قصر الأمير محمد علي بالروضة
يعد قصر الأمير محمد علي بالمنيل تحفة معمارية ذات قيمة كبيرة ، كان القصر ملكاً للامير محمد علي الذي لازمه سوء الحظ لتولي مقاليد الحكم ملكاً علي عرش المحروسة ، فقد كان ولياً علي عرش مصر قبل ميلاد الملك السابق فاروق وعاش زمناً طويلاً يراوده هذا الحلم لولا أن ميلاد الفاروق كان حجر العثرة في طريقه ، بمجئ الفاروق حمل علي الفور لقب ولي العهد ليصبح الطريق مفروشاً أمامه ليتولي عرش مصر بعد وفاة أبيه الملك أحمد فؤاد الأول ، وبذلك ازيح من ولاية العرش ..
وبعد أن تولي فاروق العرش ثم إنجابه ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الثاني الذي تنازل له الأب عن العرش عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 والغيت الملكية بعد ذلك وتم إعلان الجمهورية فى مصر ..
كان الأمير محمد علي قد أقام في قصره قاعة للعرش بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدني من تحقيق الحلم الذي ظل يراوده لسنوات ، ولكن الرياح تأتي دائماً بما لا تشتهي السفن " والسفن معناها الملاح أو الربان وليست جمع كلمة سفينة كما يخطئ ظن البعض ".
وهذا الأمير الفنان محمد علي هو ابن الخديوي محمد توفيق الذي كان خديوياً علي مصر بعد الخديوي إسماعيل وقبل الخديوي عباس حلمي الثاني آخر من حمل هذا اللقب ، وأمه هي السيدة أمينة هانم شقيقة الخديوي عباس حلمي الثاني الذي عزله الانجليز عام 1914م وعينوا بدلاً من شقيقه حسين كامل الذي نودي سلطاناً علي عرش المحروسة ..
ولد الأمير محمد علي عام 1875 وتوفي عام 1954م وهو بعيد عن الوطن ، ودفن في مقبرة الباشا بطريق الأوتوستراد إلي جوار والده وشقيقه عباس وامه أمينة وغيرهم ..
اختار الأمير محمد علي باشا هذه الأرض التي أقام عليها قصره عام 1901 ، وقام علي إنشاء هذا القصر الفريد سعياً لإحياء للعمارة الإسلامية التي عشقها فبني أول الأمر قصراً للإقامة ثم أكمل بعد ذلك باقي سرايا القصر ..
قام الأمير بنفسه بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية اللازمة ، وأشرف علي كل خطوات التنفيذ ، وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوال 61711 متراً مربعاً منها خمسة آلاف متر هي مساحة المباني ، وحوالي 34 الف متر للحدائق وحوالي 22711 متراً عبارة عن طرق داخلية وغيرها .
تشمل السرايا التي يتكوزن منها القصر علي العديد من الفنون والزخارف المعمارية من طرز إسلامية مختلفة كما تضم العديد من التحف النادرة ..
والقصر به سراي الاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد وسراي العرش والمتحف الخاص والقاعة الذهبية وحدبقة تعد في حد ذاتها فريدة من نوعها ..
أما سور القصر فقد شيد علي طراز حصون القصور الوسطي مكون من الحجر الجيري ، تعلوه شرفات الحراسة ، ووالمباني هي خليط من المدارس المعمارية الفارسية والمملوكية والفاطمية ومزدانة في كل جوانبها بالآيات القرآنية والزجاج الملون والرخام المشغول وتعلو مدخل القصر عبارة " أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق إحياء للفنون الإسلامية وإجلالاً لها ، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة ."
