نعم !
هكذا هي باختصار سياسة الأستاذ أحمد الشقيري .. فهو يحترم عقل المشاهد ..
يمكث عاماً كاملاً .. يسافر من بلد لآخر .. ويقرأ بين الكتب والمجلدات .. ويقابل أبسط الناس وأرقاهم .. ليخرج في الختام بحلقة قصيرة المدة كثيفة المادة .. فلا يوجد ثانية في برنامجه تضيع ولا يوجد كلمة من دون مغزى أو معنى ..
الشقيري ثورة في عالم الإعلام المرئي .. فهو يحرص على مشاهدته الصغير والكبير على حد سواء .. يطرح فكرته بأبسط عبارة وأسهل أسلوب وأقرب كلمة للنفس ..
أتابعه منذ ثلاث سنوات .. وفي كل عام يزداد إعجابي بشخصه أكثر وأحس بأن الرجل يوظف الإمكانات التي وفرت له أفضل توظيف .. فهو متطور متجدد مبدع مذ خرج ..
في برنامج خواطر وفي الجزء الثاني .. شاهدت حلقة له يتحدث عن الموت .. الموت الذي سمعنا بهذا المخلوق كثيراً .. استطاع الشقيري ( قبل أربع سنوات ) أن يتكلم عنه من مفهوم آخر .. مفهوم وعظي حضاري وحديث .. يأتي بمقاطع وفاة مفاجأة لشباب وصغار ومشاهير ولاعبين .. ويتكلم عن الموت كـ”موعظة” للقلوب علها تلين وتتذكر ..
العام الماضي .. قال الكثير أن الشقيري لم يبدع بشيء !
إنما نقل ما كان عند اليابان .. وهذا كلام يفتقد للمنطق والإنصاف .. فنحن نسمع باليابان منذ ولادتنا لكن لم نجد من ينقل لنا حضارة اليابان وثقافتها وسلوك الناس هناك إلينا .. إلا الشقيري !
وهذا العام .. أبدع كالمعتاد فنقل لنا لا حضارة اليابان .. بل حضارتنا التي نسيناها وقارنها بواقعنا الحالي .. وزاد على ذلك بنقل صور مشرقة من واقعنا حتى يمسك العصا من المنتصف ويكون منصفاً ومعتدلاً بحق ..
الشقيري شخص ينقل لك بكلماته البسيطة وطاقم التصوير معه وبتركيز عالي مئات الكلمات ومئات العظات والتوجيهات .. استطاع أن يوظف إمكانات مهارية عالية لدى الطاقم الذي معه ليوصل أسمى حضارة إنسانية للمتلقي ..
نعم .. هذا الشخص يحترم عقل المشاهد !
ويحترم عقولنا .. حينما يبذل جهد أقل ما يقال عنه خرافي ليوصل ما يريد بأقصر طريق وأبسط صورة !
تقديري لشخصك الكريم أ.أحمد الشقيري ..
يخرج من دون امتيازات ولا تكلف ورسميات .. ليعلم كل أولئك المتكلفين .. أن الرسائل تصل للناس .. من دون كلفة !
” قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين “
صدق الله العظيم