تساؤلات!!
"حرية التعبير" عبارة أثيرة لا يمل الإنسان من ترديدها في المؤتمرات والندوات، ونقرؤها في نصوص الأحاديث والتصريحات، وفي ثنايا المقالات المنشورة في الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية الإلكترونية، ونسمعها على لسان المتحدثين في البرامج الحوارية التلفزيونية والإذاعية حتى في "رسائل الموبايل" القصيرة، وغيرها من مظاهر التعبير الأخرى حول قضايا خلافية تبرز بين وقت وآخر بين "حكومة" و "معارضة" وبين المحيطين بهم من سياسيين وصحافيين ومواطنين وزملاء مهنة.. وما لهؤلاء وأولئك.
يضاف إلى العبارة السابقة عبارة "احترام الرأي والرأي الآخر"، التي ما انقطعت يوماً من التداول في حياتنا، من باب التأكيد على حق الاعتراف بآراء الغير وعدم الاستهانة أو الاستخفاف بأفكارهم حتى لو كنت مخالفاً لرأي خصمك أو محدثك أو محاورك!!
ومبدأ حرية التعبير واحترام رأي الآخرين بهذا المعنى لابد أن يستقيم من طبيعة الحوار الناضج والموضوعي والمناقشة المسئولة أو المجادلة المقنعة حول قضايا خلافية تهم المجتمع بدءاً من الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية إلى إذكاء روح الانتماء الوطني.
وسؤال الأسئلة التي تجلجل في كل جنبات المؤتمرات المفتوحة وما يخرج من الاجتماعات المغلقة التي تندرج في إطار "الحوار" حول مجمل قضايانا الوطنية المعيشية.. هل يرتقي النقاش في تلك المحافل إلى مقولة فولتير المأثورة "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".. وهل يستوعب المتحاورون مختلف الآراء والأفكار المتداخلة والمتشابكة بروح العقل والمنطق؟!
وإلى أي مدى تساهم تلك المناقشات حول المبادرات والبرامج في حل القضايا وبلورة الفكرة والأخذ بها بدون غمز وتشكيك ولا عدائية.. بهدف الخروج برؤية مشتركة تقدم مصلحة الكيان الوطني الموحد على ما عداه من "مشاريع صغيرة"؟!
ولماذا يتحول النقاش والحوار في مؤتمراتنا وندواتنا وصحافتنا ومجالسنا إلى ساحة "لقصف العقول" باستخدام "أسلحة الدمار الشامل" من نوع العصبية والطائفية والمذهبية والشللية والأنانية والمصالح الشخصية، وغيرها من الأدوات المسمومة والجارحة بل والقاتلة التي تمزق ولا توحد؟!
ولماذا يتخذ البعض من منابر الفضائيات والصحافة والمنتديات المفتوحة على الهواء منصات لجرح أحلامنا في الوحدة والوطنية وتحريض قوى ودوائر غير يمنية للانقضاض على أعز مكاسب الوطن وهي الوحدة والديمقراطية والعيش المشترك؟.
ولماذا يحاول البعض وضع ضمادة سوداء فوق عيني المواطن حتى لا يرى، وسدادة من البلاستيك في أذنيه حتى لا يسمع.. وحجرة صماء في قدميه حتى لا يتحرك؟!.
ولمصلحة من يعمل ذاك البعض الذي يلهث وراء "أفكار متعفنة" وقد تنكرلوطنه وقوميته، وأصبح يروج لأنماط غريبة على مجتمعنا العربي المسلم وحضارته العريقة الأزلية وتراثه وتقاليده المشتركة.
مع أرق واجمل تحياتي
خالد_قناف
موضوع منشور في صحيفة الثورة للكاتب
بأسم خالدمحمدعلي القناف