الله تعالى حق ورسوله صلى الله عليه وأله حق والأئمة عليهم السلام حق والمرجع الجامع للشرائط (الأعلم) حق وقلنا أن دليل الحق واحد أو نفسه وإن تعددت المصاديق التي تمثله
إذاً فالمرجع حق لأنه ممثل الحق وخليفته
إذاً فدليله يكون نفس الدليل الذي عرفنا به الله تعالى ورسوله والذين آمنوا
مثالان لمعرفة الحق
لنفرض أن شخص وضع لك عشرة قطع من اللحم في مكان مظلم
تسع قطع منها متعفنة وقطعة واحدة صالحة للأكل وقال لك ذلك الشخص تأكل من الصالحة كيف تعرف الصالحة والمكان مظلم
فهناك طريقان لمعرفة الصالحة من المتعفنة
الأولى أن تشمها أو تتذوقها واحدة تلو الأخرى حتى تجد الصالحة وهذا طريق طويل وربما مؤذي وربما ينتهي أجلك وآنت لم تجد الصالحة
أما الطريق الثاني
أن تنير مصباح (تورج لايت) وعندها تعرف الصالحة من لونها لعدم وجود العفن عليها ولعدم اصطباغها باللون الأزرق وهذا طريق سريع وسهل
وهكذا نجد لو صح فهمنا للأيه فهكذا نجد ما فعله إبراهيم عليه السلام
فمرة قال {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79}
ومرة أو الطريقة الثانية فتجده هدم ما زعموا أنها آله دفعة واحدة وأبقى كبيرا لهم و{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ }الأنبياء63
وكلها لم ترد جوابا حتى كبيرهم لم يدافع عن نفسه
ولم يبقى إلا إله الحق وهو الله الواحد القهار لكن القوم بعد إن عرفوا أن آلهتهم لا ترد جوابا لجأو إلى الحرب وقالوا حرقوه
مثل آخر
قال لك شخص هذه عشرة مصابيح كانت تسعة منها متوهجة وواحد غير متوهج فكيف تعرف المصباح الذي لم يكن متوهجا؟
الجواب
هناك طريقتان
الاولى ان تلمس وتتحس المصابيح واحدا تلو اخر لأن المصباح الساخن يدل على أنه كان متوهجا أما البارد فيدل انه كان منطفئ
لكن هذه الطريقة ربما تسسب لك بعض الاضرار بسبب الحرارة او تتأخر في معرفتها
فتلجأ الى
الطريقة الاسهل والاسرع
وهي تأخذ بكمية من الماء البارد وترميها مباشرة ودفعة واحدة على جميع المصابيح فستنفجر جميع المصابيح لأنها ساخنة وأصابها ماء بارد ولم يبقى إلا واحد وهو البارد الغير متوهج وهو المطلوب لأنه لم ينفجر -تقذف بالحق -
إذا لتحديد الحق أو الأعلم
إما أن تأتي إلى جميع الفقهاء وتثبت عدم تمامية أطروحاتهم حتى تنتهي إلى الأعلم الذي أطروحته تامة وهذا طريق طويل وربما يصيبك منه أذى كثير منها التشريد والتهم ويقال إن الباحث يطعن بالجميع
فهنا تسلك الطريق الآخر وهو السهل فتعمم الجميع بكلية واحدة والحار ينفجر( يطق ) والبارد يبقى
إذا وعملا بسيرة الأنبياء عليهم السلام نعرف الحق
َتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ{83} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{84} وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ{85} وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ{86} وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{87} ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{88} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ{89} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ
منقول
ا