ناناه مشرفه قسم الاسره والطفل
17/5/2009 : 24/05/2009 العمر : 66
| موضوع: عناد الاطفال الأربعاء يونيو 16 2010, 23:12 | |
| العناد عند الطفل ظاهرة طبيعية في حدودها المعقولة، وعدم وجودها أو برودها كثيراً يعتبر مؤشراً خطراً لنمو الجوانب العقلية والنفسية في حياة الطفل، كما أن ارتفاعها قد يؤدي بالطفل إلى اضطرابات انفعالية ونفسية، بل وعدم تأقلم الطفل مع مجتمعه، وخاصة إذا تعدت السن المحدد لها علمياً.
فما هي ظاهرة العناد؟ يمكننا أن نعرف العناد بأنه: السلبية التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار من حوله. ولا نعني بالسلبية –قطعاً- الجمود وعدم الفعل، وإنما نعني به الإصرار على الفعل الذي يخالف الأوامر، فمثلاً عندما يُطلب من الطفل أن يذهب إلى مخدعه يعاند ويعكس الأمر، وعند دعوته إلى الغداء يتشاغل باللعب، وعندما يؤمر بالذهاب إلى التبول في دورة المياه يرفض ذلك، وربما يتبول في ملابسه وفراشه، وإذا خلعت ملابسه رفض لبس غيرها وهكذا... وقد يعني العناد لزوم الحالة التي اعتاد عليها وإن كانت سيئة، فالطفل الذي اعتاد دخول المطبخ والعبث بمحتوياته الحادة والخطيرة، نجده عند نهره عن دخول المطبخ يعاكس الأمر بشدة. وقد تظهر هذه الحالة العنادية بصورة متسارعة، وكأنها تأتي فجأة نوعاً ما، وربما تختفي كذلك، وقد تظهر بطيئة وتلازم الطفل إلى مرحلة متأخرة، وهذا عائد إلى أسباب عديدة نفسية وجسمية واجتماعية. أنواع العناد يتضح من خلال ما بيناه أن هناك أنواعاً للعناد، ويمكننا أن نقسمه تقسيماً نسبياً إلى نوعين: العناد الطبيعي والعناد المشكل([10]): 1- العناد الطبيعي: وهذا النوع لا يعد خطراً بل يعتبر ضرورياً للطفل، وعلى الأبوين أن يجيدا طريقة التعامل مع الطفل في هذه الحالة، فالصراخ في وجه الطفل وضربه وزجره ليس هو الحل الأمثل للتعامل مع هذه الحالة، بل إيجاد الحل البديل الصحيح مع التعزيز لذلك الحل. ونقصد بالتعزيز أن نشجع الطفل بطريقة أو أخرى على التزام الحالة الصحيحة التي نريدها لـه، فمثلاً عليك كأب –والأم أيضاً- أن تعلم طفلك بعض كلمات التعزيز التي تدخل الفرحة والسرور في قلبه لقاء عمله الجيد، وفي أحيان كثيرة قد لا يفهم مصطلح هذه العبارات، ولكن إدخاله في مجموعة سنية أكبر منه قد تؤدي به إلى اكتساب هذه المصطلحات. 2- العناد المشكل: ينشأ هذا النوع مع عدم وجود البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي، حيث يتطور العناد الطبيعي إلى عناد مشكل فتطول فترته ويترك آثاراً سيئة يعاني منها الأهل والمدرسون، وقد تطبع حياته بطابع العناد المستمر وعدم المبالاة والاستهتار والانصراف عن العلم، والأخطر من هذا قد يصاب بعدم التواؤم النفسي مع حياته الاجتماعية فيضطرب، وقد تسلمه حالته هذه إلى أنواع من الأمراض النفسية والعقلية والاجتماعية وقد تورثه آفة العنف. وفي حالة العناد المشكل ينبغي للوالدين أن يستعينا بأولي الخبرة للتغلب على مشكلة ولدهم وننصحهم بأن لا يلجأوا إلى الضرب إلا في حالات محدودة جداً. المظاهر 1. رفض الأوامر والنواهي. 2. الإصرار على ممارسة سلوكيات غير لائقة وتتصادم مع مصلحة الأسرة. 3. انتهاك حقوق الآخرين. 4. التفرد في الرأي. 5. التصميم على شراء لعبة أو زيارة مكان وهو أمر محمود يدل على محاولة للتميز والتعبير عن الرأي والمذموم هو الإصرار على اللعب بآلة حادة أو بطريقة غير آمنه. 6. يرفض المصالحة أو التفاوض والتسامح. 7. يتغافل عن معرفة مسائل أساسية وآداب عامة. 8. يمتنع عن الطعام أو الكلام ليفرض رأيه على والديه. 9. كثير التذمر والسخط والمشاكسة لا سيما إذا كانت الطلبات غير معقولة وليست في مقدوره. 10. التمادي في الرفض فإذا طلبنا منه أن يخفض من صوته فسيعليه وإذا طلبنا منه أن يتناول الطعام فسيمتنع. 11. التأمر والتسلط على الخدم والتكبر على الضعفاء ومضايقتهم. 12. يغضب لأتفه الأسباب فيتبع عواطفه ولا يحتكم لعقله. 13. التأخر في إنجاز المهام ولا يؤديها بإتقان. وكثيرا ما يشكو الآباء والأمهات من عناد أبنائهم ويتجلى ظهور العناد واضحا في سن الخامسة من عمر الطفل ، أو سن الرابعة عشرة . ففي سن الخامسة من عمر الطفل يحس الطفل بوجود الآخرين ، ويخشى أن يضيع وسطهم ، ولذا فإنه يسعى ليؤكد شخصيته فيظهر العناد . وفي سن الرابعة عشرة يكون الفتى قد تجاوز عالم الطفولة ، وشرع يدخل في عالم الكبار والمراهقين ، وفي كلتا الحالتين لا خشية من ظهور العناد ، مع العلم أنه عناد مؤقت ، وإذا واجهناه مواجهة ناجحة بترفق ، ولم نحاول المواجهة بعنف، فإنه سوف يتلاشى ويذوب من نفسه . وقد يظهر العناد بتأثير مرور الطفل بإشكالات تتعلق بدراسته أو موقف زملائه ، أو بتأثره من فشل ألم به ، أو ظهور من يسعى ليتطاول عليه . وقد نكون نحن السبب في ظهور العناد ، فنطلب من أولادنا طلبات متعجلة دون إيضاح ، أو طلبات متعددة في آن واحد ، أو نطلب طلبات غامضة مبهمة أو غير ضرورية ، ولا نسمح لهم أن يشرحوا مبرراتهم . أسباب ظاهرة العناد: يظهر العناد اللفظي والحركي ويستفحل خطره لأسباب كثيرة فيما يلي إشارة إلى طائفة منها: 1. محاولة لإثبات الذات ولفت الأنظار إليه والاستقلال عن الآخرين والعناد كما قلنا مظهر من مظاهر الصحة النفسية والسلامة العقلية إذا كان في دائرة الصواب وبغرض الرغبة في التأكيد على الذات. 2. الجهل أو الخوف والضيق من التوجيهات الجائرة. 3. تقليد الكبار. 4. الاستهزاء من قبل أفراد الأسرة أو الأقران. 5. الغيرة الشديدة والمنافسة الغير متكافئة. 6. الشعور بالعجز والكسل والملل. 7. يؤدي الاعتماد الزائد أو الكامل على الخدم والمربيات إلى تكوين شخصية مستبدة تذل الآخرين. 8. تقييد حركة الطفل وتقليص مساحة الحوار معه. 9. يتقمص الطفل الكلمات السلبية التي يسمعها فيصدقها ويبالغ فيها (أنت عنيد، طبعك شديد). 10. لين أو غلظة الوالدين. 11. تعارض رغبات الكبار برغبات وأولويات الصغار. 12. التنشئة الخاطئة التي لا تعالج العادات السلبية بحكمة. قال ابن القيم " ومما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خُلقه، فإنه ينشأ عما عوده المربي في صغره من حر وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواه، وطيش وحدة وجشع، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك، وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له، فلو تحرز منها غاية التحرز فضحته ولابد يوماً ما، ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها". 13. عدم تلبية حاجات الطفل الأساسية (حقه في اللعب، وحقه في التعلم، وحقه في تواجد الأب والأم لدعمه عاطفياً، وحقه في اختيار ألعابه). 14. الإحساس بالبؤس وبأنه مظلوم. 15. تأخر الأسرة في تشجيعه أو شكره فالعناد ثمرة نكدة من ثمار الإهمال. 16. يلجأ الطفل للعناد كترجمة لحالة الضيق الشديد ولتفريغ التوتر المشحون في صدره. 17. توجيهات الآباء أحياناً مثالية نموذجية لا تراعي واقع وظروف الطفل ولا تقبل الأخطاء الغير مقصودة. 18. سوء فهم الأمور وتقديرها وهذا فخ يقع فيه الأطفال والكبار على حد سواء. 19. سوء استخدام الحرية الشخصية. 20. توجيه النصح في الملأ من أهم أسباب التمرد والعصيان والتحدي.
| |
|