لواء الكوماندوس الثالث في مشاة البحرية الملكية البريطانية
لواء الكوماندوس الثالث في مشاة البحرية الملكية هو نخبة القوات المقاتلة في الأسطول الملكي البريطاني.
واللواء الذي يبلغ قوامه 3,500 فرد هو قوة برمائية للتدخل السريع، وعلى قدر عال من التدريب للقتال في الظروف الجوية البالغة السوء وفي التضاريس الصعبة.
ونخبة اللواء تتألف من ثلاث افواج خفيفة التسليح – وحدات الكوماندوس 40، و42 و45 – وقوام كل واحدة منها نحو 700 فرد.
ويحافظ اللواء على حالة الاستنفار بصورة دائمة لكي ينتقل إلى أي مكان في العالم لدى تعرض أمن بريطانيا وحلفائها للخطر، ويمكن أن يتم نشره في وقت مبكر إذا ما اقتضت الضرورة للإشارة إلى الإرادة السياسية والعسكرية لبريطانيا وقدرتها.
وأبلغ الناطق باسم مشاة البحرية الملكية الرائد تيم كوك البي بي سي نيوز أون لاين بأن إحدى أهم سمات اللواء هي أنه يمكن أن يكون "مستعدا" للعمل قبالة ساحل ما في المياه الدولية.
وأضاف: "بإمكانهم أن يقبعوا، ويبحروا صعودا ونزولا قبالة الساحل وممارسة ضغط – إنهم يقدمون ضغطا لتعزيز الدبلوماسية".
وقد شُكِّل لواء الكوماندوس الثالث في مشاة البحرية الملكية إبان الحرب العالمية الثانية، وقد لعب اللواء دورا بارزا في عمليات الإنزال في اليوم المحدد لبدء عمليات الإنزال على البر الأوروبي خلال تلك الحرب.
وقاد اللواء الهجوم النهائي على مرفأ ستانلي في حرب الفولكلاند في عام 1982.
كما تم إنزاله في إيرلندا الشمالية، وسيراليون، وفي مهمات لحفظ السلام في البوسنة، والكونجو وكوسوفو.
وفي الآونة الأخيرة، خدمت وحدتا الكوماندوس 40 و45 التابعتان للواء في أفغانستان كجزء من الحرب على الإرهاب.
وقد أرسلت الوحدتان 40 و42 إلى الخليج كجزء من أكبر عملية نشر للقوات البحرية البريطانية في غضون عقدين من الزمن، بقيادة المدمرة آرك رويال.
ويتعين على جنود الكوماندوس أن يخضعوا لما يعتبر أحد أقسى أنظمة تدريب المشاة في العالم، وذلك في مركز تدريب الكوماندوس في ليمبستون، دفون.
ويتم معظم التدريب في التضاريس الوعرة لدارتمور، ويبلغ ذروته في دورة لتدريب الكوماندوس – وهو سلسلة من اختبارات اللياقة، والتحمل والمهارة العسكرية.
وعلى الرغم من حذره من أن يبدو مغاليا في الإطناب بتهنئة الذات لحساب مشاة البحرية، فإن الرائد كوك أقر بأن الدورة "قاس"، مضيفا أنه بالمقارنة مع تدريب المشاة في أنحاء العالم "فإن القليل من الدورات الأخرى يمكنها أن ترقى إلى مستواه".
ويفوز جنود مشاة البحرية الذين ينجحون في الدورة بالقبعة الخضراء، وعادة ما يلتحقون بعد ذلك بإحدى وحدات الكوماندوس التابعة للواء الكوماندوس الثالث، الذي يقوده العميد جيمس دوتون.
ويقع مقر وحدة الكوماندوس 40 بالقرب من تونتون في سومرست، في حين أن مقر وحدة الكوماندوس 42 يقع بالقرب من بليموث دفون – حيث يقع أيضا المقر الرئيسي للواء – ومقر وحدة الكوماندوس 45 في أربروث على الساحل الشرقي لاسكتلندا.
وتخضع الوحدات التابعة للواء لتدريبات بيئية قاسية إما في مناخات "حارة وجافة"، أو "أدغال رطبة" أو "جبلية باردة".
والمناطق التي يتم بها التدريب عادة تقع في الشرق الأوسط، أو بليز أو بروناي، كما في اسكتلندا والنرويج.
قوة استطلاع
وبالإضافة إلى وحدات الكوماندوس المخصصة لجبهات القتال، فإن اللواء يضم أيضا عناصر إسناد للقتال يقدمها الجيش.
ومن بين هذه فوج مدفعية الكوماندوس الملكية 29، وسرية مهندسي الكوماندوس المستقلين الملكيين 59، التي تقدم إسنادا مدفعيا وهندسيا للواء.
أما طائرات الإنزال، من قبيل الحوامات وطائرات الإغارة، فيقدمها سرب طيران مشاة البحرية الملكية 539.
ويتلقى اللواء أيضا إسنادا حيويا من قبل فوج الكوماندوس اللوجستي في مشاة البحرية الملكية، الذي يقدم خدمات تتراوح ما بين الصيانة وتصليح المعدات إلى إمدادات الغذاء والعلاج الطبي.
ولدى اللواء قوة استطلاع خاصة به هي قوات دوريات اللواء، وهي قوة صغيرة ولكنها قوية تقدم إنذارا مبكرا ومعلومات إستخباراتية.
وغالبا ما تعمل هذه القوة على مسافة تصل إلى 60 كيلومترا عن اللواء الرئيسي.