samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: الفن الذي نريد الثلاثاء يونيو 01 2010, 00:35 | |
| ]الفن الذي نريد!! لقد حاول البعض أن يصور للناس اننا ضد الثقافة والفنون، واننا ضد المسرح والسينما والتلفزيون، وأننا ضد الترفيه والمرح، وزعموا اننا ندعو لإقامة دولة على غرار دولة طالبان وممارسات على غرار ممارساتها تجاه المسرح والسينما والتلفزيون والفنون والترفيه، تالله ان هذا إفك مفترى وباطل كبير.
نحن أبدا لسنا ضد هذه الامور الا اننا نريد ان نميز الغث من السمين، والحق من الباطل، والحلال من الحرام، ولذلك نحن مع الدعوة وبقوة لايجاد ثقافة جادة وإلى فن راق وإلى مسرح واع وإلى سينما هادفة وإلى تلفزيون مفيد وإلى لهو بريء. ان الفن، كما اعتقد ويعتقد اصحاب الفكر والوعي، فنان: فن للإماتة وفن للإحياء. فأما الأول: فهو للفتنة وإثارة الشهوات. وأما الثاني: فهو لترقيق الحاشية وترطيب الجوانح وشحذ الهمة؛ وذلك ان الله الذي هدى النجدين، وألهم النفس فجورها وتقواها، قد ركب في الجمال طبيعة مزدوجة، فيمكن بإدراك الجمال وصنعه أن يهتدي الإنسان ويعبد ويزداد هدى وعبادة، ويمكن أن يضل ويفتن في مهاوي اللذات ومدارج التحلل. إن الفن الراقي والبعيد عن المجون والتحلل والتفلت لا يتعارض مع الإسلام بل هو من مقاصد الإسلام والشريعة السمحاء، فالقرآن يدعو إلى التفكر في الأنفس والآفاق، والمتجول في رياض آيات الذكر الحكيم يرى بوضوح الدعوة إلى غرس الشعور بالجمال المبثوث في جنبات الكون، يرى الجمال من فوقه ومن تحته ومن حوله، يراه في السماء وفي البر وفي البحر، ويراه في النبات والحيوان والإنسان. ففي جمال السماء نقرأ: (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين)، وفي جمال الأرض نقرأ: (وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج). وفي جمال الحيوان: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون). وفي الإنسان: (وصوركم فأحسن صوركم). وهكذا فالمؤمن يبصر جمال الله في جمال ما خلق وصور، يرى فيه (صنع الله الذي اتقن كل شيء)، وبهذا فالمؤمن يحب الجمال في كل مظاهر الوجود من حوله، لأنه اثر جمال الله عز وجل، و«الجميل» اسم من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفات العلا، فالمؤمن يحب الجمال لأن ربه يحبه، فهو جميل يحب الجمال. والقرآن لا يدعو المؤمنين فقط إلى ملاحظة الجمال والزينة في بديع الخلق، ولكنه يدعوهم ايضا لأن يتجملوا هم أنفسهم، بل وينكر عليهم عدم الاكتراث بأسباب الزينة، مثل ذلك في قوله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين، قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق) الاعراف/.31 ان هذه الثقافة تنمي عند المسلم حاسة تذوق الجمال والسعي اليه وتوفر للموهوبين من المسلمين آفاقا واسعة للإبداع والإبحار في الملكوت الواسع الحافل ببدائع الخالق في مختلف الآفاق. والإسلام لما كان هو دين الفطرة الإنسانية، وهو دين الواقعية لذلك فهو يتجاوب مع فطرة الانسان وطبيعته المحبة للحسن والذوق والجمال، وفي الوقت نفسه سعى الاسلام إلى تحقيق التوازن في نفس المؤمن بين احتياجاته المادية وأشواقه الوجدانية والروحية، فهو باختصار هذب نوازع الإنسان ولم يقمعها. هذه هي تعاليم الإسلام في قضية الفن.. ومن الأمور البديهية التي لا تحتاج إلى تكرار، ان الاسلام يرفض ويحرم كل عمل فيه ابتذال او فحش، او عري او جرح للفضيلة والآداب، فهذا النوع من الابتذال ليس فنا ولا يمت إلى الفن بصلة.. وتأباه أي نفس سوية.. وأيضا من الخطأ الكبير ألا يميز البعض بين الفن والافساد، أو بين الحلال والحرام.. فالإسلام لا يحرم الفن بالمعنى الذي ذكرناه، بل يدعو اليه فاذا قامت دولة بتطبيق الاسلام فلا يجب ان يكون هناك نفور او قطيعة بينها وبين الفن.. بل دولة الإسلام عليها واجب ورسالة في هذا الميدان.. لكي تخلق فنا اسلاميا رفيع المستوى سواء أكان في التلفزيون او المسرح او السينما بحيث يكون هذا الفن الرفيع في خدمة الدعوة إلى الخير ومن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن باسلوب فني وفي قالب درامي لا يمله الانسان بل يحن إلى سماعه ومشاهدته. ان الاعلام والفن الذي نريده، قضية أشمل من أحاديث وخطب رتيبة في الاذاعة او التلفزيون، او روايات وأفلام تاريخية تظهر بلباس معين وتجهم لافت للنظر، وتحبس معانيها بتقعر لغوي يحول دون العذوبة العربية في الجرس والبساطة والأداء، حيث تنقلب إلى حاجز نفسي بدل أن تكون أداة تسهيل وتوصيل. إن الفن والإعلام المطلوب هو القيم والمنطلقات التي تكمن وراء تخطيط، وتطهير، وتنقية كل ما يذاع ويشاع بمختلف أشكاله وأوعية فقراته الإعلامية، ليكون ذا منبت حسن ومصب حسن.. انه اعلام الكلمة الطيبة، والوعاء النظيف، الذي يسهم بإعادة بناء الإنسان، واسترداد انسانيته، وتخليصه من العبودية لغير الله، ابتداء من فقرات الترفيه والترويح، وانتهاء بإعلام الأزمات والشدائد والملمات.
| |
|
عصام اسكندر مشرف منتديات ايام زمان العامه
17/5/2009 : 06/04/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: الفن الذي نريد الثلاثاء يونيو 01 2010, 06:33 | |
| تحياتى اخى سامى تقبل مرورى عصاااام | |
|
samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| |