khaled_qa1 عضوفضى
17/5/2009 : 07/07/2010 العمر : 50
| موضوع: العبث كثقافة الجمعة يوليو 23 2010, 01:45 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
العبث كثقافة
يمتلك كل مجتمع بل وكل أمة من أمم الأرض ثقافتها الخاصة وتراثها وعاداتها وتقاليدها وموروثها الشفاهي والمادي والمعنوي .... وغير ذلك مما يميزها عن غيرها من الأمم ويدخل في بنية مترابطة تكون هويتها الخاصة , هذه الهوية التي تسعى كل أمة الآن إلى الحفاظ عليها في ظل ما يحمله العولمة من تهديد خطير نحوها هادفة من وراء ذلك القضاء على التنوع الثقافي الجميل الذي تعيشه البشرية من خلال القضاء على الهويات والخصوصيات الثقافية والعمل على فرض ثقافة واحدة وتمكينها من السيادة على باقي الثقافات الأخرى بل والطغيان والتسلط عليها مستمدة ذلك التسلط من التسلط السياسي والتفوق الاقتصادي الصناعي بل والمعرفي. إن كل أمة _ والحال كذلك _ تسعى كما قلنا إلى الحفاظ على هويتها وخصوصيتها الثقافية من خلال الحفاظ على موروثها باذلة في سبيل ذلك كل ما تستطيع دون أن تألو جهدا ... فما هو حال مجتمعنا العربي إزاء ذلك؟ سؤال لا يمكن الإجابة عليه بسهولة وخصوصا في زواية كهذه , ولكن ما نريد التوقف عنده هو أن كل أمة من الأمم ومجتمع من المجتمعات حين سعت إلى التمسك بهويتها وخصوصيتها الثقافية قد انطلقت في ذلك من نقطة شعورها بواجبها أمام ذاتها واعتزازها بالموروث الذي يشكل شخصيتها , دون أن ترفض التغيرات الحضارية وموجات المدينة و التلاقح الثقافي بل زواجت بينهما فكان من أهم ما قامت به هو إضفاء قيم التحضر والتمدن على ذلك الموروث, فقامت بصقله وتشذيبه وتهذيبه وطبعه بالطابع الحضاري الأكثر رقيا وسموا فظل ذلك الموروث جزءا لا يتجزأ من ذاتها وهي بذلك قد قامت بحمايته وجعله في مأمن من إمكان تخلي الأجيال عنه إذ صار لها مصدر فخر واعتزاز, وملمحا من ملامح شخصيتها , فحين تحتفي أمة بتراثها أو موروثها, فإنه يصبح محل إعجاب وتقدير من الآخرين, بل إن ذلك يمكنه من الانتشار أيضا واختراق الحدود الاجتماعية القومية بل وتجاوزها إلى أماكن أخرى وثقافات أخرى فضلا عن تعمره و تجذره داخل الثقافة القومية نفسها التي ينتمي إليها . بينما الحال كذلك فإننا نجد أن ما يمكن أن نعده مأخذا من المآخذ التي نلاحظها على مجتمعنا بهذا الشأن, هو أنه لم يعرف كيف يحتفي بموروثه بل وأساء إليه في الغالب, فلم يعمل على تنقيته وتخليصه مما علق به من شوائب خلال مسيرته ورحلته التاريخية التراكمية , كما أنه لم يحاول أن يكسب ذلك المورث من قيم الحضارة وسلوكياتها الايجابية ما يرتقي به ويساعد على بقائه واستمراره, ونتيجة لذلك فقد أصبح مفهوم التحضر أو التمدن ينحصر في ترك ذلك الموروث واستبداله ببضاعة ثقافية وافدة لأن الموروث يصبح _عند ذلك_, بل لقد أصبح مصدر خجل ونفور ودليل تخلف وجهل...كيف لا يصبح كذلك؟؟؟ طالما قد ارتبط بكل القيم والعادات والمظاهر والظواهر السلبية المنفرة والتي سيطرت أو تكدست داخل ثقافة المجتمع التي أصبحت من أهم صفات هذه الثقافة العبث فترانا نعبث بتراثنا وثقافتنا ونضفي عليها كل سلوكيات البداوة السلبية، لا نعتني به ونصقله ونبعث فيه الحياة بقدر ما نحتقره وندوس عليه، فيغدو مصدر خجلٍ لنا، واستهجانٍ من الآخرين، إننا نعبث به لأننا تميزنا بالعبث، العبث بكل شيء ليس بالموروث وحسب بل حتى بقيم ومصنوعات حضارية وافدة ومن أراد أن يلمس ذلك كله فليس عليه سوى التأمل في مظاهر المدن وملابس البشر في هذا الوطن.
تحياتي لكم جميعاً خالد_قناف
| |
|
عصام اسكندر مشرف منتديات ايام زمان العامه
17/5/2009 : 06/04/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: العبث كثقافة السبت يوليو 24 2010, 23:13 | |
| تحياتى اخى خالد تقبل مرورى عصااام | |
|