لمحة عن تاريخ الجاحظ ..
.....الجاحظ ...
________________________________________
هو (عمرو بن بحر الكناني البصري الملقب بأبي عثمان ) لم يُعرف تاريخ مولده بالضبط ولكن المعروف أنه توفي عام 255 للهجرة....
يُعد الجاحظ من أعظم الرجال الذين أخرجتهم مدرسة النظّام ، وهو أديبا ً ومفكرا ً وفيلسوفا ً ومتحدثا ً وناقدا ً..
ظهرميله للقراءة والمطالعة منذ نعومة أظفاره ..وكان يمتلك نهما ً شديدا ً للقراءة حتى أنه لم يكتف ِ بقراءة كتاب ٍ أو كتابين يوميا ً بل إنه كان يبيت في محال الوراقين ليطلع على أكبر قدر ممكن من الكتب والمخطوطات..
ثقافته :
تكونت ثقافة الجاحظ من قراءاته المتعددة في كافة المجالات ..وما كان معينا ً حقيقيا ً لهذه الثقافة هو التحاقه بحلقات العلم المسجدية التي كانت تجتمع وقتها لمناقشة العديد من المسائل المهمة من ( الفقه الديني ، فقه اللغة ، فقه النحو ، الشعر ) بالإضافة إلى ولوجه في حلقات المعتزلة التي فتحت أمامه أفقا ً واسعا ً من النقاش والجدال والتفكير والتدبير بأمور الخلق ..
أساتذته :
• في مجال اللغة والأدب والشعر والرّواية : (الأصمعي ، المدائني ، الأعرابي ، أبو عمر الشيباني )
• في مجاال الفقه والحديث : (الحجاج بن محمد بن حماد بن مسلم ، أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي )
• الاعتزال وعلم الكلام : ( النظّام ، بشر بن المعتمر الهلالي ، ثمامة بن أشرس النميري )
قدم الجاحظ أفكاراً نقدية وفلسفية مهمة وأغنى البحث الفلسفي لمعالجته موضوعات عديدة من ( الفيزياء، الميتافيزيائية ، الألوهية ، الخلق ، النبوة ، الإنسان ومشكلاته الاجتماعية والجمالية والفلسفية والدينية والنفسية ..وغيرها من مواضيع مهمة )..
أهم آثاره :
• البخلاء
• الجدّ والهزل
• البيان والتبيين
• الحجاب
• الحنين إلى الأوطان
• الحيوان
• التربيع والتدوير
• صناعة الكلام
• خلق القرآن
• المسائل والجوابات في المعرفة .
يُقال أن الجاحظ ترك أكثر من مئتي أثر مابين الكتب والرسائل والمخطوطات ..
أسلوبه :
امتلك الجاحظ أسلوبا ً متميزا ً وذلك من خلال امتلاكه عقلية نقدية فذّة فكان يعتمد على التحليل الموضوعي وسرد الأسباب ومحاولة معالجتها بأسلوب ٍ بعيد عن التقريرة التي كانت شائعة في ذلك الوقت ، وذلك لغلبة سمة الفكاهة والسخرية على معظم كتاباته فكانت تعليقاته ساخرة تحمل من الفكاهة والموضوعية الشئ الكثير ..
كما عُرفت عنده سمة الاستطراد في الوصف فلا يترك أمرا ً صغيرا ً يخص موضوع الحديث إلا ويفصّله تفصيلا ً واسعا ً، وهذا ما أعطى كتاباته سمة التنوع والغزارة ..
وانتهج أسلوبا ً بحثيا ً قريباً من أسلوب البحث العلمي الدقيق ..يبدأ بالشك ليصل إلى النقد ويقوم بالاستقراء من خلال طريقة التعميم والشمول وكانت هذه الطريقة كفيلة بإغناء الموضوع وإعطائه زخما ً نقديا ً وتحليليا ً واسعا ً....
اعتمد في معظم كتاباته على أسلوب السجع الموسيقي والذي سيّطر على معظم كتّاب تلك الحقبة فجاء نصه ملئ بالموسيقا الداخلية والخارجية ..ليترك القارئ يستمتع بغزارة المعارف وجمال الأسلوب ..
لا تحسب ان الصمت نسيان فالجبل صامت بداخلة بركان