التحقيق مع شاعر ..
أحالونى ..
إلى التحقيق أحالونى
بتهمة أننى عاشق
وتهمة أننى شاعر
أبحث عن حبيبتى هنا وهناك
أبحث عن قصيدتى هنا وهناك
أحالونى ..
وقالوا : لماذا تفكر ؟
لماذا تعبر ؟
قد سألونى
وما سألونى !
وإتهمونى
بالكتابة عن زرقة السماء
وزرقة أعين النساء
وزرقة الموج والماء
ولا يعرفون بأنهم لن يخيفونى
هم يرفضون حديثى عن العشق
وداخل وادى العشق قد زرعونى
هم يعلمون أن الشعر توأمى
لذلك عن توأمى يحاولون أن يفصلونى
أحالونى ..
وقالت لجنة التحقيق :
أننى عاشق خطر !
وشاعر خطر !
أحب الحياه
وأهوى القدر
أنت متهم بإعلان مدينة الغزل !
وفتح بوابات الهوى والأمل !
أنت شاعر مع سبق الإصرار والترصد !
لقد أضحكونى ..
لقد موتونى مئات مئات .. وما موتونى
لقد عذبونى مئات مئات .. وما عذبونى
لقد فرقونى شتات الشتات .. وما فرقونى
وسألنى كبير المحققين الإنكشاريين :
لماذا تكتب ؟
لماذا تعشق ؟
لماذا تحرض الناس على حب الشعر
وطعم العشق
ألا تعرف أن هذه التهم عقوباتها طويلة الأمد !
إنهم يحاولون رهبتى , ولن يرهبونى
أحالونى ..
إلى التحقيق أحالونى
وكانت تهمتى الكبرى
لقاء الشعر بجنونى
وكانت تهمتى الصغرى
بأن الحب يأتينى
فتشوا فى حقيبتى ولم يجدوا إلا
قلم , وورق , وزجاجة عطر
وزهره ذابله
وصرخوا بصوت واحد : أنتى غبى
أنت نازى
أتحمل أدوات قابله للإنفجار فى كل لحظه !
أنت مصيبتك كبرى
تصوروا : يحاولون أن يرعبونى
ولكنهم لن يرعبونى
ومذقوا أشعارى
وقطعوا أوتارى
إتهموننى بأننى أنتمي
( للحزب النزارى )
إتهمونى تهم لا تعد ولا تحصى
منها :
أننى الداعى إلى إنتشار الحب
والداعى إلى كتابة الشعر
والداعى إلى حرية النساء
والداعى إلى التجميل والتزيين
أحالونى ..
وكانت أجمل تهمه وجهت إلي
وأجمل قول سمعته هو :
( أنت إمتداد لنزار قبانى )
ولا يعرفون بأنهم قد شرفونى
وأعلا النياشين قد أعطونى
ورفعوا من قدرى
ومن شعرى
وهم بذلك جملونى
يا لها من تهمه مشرفه
تؤدى إلى الفخر والكبرياء
بأن أكون أنا البسيط جدا
إمتداد للعبقرى
( نزار قبانى )
الكبير جدا جدا جدا
يا أيها المحققون :
أنا سعيد بتهمتى
وفخور بتهمتى
وإن تقبلونى
وإن ترفضونى
وإن تشتمونى
وإن تلعنونى
فإمتداديتى هذه
والله تكفينى ..