هشيم الحلم
مرارة تطوف بحلقي .. وتمر بكل خلايا مشاعري المرتجفة..
الوجع يدق عظامي .. يُشرّد طيور فرحي وسكوني..
من بين عَبَراتي المتمردات .. أنظر إليك أيها الرجل القبيح المتهالك ..
وكل خلية بداخلي ترفض حتى النظر إليك.. ترفض حركاتك .. نظراتك ..
ترفض همساتك بالحب بعدما صارت فحيحاً يزعجني..
أراكَ تبتسم لي .. تريد ملاطفتي .. فأشيح بوجهي عنك.. وتأبي نظراتي مجاملتك..
ابتعد أرجوك عنى .. اعتبرني امرأة عابرة في حياتك .. فلا مكان لك عندي الآن.
يكفيني ما ضاع منى معك .. يكفي.
لون الدهشة ذاب .. كنقطة دم تاهت في اليم..
تلاشت الألوان من عيني .. واللون الأبيض ساد وعم..
فلأول مرة اعرف معنى أخير للون الأبيض!! .. عندما صار لا شئ .. لا شئ أبداً.
ولأول مرة اعرف معنى الهدوء الموجع .. والسكات الصارخ بالألم..
أنظر في سمائك.. لا أري غير السحب العجفاء التي لا تُنذر بالغيث..
طفرتْ دمعتي غصباً .. لتعاتب السُحُب العقيمة ..
صاحت دمعتي تؤنبني:.. كيف أُسقطها علي أرضٍ لن تطرح بعد اليوم؟
أحلامي القديمة معك بددتُها.. فجرتُها في الهواء كفقاقيع الصابون..
فقد كانت أحلام الجهل..
طقوس الحب التي ابتكرتها من أجلك.. أودعتها كهف الغفلة والنسيان..
فقد كانت كطقوس الصابئ .. عَبَدَ النار دون أن يفهم أن للنار رب معبود.
لم يتبق لي منك غير هذا الهيكل المخيف.. يتحداني..
يتوعدني بالفناء بين حناياه المظلمة..
آه يا أيامي .. فلم يعد لي إلا البكاء علي هشيم الحلم الزائف .