samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: الديمقراطية كذبة الخميس يوليو 01 2010, 23:21 | |
| الديمقراطية كذبة حوار الطرشان
الديمقراطية كذبة
نعم ان الديمقراطية كذبة في الدول التي لا تستطيع أن تقرر مصيرها، كما انها كذبة أيضا في الدول المغلوبة على امرها، وهي كذبة ثالثا في الدول التي استبد بها اليأس استبداداً انعكس اثره على الحكام والمحكومين. فهذه الدول تأن تحت وطأة الغير، والمقهور لايمكن له ولو من باب<الدعابه>ان يدعي الديمقراطيه، لان الديمقراطية احوج ماتحتاج-لديمومتها وضمان استمرارها-للحرية وهذه الاخيرة مفقودة من على قمة الهرم ومفقودة على سفحه. والدول العاجزة عن تقرير مصيرها، والفاقدة للعزم الذي يحييها، هي دول محتاجة، والمحتاج كما يقول العرب لاحرية له، بل هي دول ميتة لاحياة لها..والسؤال، كيف يصنع الاموات ديمقراطية؟ > والكويت بطبيعة الحال ليست بمعزل عن تلك الدول، فهذه الصغيرة بالحجم والفقيرة للسكان ارادت ان تحاكي الدول المتقدمة بوضع«دستور» ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، لانها اعتقدت ان الديمقراطية سهلة الفهم لاتحتاج لقيامها سوى وضع دستور، فقامت بفصل السلطات بناء على قول الدستور والمماراة بالحريات وفقا لتعاليمه، حتى ظنت بأن العناصر قد اكتملت لتصبح بعد ذلك دولة ديمقراطية مثلها مثل دول العالم المتقدم، ولكن عندما دخلنا الى ساحة الديمقراطية محاولين تطبيق النصوص على ارض الواقع اكتشفنا بأن ديمقراطيتنا«كذبة» لم تستطع الايام ان تبددها. > وانا من خلال هذه السطور أزعم بأن<الاغلب الاعم>من الكويتيين لا يؤمنون بالديمقراطية على الاطلاق بل انهم يستهجنوها ويحطون من قدرها في كثير من التصرفات منذ بداية الحياة النيابية الى يومنا هذا بل ان الايام كلما تقدمت بنا نحو الامام تراجعت ديمقراطيتنا الى الخلف. والسبب في ذلك راجع الى العوامل التي ذكرتها انفا، لانها مدعاة لعدم الاستقرار والخوف الدائم من المجهول، لذلك نجد ان الشعور الداخلي في نفس الانسان الكويتي ينم عن كره للديمقراطية، وان تظاهر خلاف ذلك ولايرفع من شأنها وان ادعى عكس ذلك، فالممارسات التي يقوم بها في يومه وليله، تقول بأنه يعتقد بل متيقن ان هذه الديمقراطية التي لم تكن من صنعه، ولم تخضع لاجتهاده، والمتمردة على قيمه ليست سوى«كذبة» عجز فكره ووجدانه عن فك رموزها. لذلك تجده منقسما عليها ايما انقسام مثله في ذلك مثل بقية الشعوب العربية... فهاهي الديمقراطية التي ستظل مفقودة دوما، يعرفها البعض بأنها تلك التي يتطابق مقاسها مع مقاس الثوب الذي تلبسه<القبائل>في انتخاباتها الفرعية، متناسين عن عمد بان الانتخابات الفرعية ليست من الديمقراطية في شي، بل انها فوضى متكررة لايرجى من ورائها انتظاما، لانها معول هدم«للمجتمع المدني». كما ان الديمقراطية عند البعض الاخر يراد لها ان تقوم على«الطائفية» المكروهة والمخزية، غاضين الطرف عن الخطر المستتر في ردائها، وشائحين الوجه عن جذوة نارها التي تختبئ تحت رمادها، فأي ديمقراطية مرجوة ومرحب بها، وهي منغمسة في مستنقع الفكر الطائفي الآسن. وهناك الديمقراطية«النخبوية» التي يريدها البعض، وهذه ترتكز وجودا وعدما على«المصلحة» واقصد بها المصلحة الخاصة والخاصة جدا، فتجد مريديها يلهثون وراءها منتهجين السبل التي توصلهم لها مهما كانت الوسيلة التي يمتطونها لان الغاية المرجوة لبلوغ الهدف تبرر لهم مايفعلون واذا ما انتفت المصلحة انقلبوا على الديمقراطية. > وغني عن البيان-ان الديمقراطية المزعومة التي اشهدها سوف تؤدي بنا الى الهاوية، وان سأل سائل كيف عرفت؟ اقول ان<ان البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير فالفوضى التي طغت على الساحة الكويتية تمادت لتطول جميع المرافق في الدولة، وان لم يقم المصلحون بمسك لجامها بإحكام ستؤدي بنا حتما الى المجهول. بقي ان اقول-ان المطالبة بتعديل الدستور او الغائه مطالبة عفى عليها الزمن، لان هذا المسكين المسمى بالدستور قد تم تنقيحه من الناحية الفعلية، فأغلب نصوصه لايعمل بها، والمعمول بها فقط هي تلك التي تبين ديناميكية العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، اما مايهم المواطن فالنص مغيب، والنص الذي يهتم بالتنمية البشرية مفقود، ومبدأ تكافؤ الفرص ابحث عنه منذ عقود من الزمن فلم اعثر عليه، والمساواة اضحت أحاديث يتعلل بها البسطاء في مجالسهم.. والسلام. | |
|