معظم الرجال يتعاملون مع المرأة على أنها كائن ضعيف لا تستطيع التفكير إلا في أمور المنزل والمطبخ وتربية الأبناء ولا يدركون أنها عندما يراودها الشك في من تحب وتشعر بخيانته أو بعده عنها ولو للحظة تتحول تبدأ في التنقيب والبحث عن كل من حوله بداية من الأشخاص ووصولاً إلى أدق التفاصيل كالرسائل الالكترونية والنصية أيضاً لمعرفة ما وراءه .
وبالرغم من أن دراسة بريطانية حديثة تؤكد أن المرأة تجد صعوبة في استخدام آخر الاختراعات التكنولوجية أكثر من الرجل إلا أنها تعرف بالتأكيد كيفية استعمالها إذا ساورتها شكوك في إخلاصه لها ومن ذلك قراءة رسائله الالكترونية والنصية.
وذكرت صحيفة "الديلي ميل" أن الدراسة التي أعدتها باحثتان من كلية لندن للاقتصاد ونوتنجهام ترنت يونيفرسيت أن حوالي 14% من النساء يتجسسن على الرسائل الالكترونية لأزواجهن ، و13% على رسائلهم النصية و10% على المواقع التي يتصفحونها على الشبكة العنكبوتية ، وبأن المرأة أفضل من الرجل في استخدام التكنولوجيا للكشف عن خططه.
وذكرت كل من إلين هلسبر من كلية لندن للاقتصاد ومونيكا ويتي من جامعة نوتنجهام ترنت التي ساعدت في البحث "الأمر المثير للدهشة هو أن الزوجة تراقب الزوج أكثر مما يراقبها" .
وأضافتا "هذا يتناقض مع أبحاث عامة ذكرت أن النساء أقل مهارة من الناحية التكنولوجية من الرجل ، ويبدو أن باستطاعتهن التغلب على هذه العوائق عندما يشعرن أن علاقتهن باتت على المحك".
وتبين من الدراسة التي شملت 920 رجلاً وامرأة معدل أعمارهم في التاسعة والأربعين والمتزوجين لحوالي عقدين من الزمن أن 8% من الرجال يقرأون رسائل زوجاتهم الالكترونية وما بين 6% و 7% يطلعون على رسائلهن النصية والمواقع التي يتصفحونها.
خطورة التليفون المحمول
تشكو معظم الزوجات من خطورة التليفون المحمول ويقلقن من وجوده مع الزوج موقنين أن التطور التكنولوجي هو الذي سهل على الزوج الخوض في الخيانة والاستمرار فيها ، فسماعة الهاتف لم تعد تجدي نفعا أمام جهاز المحمول الذي يضعه زوجك في جيبه والرسائل الورقية أصبحتSMS في جهاز يصعب الوصول إليه , واللقاءات والمقابلات الغرامية تحولت إلى مقاهي الإنترنت في غرف الدردشة .
كما ذكرت مؤخراً صحيفة "الإندبندنت اللندنية" أن معظم النساء يتجسسن على أزواجهن باستخدام أجهزة متطورة ومبتكرة للتصنت والتصوير والتسجيل وكل ما يتطلبه عالم التجسس من أعمال خفية ، جاءت هذه النتائج من خلال استطلاع للرأي في بريطانيا حيث تبين منه أن ثلاثا من كل أربع من النساء على استعداد للتجسس على أزواجهن في حالة الشك في سلوكهم.
وأصبحت هذه المهمة بسيطة على الزوجات خاصة بعد أن نجحت بعض شركات الكمبيوتر في بريطانيا إعطاء دروس عن كيفية التجسس على الأزواج والتي لاقت إقبالاً كبيراً من النساء الراغبات في تلقي هذه الدروس ، ويزداد بمعدل100 سيدة كل أسبوع في بريطانيا .
ويقول مدير احدي هذه الشركات تعليقا علي انتشار هذه الظاهرة إنه شعر بدهشة كبيرة عندما وجد أعدادا متزايدة من النساء والفتيات يعترفن أن الهدف من تعلمهن هذه الأساليب هو التلصص علي الزوج للتأكد من إخلاصه.
ومن بين الذين يقومون بتدريس مناهج التجسس خبراء فنيون وضباط متقاعدون في القوات المسلحة الخاصة وجنود شرطة سابقون , ويتضمن البرنامج التدريبي للنساء كيفية التريث وإخفاء مشاعر الغضب عند اكتشاف أول خيط للخيانة الزوجية ، ويقول المشرفون علي هذه المراكز إن صناعة التجسس في هذا العصر أصبحت صناعة رائجة بفضل الأجهزة الالكترونية الحديثة التي من أهمها الهواتف المحمولة و البريد الالكتروني الذي يسهل التواصل بين الرجال والنساء ويقول ديفيد الين صاحب مركز التجسس المعروف باسم " مخزن معدات التجسس " في لندن أن هناك اهتماما متزايدا بالتجسس بين الأزواج من الجنسين ويزداد اهتمام النساء بهذا النشاط علي الخصوص.
اجعلي المحمول لصالحك
ورغم خطورة التليفونات المحمولة وتسهيلها عملية الخيانة الزوجية إلا أنه يمكنكِ عزيزتي أن تحولي هذه الخطورة إلى صالحك أنتِ حيث اعترف الين بأن المركز أقيم أساسا لتزويد الشركات والمؤسسات المهمة بوسائل الرقابة والتجسس وتمثل خدمة النساء الراغبات في التجسس علي أزواجهن40% إلا أن هذا النشاط النسائي الخطير اتسع حاليا أكثر من السابق لتصبح النسبة40% لصالح النشاط التجسسي في العمل, و60% لصالح النشاط التجسسي المنزلي ، وأكثر أجهزة التجسس مبيعاً هي الهاتف المحمول الذي يمكن وضعه بطريقة خفية تحت كرسي السيارة , أو في حجرة النوم , وإذا تم الاتصال به من أي مكان آخر حتي من دولة لآخري فلا يصدر منه أي صوت , وإنما فقط يتحول إلي جهاز رصد سمعي , ويقوم بتسجيل كل ما حوله من أصوات بهدوء ودقة , وهناك جهاز آخر للتجسس عبارة عن هاتف محمول متطور يمكن تقديمه , كهدية إلي الزوج إلا أن هناك رقماً سرياً يأتي معه يسمح باستراق السمع والتصنت والتجسس .
التجسس عملية لا أخلاقية
وحول التجسس على الزوج وفقدان الثقة في الرجل تؤكد د. سامية خضر ـ أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ـ لـ " لهــنّ " أن المرأة من قديم الأزل لا تأمن للرجل فالرجل بالنسبة لها كائن من السهل جداً أن يضعف ويخون ويبيع من يحب في أسرع وقت ، وهذا أيضاً رأي معظم الجدات حيث كانوا يرددن دائماً المثل الشعبي الشهير " يا مأمنه للرجال يا مأمنه للمية في الغربال " فهذه الكلمات تنطبق بشكل جيد على الرجل فكيف للمرأة أن تأمن للرجل وهو كالمية في الغربال أي ليس له آمان .
وعدم الثقة في الرجل موجودة بشكل كبير في الدول العربية لأن معظم الرجال يفسرون الآية " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3)" على حسب ما يريدون هم ويرون أن من حقهم الزواج من أخري دون أي أسباب لذا فالمرأة تخاف من الرجل ودائماً تتعامل معه بحرص خوفاً من غدره .
وتضيف د. سامية أن المرأة قللت كثيراً من شكها في الرجل والخوف منه لأنها أصبحت الآن أكثر اهتماماً بأمورها واعتمدت على نفسها في أشياء كثيرة ونزلت سوق العمل فأصبحت المرأة تقف للرجل وتتلاشي غدره .
وتوضح د. سامية أنها ضد تجسس المرأة على زوجها فهذه العملية تعد عملية لا أخلاقية فيجب أن تثق المرأة في نفسها أولاً وتزرع هذه الثقة بينها وبين زوجها من فترة الخطوبة وإن لم تجد هذه الثقة فاعلمي أن هذا الزواج غير ناجح من البداية فالثقة والاحترام والتفاهم هم أساس الزواج الناجح الذي يبني أيضاً على الحوار المحترم والحكمة في التعامل .