عصام اسكندر مشرف منتديات ايام زمان العامه
17/5/2009 : 06/04/2010 العمر : 54
| موضوع: الضوء والعتمة الإثنين مايو 10 2010, 21:16 | |
| الضوء والعتمة
في شوارع مفروشة بالضوء والعتمة ...
نمر ُ ويمرون .. نمضي ويمضون .. تنطلق منهم صور
واصوات صافية وشاحبة ..وتستمرالحياة .. تستمر طالما
استيقظنا في اعماقها , وتأكدنا فيما اذا كانت مسيرتنا سعادة أوشقاء.
وبعد الركض في زحام الحياة .. نـُلقي اجسادنا المتعبة مسترخين
على اريكة التأمل نرشف طعم القهوة من فنجان الديمومة
ونرخي انفاسنا خدرا بسيكارة ِ ننفثها لنرى ملايين الخطوط الرقيقة
من غيوم الدخان التي تحرك الناس في يومنا المنهك العابر .
نستذكر من قابلنا منهم , وتأثيرهم علينا سلبا ام أيجابا ً..
من يحبنا ويسعدنا ويعيد روح الامل فينا :
يشعرنا بالامان والراحة .. نغفو على الحان انفاسه بدفء احضانه ,
يتسلق بنا فضاء الاحلام الوردية , يلتصق بنا ألتصاق الروح بالجسد ,
يسعدنا , يستقبلنا بأبتسامات الفجر حين تلتقي الانامل لمصافحة
المشاعر الصادقة ومرح الاستقبال.. يجمع شتات النفس الحزينة
ويطلي جراحاتنا ببلسم الامل , له القدرة على جبر ما انكسر من
الخواطر بوسع صدره الممتد فرحا الى مدى اللانهاية , ساعيا
لاختراع انواع السعادة , يعيد روح الامل , ذلك الرائع الحكيم
يرفع تراب الاحباط عن رفاة قلوبنا الميتة يأسا , ويدب روح
الامل في رميم اجسادنا وضياع وتشتيت عقولنا المنهزمة يأسا
بمنحه لنا شهادة ميلاد جديدة ملؤها الجمال .
من يتعسنا
يخدع ويخذل ويهدم ويستغل ويحسد ويقتل
ذئب بشري يبتسم في حضورنا غارسا خناجر مخالبه المسمومة في الظهر ..
يأكل اللحم ميتا لحظات غيابنا , وحين نستصرخه لنجدتنا ,
يسدل حجب العمي ّ والصم والبكم بيننا , وحينما يدق ناقوس
الحاجة الينا يسعى بمكر الثعلب .. ناخرا اساس بنياننا القوي
مفجرا اسوارنا المنيعة لخراب عقولنا .. والفرح لتدمير الانسانية
بحياتنا , فنان بارع بتقمص دور البطولة المأساوية والمعاناة ومنحنا
دور الغباء لتحويلنا الى لقمة سائغة بين فكيه ..وعرض مسرحيته
على المسرح البريء لحياتنا .. مهيء سيناريو الحقد ليعد ويحصي
ضحكاتنا وافراحنا متمنيا زوال نعمتنا مقارنا بين حاله وحالنا
وصولا لأشتعالنا بحسده , قاذفا بنا بحور التيه والضياع والضلالة
والندم , يرشنا بسم الهموم والحزن ويعطرنا برائحة شكوى الآه
والتعاسة لينقل لنا عدوى دموع وآلام القنوط حال حضوره .
من تحتويهم المزاجية :
احواله غريبة متناقضة .. ان احتجنا اليه رحل , وان انتفت حاجاتنا
لعونه , عاد بكلمات رنانة - لماذا لم تخبروني – محاولا بكلمات
الزيف حصادنا بمناجل مزاجيته ..ولو علم لتجاهلنا بألوان الحرباء ,
يوم قريب وآخر بعيد , ان اقبلت عليه أدبر , وان ادبرت أقبل ,
كأنه لا يعلم بحالنا وهو المتابع الاول محاولا جر سفينتا من ميناء
الى آخر فوق الصخور بعبثه المذهل المزاجي .
من لهم النفسية والشخصية المركبة :
من اصعب الشخصيات , لا نستطيع الغور بأعماقه , تدور على
نفسه دوامة رياح الشخصيات المتعددة ( انفصام ) تنفجرفي عينيه
دموع الكلمات وصراخ اجش شرس , كمن يلقى بقذيفة من يده
قبل ان تنفجر , وتارة يزمجر ضاحكا متفاءلا فرحا , واخرى
تلبسه نوبات التوسط لا لشيء .. سوى ومضة تقول : انني انتحب
بصوت عال ِ لكنه مكتوم .
| |
|