بعض النماذج العربية :
1) جمهورية مصر العربية :
توجد في مصر ما يسمى بنوادي المسنين وهي تقابل مراكز كبار السن . وأول نادي تم تأسيسه رسمياً عام 1980م على الرغم من وجود مثل هذه النوادي ـ دون أن تكون ذات طابع رسمي ـ منذ زمن بعيد وتتولى وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية تحديد الخطوط الأساسية للخدمات التي تقدمها هذه النوادي كما تمنح الوزارة التصديقات بإقامة هذه النوادي وتراقب نشاطاتها .
وتعرف هذه النوادي وفقاً لوزارة التأمينات والشئون الاجتماعية بأنها مؤسسات اجتماعية تقدم الخدمات والنشاطات للأعضاء المسنين ، وتشتمل على الإرشاد والخدمات الطبية والندوات والتدريب واللقاءات الاجتماعية ومشاريع الاستثمار وأداء فريضة الحج .
وقد لوحظ أن نوادي كبار السن ليست ذات شهرة وأن مقاهي المتقاعدين بما لها من تقليد قديم أكثر شهرة وانتشاراً من النوادي وتشمل نشاطات هذه المقاهي : قراءة الصحف وشرب الشاي ، ولعب الدمينو ويتم ذلك وسط دفء صحبة الأصدقاء مما يساعد على قضاء الوقت وتحقيق المتعة لكبار السن المتقاعدين .
2) دولة الكويت :
من التغيرات التي طرأت على المجتمع الكويتي تقلص الأسرة الممتدة وبروز الأسرة النواة، وارتفاع معدل العمر وتزايد أعداد كبار السن وتغير احتياجاتهم ومتطلباتهم ... ولذا نجد أن الدولة سارعت بإقامة وتنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج التي ترعى وتهتم بفئة كبار السن وتقوم وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بتوفير كافة أنواع الرعاية الاجتماعية لفئة كبار السن .. فدار رعاية المسنين التي تأسست عام 1955م لم تقتصر الدار على إيواء ورعاية فئات المسنين من الجنسين ولكنها أيضاً تشتمل على أقسام التأهيل المهني للمسنين .
وإلى جانب الإيواء والتأهيل فإن الدار تقدم الرعاية المنزلية للحالات التي تحتاج إلى ذلك وكذلك الرعاية النهارية من خدمات اجتماعية ونفسية وطبية لمن يزورون الدار في فترة الصباح ثم يعودون إلى أسرهم وكذلك الرعاية اللاحقة لمن تحولوا من الرعاية الدائمة إلى الإقامة مع أسرهم .
هذا وهناك بعض الأنشطة والبرامج التي يستفيد منها المسنون نشير إلى بعض منها :
ــ الديوانيات المختلفة ومنها ديوانية الصيادين حيث يمكن لكبار السن تبادل الذكريات والخبرات المهنية وقضاء أوقات ممتعة .
ــ المقاهي الشعبية وهي أندية لكافة الفئات العمرية وبها يمكن لكبار السن أن يقضوا أوقاتاً ممتعة .
هذا وهناك العديد من الهيئات التي تهتم برعاية المسنين .
وإن كانت هذه نماذج مشرقة وطيبة بالنسبة لرعاية المسنين فإن الكويت رغم ذلك لا تختلف كثيراً عن بقية الدول العربية في توفير الرعاية اللازمة لجميع المسنين .
3) المملكة العربية السعودية :
نظراً للنمو الإقتصادي السريع والطفرة التي شهدتها جميع مناطق المملكة في مختلف المجالات والتحضر والنمو العمراني المتسارع الذي شمل الكثير من القرى والهجر وتحويلها إلى مدن ، ونمو المدن الصغيرة إلى مدن متوسطة وكبيرة إضافة إلى العوامل الاجتماعية والثقافية فقد تضافرت هذه العوامل لتحول المجتمع إلى مجتمع صناعي وتجاري وقد أدى كل ذلك إلى زيادة سرعة التحول الاجتماعي وإلى تفكك البنيـان الأسـري التقليدي وعلاقاته ، وحدث نتيجة لذلك تقلص الأسرة الممتدةEXTENDED FAMILY وشيــوع ما يسمى بالأســرة النوويــة NUCLEAR FAMILY وتبع ذلك ازديـاد العزلـة الاجتماعية وهيمنة قيم المدينة ومتطلبات التحضر .. مما أسهم في إحساس الفرد وخاصة كبار السن بالعزلة نتيجة لتغير أنماط الحياة وسيادة القيم الاقتصادية .
كما وأصبحت هناك هجرات واسعة من القرى والهجر إلى المدن الأمر الذي كان له أثره على كبار السن وأصبحت هناك مشكلة يتطلب حلها وجود منشآت اجتماعية ملائمة للمسنين في المملكة العربية السعودية لتساعدهم على الاحتفاظ بوقارهم وتشعرهم بذاتهم في المجتمع وتتيح لهم إمكانية البقاء مع ذويهم وتحقيق الطمأنينة والراحة لهم .
أ ـ دور الرعاية الاجتماعية ومراكز الخدمات الاجتماعية :
وفي ضوء ذلك تم إنشاء دور للرعاية الاجتماعية ومراكز للخدمات الاجتماعية في الكثير من المدن والقرى وذلك بهدف إيواء ورعاية المسنين وفق برامج ترفيهية ورعاية اجتماعية وطبية . والهدف من هذه الدور إيوائي وفق الشروط التي تحددها لوائحها ومن ضمنها أن يتجاوز عمر المودع فيها سن الستين .
إن لائحة دور الرعاية الاجتماعية صادرة من مقام مجلس الوزراء ، وتقضي بأن يكون الحد الأدنى هو بلوغ المسن سن الستين ، أو أقل من ذلك ، لكنه أصيب بعاهة أقعدته عن العمل. والخدمات بدار الرعاية الاجتماعية إيوائية ، شاملة المسكن والغذاء ، وتأمين المهنة له في حالة استعداده لها خارج الدار .
ب ـ مركز الأمير سلمان الاجتماعي :
وإلى جانب تلك الدور ، فقد تم إنشاء مشروع جديد لرعاية المسنين في الرياض وهو مركز الأمير سلمان الاجتماعي . إلا أن هناك فرقاً كبيراً بين هذا المركز ودور الرعاية الاجتماعية ، فمركز الأمير سلمان الاجتماعي ليس الغرض منه إيداع أفراد المجتمع المسنين فيه ، إنما هو مركز بر وتكريم لكبار السن فهو بالأحرى منتدى يجتمع فيه كبار السن . والمركز ينتهج سياسة الباب المفتوح والهدف منه إشعار المسن بمكانته الاجتماعية وبماضيه . وهو ـ أي المركزـ يوفر جواً من الاستقرار والطمأنينة في النهار ، أثناء تواجد رب البيت ـ بسبب ظروف العمل أو الدراسة في الخارج . فالمركز ما هو إلا منتدى لكبار السن يقضون فيه أوقات فراغهم ، لأن الفراغ هو المشكلة الأساسية الرئيسية لدى المسن .
والمركز عبارة عن مشروع خاص ، يتبنى كل ما تمليه الحاجة لعمله . فالقطاع العام قد يكون محدداً بإجراءات وسياسات معينة ، وقد يكون هناك من العوائل الصغيرة ، من ترغب في الترفيه عن المسن ، خاصة يومي الخميس والجمعة مثلاً .. فيكون هناك تنسيق من خلال المركز لتحقيق ذلك .. وقد تكون هناك دراسة ينطلق بها المركز للإستفادة من المسنين ، فيجتمع المسنون في بعض الأوقات للإستئناس وشغل الفراغ وعمل الدراسة .. ونحو ذلك من الأعمال والمميزات التي يوفرها المركز .
فمركز الأمير سلمان الاجتماعي مجال أنشطة أوسع وأرحب ، ويتسع لكل أفكار جديدة مما يجعله مشروعاً حضارياً متميزاً في مجال دور ومسئوليات رعاية كبار السن وتحديدها من قبلهم ومن قبل أسرهم والمؤسسات الأهلية .
ج ـ دار الأمان للمسنات :
كما يجري حالياً تنفيذ مشروع دار الأمان للمسنات بمدينة جده ، وهو أول مشروع خيري تقوم بتنفيذه الجمعية الخيرية الإنسانية بجده بتعاون جهود فاعلي خير من أبناء الوطن .
ويهدف هذا المشروع إلى توفير الأمان لمسنات في حاجة للرعاية الكريمة لظروفهن الخاصة أو لسفر أسرهن المفاجئ أو لقضاء نقاهة أو لمن تفتقد من يرعاها .
وتقدم الدار خدمات تمريضية لمسنات في طور النقاهة وتقديم برامج ترفيهية ومسلية لتشجيع المسنات على القيام ببعض المهارات اليومية البسيطة ووجود إشراف طبي عام لجميع المسنات .
ومثل هذه المشاريع من المؤسسات الرائدة لخدمة كبار السن حيث تقدم خدمات مطلوبة ومرغوبة لمن هم في أمس الحاجة إلى توفير الأمان والرعاية الكريمة لهم .. حيث باتوا في مرحلة عمرية متأخرة وحرجة لا يستطيعون خلالها خدمة أنفسهم وفي ذات الوقت يتحاشون أن يثقلوا كاهل أسرهم ومنهم من لم يعد لهم عائل يقوم على رعايتهم والحاجة ماسة إلى توفير الأمان والعيش الكريم لهم