بسم الله
الى كل من يريد الحق والصواب
هذا مقال نقلته لكم فارجوا القراءة بتمعن
ولكم الحكم
يقول كاتب الموضوع :
استغرب حقيقة صورة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتابع معي حتى تعرف لماذا استغرابي وأعلم أنك نقلتها لنا من باب الحرص واضافة معلومة لدينا تشكر عليها وعلى جهدك ولكن أخي في مثل هذه الأمور يجب التحقق وخصوصاً أنها تخص سيد البشر نبينا سيد الخلق والبشر اجمعين
لقد قرأت في تاريخ المسجد النبوي الشريف والمدينة المنورة ووصلت الى اكثر من ثلاثة عشر كتاباً لم أجد ماذكرت آنفاً مثل هذه الصور أو الخزعبلات التي ذكرها من قام بتصوير هذه الصورة واليك مختصر ما قرأت وللعلم أسكن في المدينة المنورة ومطلع على تاريخها وتاريخ المسجد النبوي الشريف وأحرص على الاستزادة من مثل هذه المعلومات لنفسي ولشرحها الى الزائرين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم للبحث عن المثوبة والاجر فقط وأحمد الله أنني سوف أوضح هذا اللبس لكم وفي منتداكم رعاكم الله جدران الحجرة النبويةالشريفة:
يحيط بالحجرة النبوية ثلاثة جدران
1- جدار الحجرة النبوية نفسها
2-جدار عمر بن عبدالعزيز
3-جدار المقصورة النبوية الحالي
واضافة بعض المصادر الى جدار الستائر الخضراء وهو جدار قايتباي
1- جدار الحجرة النبوية نفسها
وهي حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها وكانت حوائطها من أكياس الشعر المربوطة في خشب العرعر . وأول من بنى للحجرة جداراً هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالطوب واللبن , ثم أعاد عمر بن عبدالعزيز بناء حوائطه الحجرة النبوية بالحجارة السوداء مثل حجارة الكعبة الشريفة
وقد أمر السلطان قايتباي باعادة بناء حوائط الحجرة الشريفة بعد الحريق الذي حدث بالمسجد وكان من الذين حضروا اعادة البناء الامام نور الدين السمهودي الذي وصف في كتابه (( وفاء الوفاء )) جدران الحجرة الشريفة وذكر أنها مصمتة بلاباب ولاشباك , وقال : فتأملت الحجرة الشريفة فاذا هي أرض مستوية , ولم أجد للقبور الشريفة اثراً . أي أن أرضية الحجرة الشريفة منبسطة تماماً بلا اي ارتفاعات أو مقامات كما يبدو في بعض الصور والرسومات المتداولة الآن
2- جدار عمر بن عبدالعزيز :
تم بناؤه حول جدار الحجرة الشريفة , وهو من خمسة أضلاع . وقد جعل الجدار الشمالي منه مثلث الشكل , حتى لايشبه تربيعة الكعبة الشريفة , وحتى لايستقبلها أحد بالصلاة .
وقد عرف جدار عمر بن عبدالعزيز بالحائز , أو المخمس أو بالحائز المخمس وهذا الجدار ايضاً مصمت ليس له باب ولا شباك , الا من أعلى حيث أنه ليس له سقف , وتعلوه القبة الخضراء التي بنيت على دعائم حول حائز عمر بن عبدالعزيز .
3- جدار المقصورة النبوية الخارجي :
هو الجدار الاخضر الذي يراه المصلون الآن حول الحجرة الشريفة وبيت السيدة فاطمة الزهراء , وهو عبارة عن شبابك من نحاس وحديد متصلة ومقفلة من جميع الجهات الا من مكان ابواب المقصورة النبوية الأربعة .
ويقول الدتور محمد الياس عبدالغني :
قد ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم لم يجصصوا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ولم يعملوها باللبن من الخارج وبقيت هذه القبور الشريفة على حالها الى الآن وقد أفاد بذلك كل من تشرف برؤيتها داخل الحجرة الشريفة
روي عن القاسم بن محمد أنه قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت : يا أمة : أكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فكشفت لي عن ثلاثة قبور لامشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء
وروي عن ابن سعد عن قاسم بن محمد قال : اطلعت وأنا صغيرة على القبور فرأيت عليها حصباء حمراء .
وروي أبو بكر الآجري في صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم عن غنيم بن بسطام المدني قال : رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم في أمارة عمر بن عبدالعزيز فرأيته مرتفعا نحو من أربعة أصابع
وعن رجاء بن حيوة قال : كتب الوليد بن عبدالملك الى عمر بن عبدالعزيز - وكان قد أشترى حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - أن اهدمها ووسع بها المسجد فلما هدم البيت (( لإعادة بنائه)) ظهرت القبور الثلاثة وكان الرمل الذي عليها قد انهار
أعيد بناء بعض جدران الحجرة الشريفة وتشرف السمهودي بدخول الحجرة ووصفها مما يدل على أنها لامجصصة ولا مبنية باللبن فقال ما ملخصه :
دخلت الحجرة الشريفة من مؤخرها فشممت رائحة ماشممت في عمري أطيب منها , ثم سلمت على أشرف الأنبياء ثم على ضجيعيه خلاصة الأصفياء , فلما قضيت من ذلك الوطر متعت عيني من تلك الساحة بالنظر لأتحف بوصفها المشتاقين فتأملت الحجرة الشريفة, فإذا هي أرض مستوية , وتناولت من ترابها بيدي فإذا نداوة وحصباء , ولم أجد للقبور أثر غير أن بأوسط الحجرة موضعاً فيه ارتفاع يسير جداً ولعله قبر عمر رضي الله عنه
وبهذا يتبين أن الصور التي يتداولها بعض الناس وتظهر فيها القبور الشريفة مبنية مرتفعة عن الارض لا اصل لها لانها لاتطابق الواقع الموجود
وللعلم أن الحائط المخمس بعدترميمة من الشرخ الذي حدث به وقد شرعوا في هدم هذا الجدار في صبيحة الرابع عشر من شهر شعبان سنة 881 تبين لهم أن انشقاق في جدار الحجرة الداخل من جهة الشام, فهدموه وحينئذ ظهر لهم ساحة الحجرة الشريفة وتم الانتهاء منه بناء الحجرة في يوم الخميس السابع من شوال سنة 881 وهذا البناء بقي الى وقتنا الحالي هذا
وقال السمهودي أيضاً:
شاهدنا الحجرة الشريفة عند انكشافها في العمارة التي ادركناها فرأيناها مربعاً مبنياً بالأحجار السود النحوتة لونها يقرب من لون احجار الكعبة المشرفة ولها من الهيبة والأنس مالايدرك الا بالذوق , ولم نجد للبيت الداخل باب اصلاً ولا موضع باب
وللعلم أن انكشاف الحجرة المشرفة لم تكشف الا مرات معدودة ومعروفة في التاريخ
طبعاً محاولات سرقة جسد المصطفى
هن خمس محاولات وكلها فشلت وحفظ الله جسد نبيه
الى أن قام نور الدين زنكي بصب الرصاص الى الماء حول القبور
هذا والله أعلم
مراجعي
1- تاريخ المسجد النبوي الشريف للدكتور محمد الياس عبدالغني
2- ذكرى من المدينة المنورة للدكتور خالد محمد حامد
3-معالم المسجد النبوي الشريف للدكتور خالد محمد الحامد