صدام و معجزة لحظة الإعدام

لا أعرف أين عقولكم عندما تكتبون وتعتقدون أنه مات شهيد لأنه كان ثابت الجأش وردد الشهادتين ،، مع أننا سمعنا أن ريا وسكينة السفاحتين رددوا الشهادتين مثله وقامت أحدهما بوضع حبل المشنقة بنفسها حول عنقها قائلة لعشماوي ( خلصونا بأه عايزه أموت ) ،، وسمعنا أيضا عن أحد الذين قاموا بعملية حرق وتفجير ألأتوبيس سياحي أنه لحظة الإعدام كان ثابت الجأش وقال إنه لو عاد للحياة مرة أخري سيقوم بهذا العمل ويكرره مرات ومرات ،، فهل نقول أن هؤلاء شهداء لأنهم كانوا غير مرتعدين لحظة الإعدام ؟ !! هل نسيتم أن هناك إحساس زائف يلازم العصاه وهو إحساسهم بأنهم يحسنون صنعا كما قال سبحانه في سورة الكهف :
(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
فلماذا تريدون إقناعنا بالمعجزات الصدامية مع شخص ارتكب العديد من الفظائع هو ونظامه بحق شعبه وهي علي سبيل المثال لا الحصر :
1- قيامه بجر شعبه لويلات الحرب مع إيران لمدة ثماني سنوات بحجة الدفاع عن شعبه ضد إيران ، في حين أنه هو الباديء بالاعتداء ، وكانت نتيجة الحرب انهيار الاقتصاد العراقي.
2- قيامه بغزو الكويت واحتلالها .
3- قيامه بالإصرار علي الدخول في حرب ضد أعتي القوي العظمي وهي الحرب التي قادتها قوات التحالف لتحرير الكويت ، وهي حرب غير متكافئة بجميع المقاييس ولا يحتاج التنبؤ بنتائجها إلي أدني خبرة عسكرية ، وبرغم ذلك يتشدق بأنه أفني حياته لأجل العراق ، لكن الصحيح أنه أفني أبناء العراق واقتصاد العراق لأجل الشهرة والعيش الزائف في انتصارات وهمية.

لو أنه حارب إيران من أجل شبه جزيرة الفاو واستعادها فيما سمي بقادسية صدام ،، فلماذا أعادها إليهم بعد احتلاله للكويت في مسرحية هزلية لاستقطاب إيران ،، ولو أكسبته شبه جزيرة الفاو البطولة ، فماذا نقول بعد أن قام بردها إليهم ؟ وما ذنب الضحايا من شعبك في هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس لأجل شبه جزيرة قام بإعادتها بشكل لا يفعله عاقل ؟

هل بعد كل ذلك ننسج المعجزات حول إعدام صدام ونقول أنه شاهد مقعده من الجنة ؟
أو يقول محاميه ( خليل الدليمي ) أنهم قاموا بالتقاط صورة لوجه صدام علي سطح القمر ظهرت بعد إعدامه ؟ !!!!!!!!!!
أعملوا عقولكم قبل نشر أي شيء فأنتم تمتلكون الثقافة ، لكن ثقافة إعمال العقل مهمة أيضا.

لكن الحق يقال :
برغم ديكتاتورية صدام ودمويته وعدم اكتراثه بشعبه وإدخاله في حروب ليس للعراق فيها ناقة ولا جمل ،، إلا أنه مسلم ، وأن توقيت إعدامه في صبيحة عيد الأضحي كان إهانة للمسلمين ،، لأن أحكام الإعدام لا تنفذ في المناسبات الدينية والقومية.
لكم شكري جميعا ،، وسامحوني