samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: قصة الفتاة الكفيفة الأحد يوليو 25 2010, 15:26 | |
| حقوق الترجمة محفوظة l... [size=16]samy...
كان يا ما كان في سالف الأزمان، فتاة ضريرة، ومن شدة تأثير العمى عليها كرهت نفسها وكرهت كل الناس، باستثناء خطيبها. وكان دائما بقربها ويقضي حوائجها. وفي ذات يوم قالت لخطيبها: 'إذا أبصرت في يوم من الأيام وتمكنت من رؤية العالم من حولي، سأتزوجك. ولم تمضي إلا بضعة أيام حتى تبرع لها احد الأشخاص بعينين. وعندما أزالت الضمادات، كانت قادرة على رؤية كل شيء، بما في ذلك خطيبها. فقال لها: "ها أنت الآن تستطيعين رؤية العالم من حولك، وقد تحققت الأمنية التي طالما راودتك، هل سترضي بي زوجا لك؟ نظرت الفتاة إلى خطيبها، ولاحظت انه أعمى. وصدمت لمنظر عينيه المغمضتين. إذ لم تكن تتوقع ذلك أبدا. فتذكرت أيام كانت ضريرة، فرفضت الزواج به... تركها خطيبها وهو يبكي، وبعد أيام كتب لها قائلا: "عزيزتي الغالية، أرجو أن تعتني بعينيك جيدا، لأنهما قبل أن تكونا لك، كانتا لي أنا".
----
هكذا يعمل دماغ الإنسان في أغلب الأحيان عندما تتغير أوضاعنا. قليلون من يتذكرون، كيف كانت حياتهم من قبل، ومن الذي كان إلى جانبهم دائما في حالات الاحتياج للاحتواء.
إن الحياة عبارة عن هبة، قبل أن تتفوه بكلمة قاسية وجارحة - فكر في الذين لا يستطيعون الكلام.
وقبل أن تتذمر من مذاق طعامك - فكر بمن ليس لديه ما يسد به رمقه.
وقبل أن تشكو من زوجك أو زوجتك - فكر بمن يقضي وقته في حسرة وألم ويدعو الله دائما ليحظى برفيق درب...
وقبل أن تشكو حظك العاثر في الحياة - فكر بمن سبقك ورحل مبكرا وفاضت روحه إلى بارئها.
وقبل أن تطنطن شاكيا من المسافة التي تقطعها بسيارتك في وسط زحام المرور، فكر في من يقطعون نفس المسافة سيرا على الأقدام.
وعندما تتعب وتشكو من عملك - فكر في آلاف العاطلين عن العمل والمعوقين، أولئك الذين يتمنون لو يفتح عليهم الله بمثل عملك.
وعندما تجتاحك الأفكار الكئيبة التي تحاول جرك إلى الأسفل – ارسم ابتسامة على محياك وتذكر انك ما تزال حيا ترزق. [/size] | |
|