ا احبابى باذن الله قدر المستطاع سيكون لقاء يومى مع الكاتب الكبير
جلال عامر
تحت عنوان تخاريف
ارجوا ان تنال اعجابكم
مساء الخير إذا كنت تقرأ فى الصباح وصباح
الخير إذا كنت تقرأ فى المساء رغم أنه ليس عندنا كباقى الأمم صباح ومساء
لكن عندنا صباح وفساد، تشرق الشمس فى الصباح وتغرب فى الفساد، فأين تذهب
هذا الفساد؟! لذلك لا تتعجب إذا أصبحت التحية «طاب فسادك» فيرد الآخر
«فساد النور» وبسبب الموقع الجغرافى أصبحنا «كوزموبوليتان» رشوة مصرى
وهدية أمريكانى وعمولة ألمانى وفى مصر الرد على طلب المساعدة للصغار هو
الرفض دون إبداء الأسباب،
وفى طلب الرشوة للكبار هو القبول دون
إعلان الأسماء وسقراط هو الذى قال: «اعرف نفسك» التى حولناها إلى «احترم
نفسك» والمرحوم «السادات» هو الذى قال: (تاجر البيض بتاع طنطا هوه عارف
نفسه والولد الهربان بتاع المنصورة هوه عارف نفسه) لذلك أسس سيادته الحزب
الوطنى على قاعدة ذهبية تقول: «هوه عارف نفسه فلماذا يعرفه الناس؟!»
يعنى
النائب الذى سرق فلوس العلاج على نفقة الدولة واشترى بها صفقة كراسى
للمعاقين وصدرها إلى ليبيا لحسابه هوه عارف نفسه، والذى أخذ المرسيدس هوه
عارف نفسه وتقول «فيروز»: (لا تسألونى ما اسمه حبيبى هوه عارف نفسه!)..
لكن من هو المرشح القادم؟ الإجابة: هوه عارف نفسه!، من الذى يحمى صاحب
العبَّارة؟ هوه عارف نفسه!، من الذى هرّب رجال الأعمال من المطار؟ هوه
عارف نفسه!،
من الذى يزور الانتخابات؟ هوه عارف نفسه!.. أصبحنا
دولة «هوه عارف نفسه» صباحاً و«هوه يدلع نفسه» فساداً، الدولة تتلاعب فى
قواعد اللغة العربية وتخفى الأسماء الخمسة خصوصاً «ذو مال».. فى العالم
كله القضية إما ضد «مجهول» وإما ضد «معلوم» واخترعنا نحن اللا مجهول واللا
معلوم وبينهما ما يؤكل.. وأتذكر فى الحرب أننى كنت أرتدى خوذة واسعة جداً
تصل إلى ذقنى وكنت أظن نفسى الرجل ذا القناع الحديدى الذى كتب عنه
«ألكسندر ديماس» حتى حضر القائد وسأل أحد الزملاء عنى «مين ده؟»
فقال
له الزميل «هوه عارف نفسه!».. أما «الباتعة الكيكى» فقد جاءها ابنها يبكى
فسألته: من ضربك فقال: «اسمه إيه ابن أم اسمه إيه» فقالت له: «هوه خلاص
شطب على البلد وبدأ يضرب ولاد الناس».. يقال إن اللى اختشوا ماتوا
وأحياناً يقال إنهم توفوا فقط وأحياناً لا يقال ولا يستقال والعاقبة عندكم
فى المسرات.. أقصد مين؟.. هوه عارف نفسه.