samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: الاعلانات .. هل جعلت من المرأة سلعة ام مروجا لها? الأحد يوليو 04 2010, 23:41 | |
| الاعلانات .. هل جعلت من المرأة سلعة ام مروجا لها? هل تحول جمال المرأة الى سلعة؟
هذه هي الحقوق التي تناضل المرأة للحصول عليها.. ان تصبح سلعة ام مروجة لها!! بتنا لا نرى اعلانات تخلو من وجوه الاناث, حتى تلك المتعلقة ببعض متطلبات الرجال لم تعد تبث بعيدا عن ظهور الوجه الانثوي فيها, فهناك من نعت هذه الظاهرة بجنسنة الاعلانات, فيغرق المراهقون في النظر لهذه الاعلانات ومن الممكن ان يهرعوا لذلك المنتج حتى لو لم يكن ذا اهمية كبرى في حياتهم, لكنه يلقى قبولا في عقولهم لدرجة انهم لو كرروا مشاهدة الاعلانات مئات المرات لن يشعروا بالملل, خصوصا ان كانت تلك الانثى مطربة او ممثلة او شخصية ما, لطالما حلم ذاك المراهق بملاقاتها ولو صدفة, فكيف يبتعد الان عن صورتها وحركاتها امام عينيه, فلا تجرؤ نفسه ان تطلب منه ان يغير المحطة التلفزيونية, او يبتعد عن ملصق الاعلان, فمنهم من يلتقط صورة له مع الاعلان, ويقوم شبابنا الان على الفيس بوك بتركيب صورته على غلاف مجلة تحملها انثى او في لوحة كبيرة على الشارع تقف بجانبها فتاة رائعة الجمال ليرضي غروره او ليشبع فضوله كشاب.
هل اصبحت المرأة في عصر المعلومات هذا وسيلة لعرض السلع ام صورة يستغل جمالها لترويج البضائع, ام موردا لجلب المال وجذب المستهلك لبضائع بغض النظر عن نوعها؟!.
هناك جوانب تهرب من عين ذاك الشاب الذي يبحر في نظرة المستفيض الى هذه المرأة, فالمصممون لهذه الاعلانات هم في المرتبة الاولى, دارسون لعلم النفس بجميع حذافيره, مدركين كيف يستحوذون على انتباه من امامهم حتى وان كانت نظرة الانثى لمثيلاتها والمصحوبة بكثير من النقد والغيرة.
وهنا قال استاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور فائق حسن اضحت المرأة مادة اعلامية مربحة كونها وسيلة جذب في جمالها, ووسيلة دعائية ناجحة يفضلها الكثيرون, حيث اصبحت تمثل "وجه البكسة« ان صح التعبير, اي انها افضل شيء ووجودها بهذه الصورة يجلب النظرة الايجابية نحو المنتج ايا كان, لكن الا يجب ان تحتفظ المرأة بسر وجودها وجمالها بدلا من عرضه على الجميع, والاعلانات التي تصطحب في داخلها العنصر النسائي تؤدي نتائج ايجابية لمن يريدها (صاحب البضاعة) بغض النظر عن وجود دعايات سلبية جدا, تسيء الى المرأة, ولن تكون هذه الاساءة زائلة بالربح المادي, فمن تظن ذلك فهي لا تدرك مدى الاذى الذي يلحق بكرامتها, ولم يعد ينظر لها بتلك النظرة الايجابية التي تليق بمكانتها كرمز للتربية والاخلاق في المجتمع. هذه الظاهرة ما زالت لا ترتقي الى ان تدعى مشكلة, لكن ان حصلت بسبب العولمة وانفتاح المجتمع فلن تجد لها من رادع او حل ولن يعود الوضع الى سابق عهده.
واضاف د. حسن "ان التقليد الاعمى والخروج عن المألوف, هما الدافع الاكبر لمحاولة المرأة العربية المسير نحو مثيلاتها الغربيات في مجال الاعلانات, اضافة الى البعد عن الوازع الديني الذي يعد المرجعية الاولى للانسان خاصة في المجتمعات الشرقية, بل نحن الان نسير الى ما يريدنا الغرب ان نكون عليه, ولا يجذب شبابنا خاصة في مرحلة المراهقة الا سلبيات الغرب وموضاتهم التي يبتعد كلما اقترب منها الشباب العربي عن دينهم وعاداتهم وتقاليدهم". وفي نظرة اخرى مؤيدة اكدت الاعلامية د. رلى الحروب "ان المرأة اصبحت تتحول من انسان الى شيء, ووجه جميل يعبر عن سلعة فقط, فقد بدأنا نرى على الفضائيات العجب العجاب, وفي ظل المجتمع المفتوح لا تتدخل الحكومات فيما تبثه المحطات الفضائية خاصة العربية منها, لان هذه الفضائيات ليست تابعة لجهات عامة بل للقطاع الخاص, لكن المخرج المبدع لا يوظف المرأة الا بما يصون كرامتها على عكس المخرج غير المبدع الذي يحول المرأة الى شيء لا يخدم الا ترويج المنتج المعلن عنه, وهذا ما يسبب خطورة على جيل الشباب المراقب بدقة لكل تلك الفضائيات, وبالتالي انجذاب الشباب من دون ضوابط داخلية او حتى خارجية نحو المنتجات والمروجين لها. لماذا لا توجد جهة ذات صفة دولية تكتسب صلاحيات مراقبة سيل الاعلانات المتدفق وان تضع لها معايير ومواصفات عالمية لنستطيع ابعاد عنصر الخطورة الوارد عن جيل الشباب كله؟! فمثال واضح الاعلانات المتعلقة بالتبغ والتدخين لا تبث على كل المحطات, لكنها سلبية وتوضع في دور السينما, واكثر من يزور السينما هم جيل الشباب, وعلى هذا نقيس الكثير من الاعلانات التي تروج لشيء لخدمة شيء آخر, فكل من يصمم الاعلانات يضطلع على علم النفس ليدرك طرق التأثير والجذب لمنتجه".
اما فيما يتعلق بالناحية الشرعية فقال استاذ الفقه المقارن في الجامعة الاردنية د. علي الصوا "الحرام فيها واضح, فهذه الاعلانات اتخذت من المرأة وسيلة ترويج بضاعة مما يزدري بكرامتها وهذا يخالف ما ذكره الله في كتابه الكريم "انا كرمنا بني ادم", و استخدام جسد المرأة للاغراء وعرضها كوسيلة للاغراء لمنتج ما بغض النظر عن نوعه او مصدره, اضافة ان هذه المرأة تظهر في الاعلانات مفاتنها وبالتالي فهي لا تروج لمنتج بقدر ما تروج للفتنة, وفي بعض الاحيان تروج للكذب, ومن الممكن ان المواصفات التي في الاعلانات مبالغ فيها بما هو موجود في الاصل, كما ان الانسان ليس وسيلة لجلب المال انما المال هو وسيلة لخدمة الانسان, وهذه الاعلانات حرام ويعود اثمها على من تمثلها وعلى الصحف والقنوات التي تنشرها كما انها وسيلة لخلخلة بنية المجتمع فهي تؤثر على عقل الشباب بلا حسيب او رقيب وبالتالي تضعف بنية المجتمعات العربية التي من المفروض ان يحركها الواعز الاول وهو الدين«.
ولكن ان غابت الهيئات الدولية, فهل تغيب الاخلاق العامة والتقاليد والاعراف والتربية الدينية؟؟ . | |
|