١٢/ ٩/ ٢٠٠٩
تكثف أجهزة الأمن فى السويس جهودها لضبط المتهمين بقتل اللواء إبراهيم عبدالمعبود، مدير المباحث الجنائية بالسويس، وإصابة وقتل ضابطين آخرين أثناء محاولتهم ضبط تاجر مخدرات فى منطقة صحراوية، ومشطت قوات الأمن برئاسة اللواء أبوبكر الحديدى مدير الأمن العام فى مدن القناة المنطقة وفرضت كمائن ثابتة ومتحركة بمداخل المدينة ومخارجها ومنطقة الجناين والمناطق الصحراوية والجبلية. وتبين أن المتهمين ٣، منهم أحمد عيد المرشدى الذى قتل ضابط شرطة العام الماضى واثنان مجهولان من الأعراب.
وتقيم مديرية أمن السويس سرادقا للعزاء غدا الأحد أمام المديرية، فيما غادر الرائد أحمد بهى الدين رئيس مباحث قسم شرطة عتاقة المستشفى أمس، بعد استخراج الرصاصة التى استقرت أسفل الإبط الأيسر.
ويواصل فريق من نيابه السويس التحقيق فى الواقعة ويضم أحمد عبدالحليم رئيس النيابة الكلية ومصطفى عباس، مدير نيابة فيصل والجناين، ومعتز أحمد وكيل النيابه بإشراف المستشار أحمد محمود المحامى العام لنيابات السويس وجار سماع أقوال الضابط أحمد بهى الدين، كما طلبت النيابة تكثيف التحريات لسرعة ضبط وإحضار الجناة.
وفى قريته، بالمنوفية خيم الحزن على منازل وشوارع القرية حزنا على استشهاد اللواء إبراهيم عبدالمعبود وخرج أهالى القرية، أمس الأول، لتوديع جثمان الشهيد فى جنازة عسكرية شارك فيها قرابة ١٠ آلاف بحضور قيادات من وزارة الداخلية يتقدمهم اللواء عدلى فايد مساعد الوزير لقطاع مصلحة الأمن العام.
تتذكر زوجة الشهيد مكالمته الأخيرة لها بعد الإفطار يوم الأربعاء الماضى ليطمئن عليها، استمرت المكالمة ٣ دقائق فقط انتهت بطلبه منها أن توصل السلام إلى والدته وأن تدعو له.
الابن الأكبر النقيب «محمد»، معاون مباحث بندر منوف، يتذكر نصائح والده المستمرة له وهو يطلب منه الاجتهاد فى عمله حتى تتم ترقيته سريعاً. والابنة أميرة لا تتوقف دموعها وصرخاتها، إذ كانت تستعد للزفاف الشهر المقبل.
«كنا نرى والدى على فترات طويلة».. والكلام على لسان النقيب أحمد الابن الأكبر بسبب ظروف عمله، وأضاف: والدى كان مدير مباحث الوادى الجديد ووالدتى كانت تطلب منه باستمرار أن يتقدم بطلب لنقله إلى مكان قريب من منزله ولكنه كان يرد عليها: «كل شىء فى وقته».. كنت أجلس أنا وشقيقى محمد ملازم أول مع والدى يحكى لنا عن تاريخه فى الشرطة وعن أهم القضايا التى تولى عمليات البحث فيها».
ويضيف: نصائحه كانت مستمرة لنا واتصالاته الهاتفية أيضاً للاطمئنان علينا، وفى الشهر الماضى حضر والدى فى إجازة صغيرة لمدة ٣ أيام لخطبة شقيقتنا أميرة لأحد أقاربنا من القرية، ليعود بعدها سريعا إلى عمله بالوادى الجديد، وبعد أسبوع أخبرنا أنه نقل إلى مديرية أمن السويس دون تقديم أى طلبات بالنقل، الخبر كان سعيدا للغاية على الأسرة، فوالدى أخبرنى كثيرا أنه يحب العمل بالسويس لأنه كان يصفها دائماً بـ «وش السعد عليه».
وقال: «يوم الإثنين الماضى كان اللقاء الاخير بيننا، فوجئت باتصال هاتفى من والدى يخبرنى بأنه سيحضر اليوم لتناول الإفطار بالمنوفية وأن محمد سيحضر من سوهاج أيضاً فى إجازة سريعاً.. الجميع انتظروه حتى تناولنا الإفطار وبعدها اقترب منى وأخبرنى بصوت منخفض بأنه سيعود بهدوء إلى السويس حتى لا تشعر به والدته - والدة الشهيد - وتبكى على فراقه وأنه سيقوم بالاتصال بها هاتفيا بعدما يبتعد عن القرية، وقبل أن يرحل اتفق مع خطيب شقيقتى على أن يكون الاحتفال بزفافهما الشهر القادم لينطلق بعدها سريعاً، وكان ذلك اللقاء الأخير بيننا.
وتابع: يوم الحادث تلقيت اتصالا من محمد شقيقى يخبرنى بأن أحد الضباط بالسويس أخبره بأن والده أصيب فى حادث وأنه سينقل إلى مستشفى مبارك للشرطة.. وقتها شعرت بالخوف على والدى واتصلت على هاتفه المحمول لكنه لم يرد حتى جاءنى اتصال بعدها بنصف ساعة لإبلاغى بأن والدى توفى.. أغلقت الهاتف ولم أستطع أن أخبر والدتى أو شقيقتى بالحادث ولكنهما عرفتا من أحد أقاربنا.
واختتم بقوله: انتهت حياة والدى على يد مسجل خطر لم يتم القبض عليه حتى الآن، وأتمنى أن يتم نقلى إلى مديرية السويس لكى أشارك فى عملية القبض على المتهم وأقتاده بنفسى إلى النيابة العامة وبعدها إلى المحاكمة.