تقرير لمجلة «جينز» المختصة في الدفاع يؤكد حصول طهران على مساعدات أجنبية
لندن: «الشرق الأوسط»
كشف مسؤولون عسكريون في ايران في الاونة الاخيرة عن عدد من المشاريع الجديدة التي تنفذ سرا وتهدف الى تحسين قدرة طهران في مجال الطيران العسكري.
وفي الوقت الذي بدأت فيه الانباء تتسرب عن إحراز ايران تقدما مثيرا خلال العقد الماضي، فان الخبراء يتوقعون تحقيق مزيد من التحسين لمؤسسة صناعات الطيران التابعة للقوات المسلحة الإيرانية. واوضحت مجلة «جينز» المختصة في شؤون الدفاع في تقرير أخير لها عن سلاح الطيران الإيراني، انه على الرغم من شراء ايران لمعدات من الصين وروسيا، فإنها لا تزال تعتمد بصورة كبيرة على طائرات عسكرية غربية الصنع وشبكات دفاع صاروخية حصلت عليها قبل الثورة عام 1979. ويفيد التقرير ان 70 في المائة من معدات وطائرات القوات الجوية الايرانية المستخدمة في الوقت الراهن تتكون من طائرات اميركية الصنع. وتجري عملية صيانة هذه الطائرات من خلال المعدات المنتجة محليا اضافة الى عمليات شراء سرية لقطع الغيار من الخارج. وقد تم، بدرجات متفاوتة من النجاح، تطوير العديد من المعدات محليا لعدد من هذه الطائرات القديمة، لكن محاولات السعي للتوصل الى حلول لقدرات السلاح ادت الى مشاكل لوجستية.
واوضحت المجلة ان ادعاءات ايران بقدرتها على انتاج 70 في المائة من قطع الغيار المطلوبة للحفاظ على اسطولها من طائرات «اف 14»، لم تحقق النجاح في الواقع، اذ يعتقد ان المؤسسة قادرة على تصنيع 15 في المائة فقط من قطع الغيار المطلوبة للطائرات «اف4». و«اف5». و«اف. 14». وتصنع المؤسسة، حسب ادعاءاتها، 167 قطعة من بين 1027 مطلوبة لاصلاح الجناح الايسر لطائرة من طراز «ار.أف..4ايه» التي اعيدت الى الخدمة عام .1995 وتحتاج هذه الطائرة الى 4900 قطعة غيار بعدما تعرضت لاضرار عام .1978 وتتركز معظم الخبرة الايرانية في مجال الطيران في المجالين الميكانيكي والمعادن. وتضيف المجلة ان مؤسسة صناعات الطيران التابعة للقوات المسلحة اثبتت في الماضي قدرتها على اصلاح وصيانة وتجديد العديد من الصواريخ الغربية الصنع. واكدت مشاهدات لعدة طلعات لطائرات «اف. 14» التابعة لسلاح الطيران الايراني ان جزءا على الاقل من السلاح يمكن ان يكون قادرا على نشر أنظمة صواريخ «ام ـ 54A فينكس» وإن كان تشغيل هذه الانظمة يحتاج الى شبكة رادار معينة. وبما ان ايران لا تملك مصدر الشفرة المطلوب لتشغيل وتجديد هذه الشبكة المعقدة للغاية، فمن المرجح ان تكون قد تلقت مساعدة اجنبية سرية.
واشارت المجلة الى ان ايران نشرت عام 1997 عدة صور لطائرات «اف.14» تحمل صواريخ من طراز «هوك» ارض ـ جو التي تردد انه تم تعديلها لتستخدم «جو ـ جو» او «جو ـ ارض»، الا ان هذه التعديلات ربما تدخل في إطار محاولات تعيير طيرانية بعد اجراء عمليات صيانة.
وفي الوقت الذي لا يعتبر فيه مجال الطيران من نقاط القوة في المؤسسة العسكرية الايرانية، فقد ظهرت بعض الادلة على ان طهران تتخذ خطوات لعلاج هذا النقص. فتبين ان منصة اتصالات من طراز «فالكون ـ 20» من صنع شركة «فالكون» قد اعيدت الى الخدمة منتصف العام الماضي بعد عملية صيانة شاملة، وتستخدم الان لتعيير شبكة الرادار الايرانية. كما تردد ان شبكة من تصميم جامعة اصفهان لتحديد العدو ونظاما لفك وإعداد الشفرات ادخلا ايضا الى الخدمة اخيرا.
وفي مجال طائرات الهليكوبتر العسكرية، اشار تقرير المجلة الى ان تقدم ايران في تجديد وصناعة طائرات الهليكوبتر حقق تقدما خلال السنوات الخمس او الست الماضية، بحيث تبلور في عدة مشاريع جديدة العام الماضي. ووسعت شركة «بانها» الايرانية مجموعة منتجاتها لطائرات الهليكوبتر من طراز كوبرا HA1J الهجومية لتشمل تصميما معدلا لقمرة القيادة يشتمل على معدات جديدة. وطبقا لمعلومات المجلة، فقد قارب المشروع الذي اطلق عليه اسم «الطائرة الهجومية 2091» على الانتهاء وصارت ايران تصنع ما يتراوح بين 50 الى 60 في المائة من قطع غيارها.
وفي الوقت نفسه تم الانتهاء من مشروع «اوج» الذي يهدف الى امداد ايران بطائرات تدريب مقاتلة واخرى نفاثة صناعة محلية، كما تم البدء ايضا في انتاج طائرة «ازاراخش» المقاتلة. وذكر البريجادير ايراج اساره من مؤسسة صناعات الطيران ان هناك 30 طائرة مقاتلة من طراز «ازاراخش» دخلت الخدمة وهناك برنامج لانتاج 30 طائرة اخرى مع اواخر عام 2003. بينما دخلت طائرة التدريب «باراستو» الخدمة هي الاخرى عام 1997 وتردد ان جيلها الـ 12 جرى تصنيعه العام الماضي. واكدت المجلة ان التقارير السابقة المتعلقة بتطوير ايران طائرة نفاثة بلا طاقم كانت صحيحة، اذ اكد مسؤول من المؤسسة وجود مشروع «تولو.5» خلال مؤتمر «ايرو 2000». واوضح المسؤول انه تم الانتهاء من تصنيع 20 محركا «ميني» من طراز «ستولو 4». ومن المتوقع دخول طائرات «تولو.5» مرحلة التجربة قريبا.
تجدر الاشارة الى ان طائرة «تولو.5» اكبر من سابقتها وهي ذات محرك اكثر قدرة حيث تم تطويره لاستخدامه في الجيل القادم من الطائرات بلا طاقم. وفي الوقت الذي يشير فيه العديد من المحللين الى ان مثل هذا المشروع يمكن ان يدفع ايران الى انتاج طائرة مقاتلة بلا طاقم او صاروخ كروز بدائي، فإن المسؤولين الايرانيين يصرون على ان الطائرة ستستخدم لاهداف ذات سرعة عالية.
واوضح تقرير المجلة ان المؤسسة تطور بصفة مستمرة خبراتها ومنتجاتها منذ الحرب العراقية ـ الايرانية بين عامي 1980 و1988، واظهرت قدراتها على تقليل تأثير الحظر المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة.
وبالرغم من انها لا تعاني من نقص من العمالة التقنية، فان ايران تبدو بحاجة الى مصممين مبدعين لوضع الاهداف والسياسات لاستمرار عملية التطوير. ويمكن لعمليات الدمج توفير مبالغ كبيرة تمكنها من التخلص من طبيعتها المجزأة حيث كانت العديد من الشركات تملك نفس القدرات والقليل منها كان متخصصا في قطاعات مثل الطيران والادارة الالكترونية للمعارك.
ويمثل افتقاد ايران الى الاستثمارات في المعدات المحلية مشكلة اخرى. ويشير انتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الى عدم وجود زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع خلال الثماني سنوات الماضية. ويمكن القول ان سبب ذلك هو انخفاض اسعار النفط في منتصف الى اواخر التسعينات، واستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران من قبل واشنطن.