أن حرب تموز من عام 2006 قد فرضها العدو الإسرائيلي على حزب الله، بالوقت الذي لم كان فيه الحزب قد أستكمل الشيء الكثير من الخطة الدفاعية المنوي تنفيذها لتحقيق منظومة تحصين دفاعي متين لتغطية مسرح نفوذه العسكري في مناطق معينة من جنوب لبنان، من أجل تحقيق صمود دفاعي في وجه أعتا الهجمات البرية والجوية والبحرية لجيش العدو الإسرائيلي، أن من بين أبرز نواقص الخطة الدفاعية لدى قوات حزب الله العاملة في الجنوب اللبناني قبل تأريخ 12-07-2006 يمكن لي أن ألخصها بالنقاط التالية:
1- كان حزب الله يمتلك اقل من 500 مقاتل من قوات النخبة.
2- لم يكن لدى حزب الله ما يكفي من شبكات الأنفاق والمتاريس والنقاط الحصينة وخطوط الاتصال.
3- كان لدى حزب الله بحدود ما بين 12و 13 ألف صاروخ، ارض أرض، جلها صواريخ إيرانية وروسية قديمة مثل صواريخ جراد.
4- كان حزب الله يمتلك عدد قليل من الصواريخ الحديثة المضادة للدروع.
5- كان لدى حزب الله وحدات عسكرية تخضع لتدريب شاق وراقي في سوريا وإيران وكوريا الشمالية، لم يكن لتلك الوحدات من نصيب في حرب تموز.
6- كان حزب الله يمتلك فقط ثلاث صواريخ أرض بحر من طراز C-802
7- أن قوات حزب الله لم تكن قادرة على الانتشار الواسع في الجنوب اللبناني وذلك يعود لقلت القوام والوسائل المتاحة.
أن مقاتلين حزب الله اللبناني، يتم اختيارهم بعناية ليكونوا أعضاء مقاتلين في الجناح العسكري للحزب، لذا نجدهم يعيشون حالة شبة دائمة من التدريب العسكري والتعبئة الفكرية العقائدية، لذا يمكن اعتبارهم من بين أكثر جند الأرض انضباطاً وطاعة في تنفيذ المهام الموكلة أليهم بحذافيرها، طبعا بد الجيش الكوري الشمالي، بل يتسابقون على خوض المشقات واقتحام المخاطر بكل روح رياضية، مهرة في استخدام السلاح والحركة فوق الأرض وفي باطنها، يظهرون ويختفون، يرمون ويغيرون مواقعهم وأسلحتهم بتوقيتات قياسية قد أذهلت من هم خلف أجهزت الرصد لدى الطرف الأخر، أن الوقائع على الأرض يصنف مقاتلين حزب الله بالرماة الأفضل في العالم قدرة على صيد الدبابات، أن المقاتل النخبوي والسلاح الحديث والقدرة على استخدام الأرض والخطط السليمة والقيادة الحكيمة، ووحدة أداء الصنوف والجهد ألاستخباري المبذول، والأخطاء القاتلة لدى الطرف الأخر كانتا أساس نجاح مقاتلين حزب الله في حرب تموز من عام 2006 فوق تراب الجنوب اللبناني، وتحطيم أسطورة الجيش ألذي لا يقهر.
بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الضربة التمهيدية المكثفة ضد مواقع و فظاءات انتشار مقاتلين حزب الله اللبناني، من الجو والبحر و البحر بكثافة نارية غير مسبوقة، في سياقات التكتيك المتبع لا بد أن يبدأ الهجوم البري بعد أن تحقق الضربة التمهيدية كل أهدافها المرسومة على أرض الواقع كضمان لتحقيق نجاح التقدم للوصول بأريحية للهدف المحدد، أن لحظة تحول جيش العدو الإسرائيلي للهجوم البري ضد مواقع حزب الله، في هذه اللحظة القاتلة من الزمن الحرج أخذت تتكشف أمام أعين أركان غرف عمليات جيش العدو الإسرائيلي، الكثير من العيوب والثغرات والأخطاء المدمرة والغير مألوفة في تأريخ ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي، لذا بات من الصعب تلافي البعض منها في سياق سير المعركة الحامية الوطيس، ومن بين أبرز تلك الثغرات:
1- تمكن حزب الله من إعطاب البارجة الحربية الإسرائيلية حونيت التي تعتبر درة تاج البحرية الإسرائيلية، من خلال استخدامه لصاروخ أرض بحر صيني الصنع من طراز C- 802 يعتبر هذا الصاروخ من بين أحدث صواريخ العصر لحد الآن، هذا ما أجبر البحرية الإسرائيلية على الانكفاء والتقهقر في عرض المتوسط لأكثر من 40 كم عن سواحل لبنان، بهذا تكون البحرية الإسرائيلية قد خرجت فعلياً من حسابات المعركة بالوقت الذي كان يعول عليها الكثير من مهمات الإسناد الناري وعمليات الإنزال على السواحل، هذا ما عكس نفسه سلبا على مجمل خطط الحرب الإسرائيلية المتعلقة في تدمير واحتلال مواقع حزب الله، بهذا يكون حزب الله قد تخلص من مخاطر القف البحري والإنزال البحري الإسرائيلي على سواحل لبنان من أجل تحقيق موطئ قدم لهُ على البر لقطع الطرق الساحلية لمنع أمداد مقاتلين حزب الله في القوام والوسائل، هذا الحدث قد شكل خطوة كبيرة لصالح حزب الله على قاعدة تحقيق النصر الكامل على جيش العدو الإسرائيلي في ميدان المعركة.
2- أن فشل المخابرات وكل وسائل الرصد الإسرائيلية المتعددة، من طيران وأقمار صناعية وأبراج مراقبة على طوال سنوات من الجهد المبذول والمكثف، لقد تكلل هذا بالفشل ألذريع لعدم قدراتهم المبذولة على رصد ومعرفة وتحديد أماكن تواجد شبكات وإنفاق ومتاريس ومخازن ومربض أسلحة حزب الله ونقاطه الحصينة بالشكل المطلوب، هذا الأمر قد عكس نفسه سلباً والدرجة كبيرة على الدور المناط في سلاح الجو الإسرائيلي على واقع حال المعركة، لذا نجد أن هذا السلاح العريق الذي كان لهُ الدور الحاسم في كل المعارك التي خاضتها الدولة العبرية، أن الأمن والسرية المعتمدة من قبل حزب الله قد حدت لدرجة كبيرة من فاعلية ونشاط سلاح الجو الإسرائيلي ولا أقول أفشلت كامل مهامه القتالية، هذا ما عكس نفسه سلبا على خطط سير العمليات الإسرائيلية، وبنفس الوقت هذا ما عكس نفسه سلباً على أداء عمليات القوات البرية الإسرائيلية في مراحل التقدم للوصول لنهر الليطاني.
3- جنرالات القوات البرية الإسرائيلية والخطأ القاتل، لقد وضعت خطة اقتحام مواقع قوات حزب الله اللبناني من قبل جنرالا القوات البرية الإسرائيلية، وفق إلية الاستخفاف بالخصم المقابل، لذا كانت خطتهم مبنية على مفهوم الاختراق العمودي السريع باتجاة أقوى نقاط تمركز قوات حزب الله وتدميرها والوصول بسرعة فائقة إلى مجرى نهر الليطاني، بهذا تكون قوات العدو الإسرائيلي قد تمكنت من تنفيذ المهمة الأولية والمهمة اللاحقة دفعة واحدة، بعد أجراء عمليات التعزيز المخطط لها تندفع الهجمة البرية باتجاة ما هوة مرسوم لها من أجل تحقيق أهداف الهجوم اللاحق، هذه الخطة قد بنيت على مفهوم الاستخفاف في قدرات الخصم بدافع العنجهية المعهودة لدى جنرالات القوات البرية الإسرائيلية، هذا الاندفاع المتهور والغير محسوب النتائج، هذا ما جعل مجنبات طليعة الهجوم لجيش العدو الإسرائيلي المتوغلة بشكل عمودي في عمق دفاعات قوات حزب الله، لتكون مكشوفة الجوانب تماما، لذ باتت هدف سهل على تكتيكات مقاتلين حزب الله، بل صيد ثمين، لذا نجدهم قد أمطروا ألرتل الإسرائيلي المتقدم من المقدمة والمجنبات بسيل من الصواريخ الحديثة المضادة للدبابات، أن ذكاء مقاتلين حزب الله جعلهم يلتقطون ثغرات قاتلة في خطة الهجوم الإسرائيلي للنفاذ منها، فبكل أريحية تحولت أودية جنوب لبنان إلى مقابر جماعية لدبابات المير كفا 4
4- أن أحد أبرز نجاحات حزب الله في حرب تموز من عام 2006 كانت مبنية على فشل جنرالات الجيش الإسرائيلي في أدارة معركة الصنوف المشتركة ( البرية والجوية والبحرية ) أن قوات حزب الله تمكنت من أخراج سلاح البحرية الإسرائيلية من المعركة بوقت مبكر من خلال تدمير المدمرة الإسرائيلية حونيت، كذلك تمكن حزب من الحد من نشاط سلاح الجو الإسرائيلي بفعل التمويه ونظم التخندق والمتاريس والأنفاق السرية، حيث لم يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من رصد مواقع الأفراد ومرابض السلاح، هذا الأمر عكس نفسه سلبا على عمل وأداء القوات البرية الإسرائيلية في سياق عملية الهجوم على مواقع مقاتلين حزب الله، أن فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق النصر على مقاتلين حزب الله بالوقت الذي يمكن أن نقول أن الجيش الإسرائيلي هوة الأفضل من الجيش الفرنسي من حيث الأعداد والتدريب والقدرات القتالية، لذا نجدة يقف عاجزا من تحقيق نصر على قلة من الميليشيات المسلحة في جنوب لبنان، ما بعد تموز من عام 2006 مر ما يزيد على خمسة سنوات والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا زالت تردم بعيوبها البنيوية ومن بين أبرز تلك العيوب التي برزت في حرب تموز من عام 2006:
- ضعف في الضبط والربط من الهرم للقاعدة.
- انخفاض حاد في الروح المعنوية.
- ضعف في أداء سلاح الجو ( الطيران النفاث)
- انعدام دور طيران الهيلوكبتر المقاتل.
- ضعف كبير في عمل الاستطلاع في شقية الجو والبري، والجواسيس خلف الحدود.
- لم يكن هنالك تنسيق فاعل مابين رجال المشاة والدبابات، بفعل مهارة نيران القنص من قبل مقاتلين حزب الله.
- انعدام دور القوات البحرية في دعم متطلبات الهجوم البري.
- فشل سلاح الحرب الالكترونية من التأثير على اتصالات مقاتلين حزب الله، كذلك عدم التأثير على أسلحتهم.
- ضعف في قيادة وأداء عمل الصنوف المشتركة.
أن هذه العيوب البنيوية، قد أظهرت الجيش الإسرائيلية بالجيش الغبي، الجيش المنفلش، الجيش الذي يعيش على أمجاد الماضي، أن الهجوم الإسرائيلي على قواعد مقاتلين حزب الله كان أشبة بمدينة كاملة هجمت على رجل واحد ولم تحقق أهدافها، من أجل تجاوز المخازي والأخطاء والعيوب، هذا قد كلف الدولة الإسرائيلية الكثير من الوقت والجهد والمال من أجل ترميم جيشها والارتقاء فيه لمستوى أفضل، هذا ما تطلب،تسريح الكثير من الضباط من رتبة رائد إلى رتبة جنرال، تنسيق الكثير من أسلحة الجيش، الوقوف بجدية أمام متطلبات تحديث العقيدة العسكرية، شراء أسلحة أكثر حداثة، فشل دبابة القتال الرئيسية ميركفا 4 الجهد ينصب الآن لشراء أو صنع دبابة قتال رئيسية تواكب متطلبات العصر.
أن صواريخ حزب الله أرض ارض قد خرجت من رحم الترسانة الصاروخية الإيرانية، باستثناء صواريخ روسية قصيرة المدى تعرف في أسم (غراد) تلك الصواريخ التي يبلغ تعدادها من 12 إلى 13 ألف صاروخ بفضل سواعد مقاتلين حزب الله وعون من الله قد دكت تلك السواعد العديد من مضاجع الكيان الصهيوني ومواقعه الحيوية في فلسطين، بكثافة نارية غير مسبوقة، لكن للأسف الشديدة لم يكن لصواريخ حزب الله من قدرة عالية على التدمير، هذا ما حد من فاعليتها، لذا أجد أن فعلها أقتصر على حريق هنا وتدمير شجرة أو سيارة متوقفة، أن فعل تلك الصواريخ لا يتناسب وتعدادها المذهل، حتى أكون منصف فقط كان لتلك الصواريخ المشار أليها، أنها ألحقت أذى نفسي كبير لدى المستوطن الإسرائيلي لدرجة تحطيم المعنويات، دون هذا لم يكن لها من فعل ميداني يمكن أن نتغنى فيه، لأن الضربة النارية دائما ما تقاس بفعلها ألتدميري، 12 ألف صاروخ لا تقتل مستوطن إسرائيلي واحد؟ أن الكثير من الناس لا زالوا يعتقدون من أن النصر الذي حققه حزب الله في حرب تموز من عام 2006 كان بفعل صواريخ ارض أرض التي قذفها إلى عمق العدو الإسرائيلي، نعم، أن حزب الله قد أطلق كم من صواريخه ذات الصنع الإيراني على أهداف منتخبة داخل الكيان الإسرائيلي بمقدار لا يقل عن 12 ألف صاروخ من مختلف الأنواع، أنا لا أستخف في ثورية وجهد من ضرب تلك الصواريخ،(هذا ما عندهم والجود من الموجود) بل أقبل نعاله وجه وقفا، أن الفعل ألتدميري لتلك الصواريخ كان لا يتناسب مع تعدادها المرعب، هنا أقول لكم، في حال قيام بطارية مدفعية ميدان أردنية على سبيل المثال بقصف مدينة طبريا بـ 50 قذيفة، أجزم بأن تلك المقذوفات ستلحق دمار واسع وقتلى كثير من سكان تلك المدينة، انتهى