في مثل هذا اليوم من عام 1988 انتهت الحرب العراقية الإيرانية التي وصفت بأنها واحدة من أطول وأكثر ِالحروبِ دموية في الربع الاخير من القرن العشرين.
حربٌ راح ضحيتها مليون شخص وقدرت خسائرها المالية باكثر من ترليون دولار.
وكان للحرب العراقية الايرانية أو ما أطلق عليها بحرب الخليج الاولى، تأثيرها المباشر على معادلاتِ التوازنِ في الشرق الاوسط ،حيث أدت الى اندلاع ِحربِ الخليج الثانية والثالثة والتي اختتمت فصولها بالغزو الامريكي للعراق.
وبخصوص وجهة النظر الايرانية حول الدروس والعبر المستقاة من هذه الحرب ، تحدث الخبير ِفي الشؤون الاستراتيجية أمير موسوي في مقابلة اجرتها معه قناة "روسيا اليوم" بهذا الخصوص قائلا: "ان اهم عبرة لكل الاطراف التي يهمها الامر هي ان لا تكون الانظمة مطية لتنفيذ مآرب ومخططات الاستكبار العالمي، لانه، في الحقيقة، ان نظام صدام نفذ اجندة غربية واضحة خدم من خلالها المخطط الامريكي الهادف الى اضعاف النظام الاسلامي في ايران التي استبدلت سفارة اسرائيل الغاصبة بسفارة فلسطين".
واضاف قائلا: "المهم ان تكون تلك الحرب عبرة وجرسا يقرع في اذان الحكام الضعفاء الذين يسيرون في طريق تنفيذ المخططات الجهنمية للاستكبار العالمي، بان يعتبروا ويعودوا الى قواعدهم الشعبية لتكون سندا لهم وليس للمستكبرين والشياطين في العالم".
وحول ما جناه البلدان الجاران من هذه الحرب؟ قال الخبير الايراني ،"الحرب في حقيقة الامر خسارة للطرفين وهي مشروع غير مرحب به بكل مكان وزمان، لكنها فرضت على الجمهورية الاسلامية الايرانية، فايران في بداية الحرب كانت تستورد حتى الاسلاك الشائكة من الخارج وتستورد ابسط المعدات العسكرية، لكنها بعد الحرب وكما لاحظ الجميع، وصلت الى مراحل متقدمة والى تقنيات بالاضافة الى الصمود والتحدي الذي توج بالحقيقة بالصراع بين ايران، وليس العراق ، مع المجموعة الدولية المعادية للنظام الاسلامي في ايران ، ففي الحقيقة، انها كانت حرب عالمية وليست حرب اقليمية فقد شارك فيها الاتحاد السوفيتي والمانيا وفرنسا وحتى بريطانيا والولايات المتحدة وبعض الانظمة العربية للاسف الشديد..اذن لم تكن حرب بين دولتين وانما نظام اسلامي فتي قد دمر وكسر وهشم قلعة الاستكبار الامريكي في ايران واسس نظاما شعبيا ايرانيا مبنيى على الديمقراطية الاسلامية في ايران".
وبالنسبة لوجهة النظر العراقية فهي لم تختلف كثيرا عن الايرانية، حيث اكد السيد سعدي السبع أمين سر نقابة الصحفيين العراقيين اثناء اللقاء الذي اجرته معه قناة "روسيا اليوم" ، "ان الدروس التي نتجت عنها هذه الحرب هي الدمار والويلات والمصائب لكلا الشعبين ، وان الحرب لم تكن خيار لا الشعب العراقي ولا الشعب الايراني. فهذه الحرب كانت بقرار سياسي وبخلاف مع النظامين السياسيين انذاك".
وعن ماجناه البلدان الجاران بعد الحرب قال السبع" لم يجن البلدان من الحرب سوى الويلات والارامل واليتامى. كما والقت هذه الحرب بظلالها على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكلا البلدين. لان هذه الحرب كانت ساحة وفرصة لتجار الحروب وتجار السلاح من اجل استمرارها لمدة طويلة، لذلك خرج الشعبان من هذه الحرب دون اي حصيلة ودون ما يشير الى تحقيق انجاز او نصر عسكري اوسياسي".
الكاتب والمحلل السياسي - حسن هاني زاده
قال المحلل السياسي الايراني حسن هاني زاده في مقابلة خاصة مع قتاة "روسيا اليوم" ان إيران أستطاعت ان تدرس خلفيات هذه الحرب المفروضة ضد الجمهورية الإسلامية. كما هو معروف إن النظام العراقي السابق قام بشن هجوم واسع ضد الجمهورية الإسلامية نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت ومازالت تكن كل العداء للثورة الإسلامية.