لم يخطر علي بالها أنها ستدفع ثمن طلاقها 11 سنة من عمرها خلف القضبان في جريمة لا تعرف عنها شيئاً، فقد اتهمها مطلقها بالاشتراك معه في جريمة قتل عجوز وسرقة مصوغاتها ورغم ان محكمة الجنايات قضت بمعاقبتها بالسجن المؤبد إلا انها طعنت علي الحكم وتم قبول الطعن وإعادة محاكمتها امام دائرة جديدة قضت ببراءتها ومعاقبة مطلقها بالسجن المشدد 15 سنة .
تعود احداث القضية عندما تلقت أجهزة الأمن بمحافظة الجيزة المصرية بلاغاً من أهالي أرض الجمعية بمنطقة امبابة باكتشافهم مقتل جارتهم، انتقل إلي مكان البلاغ رجال مباحث الجيزة وعثر علي جثة المجني عليها بتول شنودة جرجس "60 سنة" وتبين انها مخنوقة بايشارب وهناك اثار دماء بجوار الجثة بينما كان باب حجرتها مفتوحاً ولا توجد به آثار عنف وتبين اختفاء مصوغاتها وهي عبارة عن 13 غويشة وعقد ومبلغ مالي .
تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث إلا ان التحريات لم تتوصل إلي مرتكب الجريمة وتم حفظ القضية وبعد عامين تم ضبط أحد المتهمين في قضية سرقة وبمناقشته اعترف بقتل المجني عليها بالاشتراك مع مطلقته وقال انه كان يمر بأزمة مالية واخبرته مطلقته بانها تعرف إحدي السيدات تعرفت عليها عن طريق والدتها وتعلم انها تحتفظ بكمية كبيرة من المصوغات وطلبت منه اصطحابها معه وسرقة المجني عليها.
اضاف المتهم في اعترافاته انه توجه مع مطلقته جيهان عبدالفتاح إلي مسكن المجني عليها التي استقبلتهما وجلسا بجوارها علي "الكنبة" ثم قامت مطلقته بضربها "بالكوع" مما ادي لاصطدام رأس المجني عليها بالحائط وفقدت توازنها وسقطت أرضاً فقام بوضع يده علي فمها حتي لا تستغيث ثم قامت مطلقته بخنقها بايشارب وبعد ان تأكدا من وفاتها قاما بسرقة مصوغاتها وفرا هاربين .
ألقي القبض علي جيهان المتهمة الثانية وبمناقشتها انكرت ارتكاب الجريمة وباحالتهما للنيابة امرت بحبسهما علي ذمة التحقيق ثم احالتهما للمحاكمة امام محكمة جنايات الجيزة التي قضت بمعاقبتهما بالاشغال الشاقة المؤبدة إلا ان المتهمة طعنت علي الحكم بالنقض وقضت محكمة النقض بقبول الطعن وإعادة محاكمتهما امام دائرة اخري قضت بمعاقبة الاول بالسجن المشدد 15 سنة وبراءة الثانية من التهمة المنسوبة إليها .
وبحسب صحيفة "المساء" قالت المتهمة البريئة جيهان عبدالفتاح :"بعد طلاقي من زوجي كان يهددني بإلقاء ماء النار علي وجهي إذا لم أعد إليه وكنت لا أبالي بهذه التهديدات ولم اكن اتوقع ان يزج بي في جريمة لا أعلم عنها شيئاً فقد فوجئت برجال المباحث يلقون القبض عليّ ويتهمونني بالاشتراك مع مطلقي بقتل سيدة عجوز وسرقة مصوغاتها".
وأضافت :"منذ البداية انكرت ارتكابها وتعرضت للتعذيب حتي اعترف بهذه الجريمة إلا انني اصررت علي الانكار ودخلت السجن وعشت حياة قاسية فقد حرمت من اولادي طوال 11 سنة بعد ان دخلت السجن وعمر ابني 6 سنوات وابنتي "عامان" ولكني لتيقني في عدالة القضاء وبراءتي لم اتوقف عن البحث عنها بعد الحكم عليّ بالسجن المؤبد في المرة الاولي ووقفت أسرتي بجواري في محنتي وطعنت في الحكم بالنقض وتم قبوله واعيدت محاكمتي من جديد والحمد لله فقد ظهرت الحقيقة وانتصرت عدالة السماء وحصلت علي البراءة ولن تعوضني كنوز الدنيا عن السنوات الصعبة التي قضيتها خلف القضبان في جريمة لا أعرف عنها شيئاً".