العائلة المسلمة
العائلة المسلمة بدأ تاريخ الإسلام يوم خلق الله-عز وجل- الكون بسماواته وأراضيه، وجباله وسهوله، ونجومه وكواكبه، وليلهونهاره. وسَخَّرَ كل هذا للإنسان.
وبدأت حياة هذا الإنسان فى الكون عندما خلق الله -عز وجل- آدم من تراب، ونفخ فيه من روحه.
ثم خلق الله حواء؛ لتكون زوجة لآدم، ولتكون منهما البشرية.
وسمح الله -سبحانه- لآدم وحواء أن يعيشا فى الجنة، ويستمتعا بكل شىء فيها بشرطأن لا يأكلا من شجرة واحدة منها، ونبَّه سبحانه آدم إلى عداوة الشيطان له،وحذره منه.
وعاش آدم وحواء فى الجنة، سالمين عابدين يستمتعان بخيراتها،تحيط بهما الأشجار المثمرة، والأنهار العذبة، فكانت حياة جميلة هادئة، حتى جاءهم الشيطان، وأغواهما أن يأكلا من الشجرة التى نهاهما الله عنها، وأكلهو وزوجه من الشجرة المحرمة، فأخرجهما الله-عز وجل- من الجنة حيث كانتالسعادة والراحة، وأنزلهما إلى الأرض حيث التعب والشقاء.
وعلم آدم أنه عصى ربه، فأسرع وتاب إليه؛ ودعا ربه، فعفا عنه، وتاب عليه، وأمر آدم أنيهبط إلى الأرض هو وزوجته، وأُنزل معه الشيطان، قال تعالى: (قُلْنَااهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنتَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة:38].
وبدأت حياة البشرية على الأرض بآدم -عليه السلام- وزوجه وجاءتمنهما ذرية مسلمة مؤمنة بالله، وعلمهم الله الزراعة، وكيفية الاستفادة منمياه المطر، ومن الأنعام، بلحومها وألبانها وأصوافها، وعلمهم صناعة السفنوركوب البحر، وكيف يهتدون بالنجوم فى سيرهم فى ظلمات الطرق، وغير ذلك مماييسر لهم العيش على الأرض.
وعلَّم الله -سبحانه- آدم -عليه السلام- كيفيباشر المهمة التى خلقه لها، ووضَّح آدم لذريته طريق الخير، وحذرهم منطريق الشر، وأخبرهم أنهم سيموتون ويبعثون ويحاسبون، وأن الفائز من يدخلالجنة، والخاسر من انتهت حياته وأعماله إلى النار.
ونبه آدم ذريته إلىأن الشيطان عدوهم الأول، وإلى خطورة دوره فى حياتهم، وأخبرهم أنهم فى مأمنمن الشيطان ماداموا عبادًا مخلصين لله -عز وجل-، قال الله تعالى للشيطان
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَمِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42].
وفهمت الأجيال المسلمة التى تربت علىعهد آدم الدرس كاملا، فعاشت فى طاعة الله مئات السنين، حتى بدأ العصيانيظهر بينها، وبدأ الانحراف يزداد يومًا بعد يوم، وينتهى إلى عبادة غيرالله والكفر باليوم الآخر، وكان الله -عز وجل- يرسل إلى هذه الأجيالالمنحرفة الأنبياء والرسل، ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوبوموسى وعيسى ومحمد -عليهم السلام-، وكانت دعوتهم جميعًا
يَا قَوْمِاعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59].
وهذه هى دعوة الإسلام: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون )[الأنبياء: 92].
إنمسيرة الأنبياء الكرام عبر السنين الطويلة وحتى مبعث أكرم الأنبياء محمد (هى جزء أصيل من تاريخنا الإسلامى، لذا كانت دعوة محمد (: (قُولُواْآمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَاأُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَنُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون )[البقرة:136].
إنه لا دين غير الإسلام: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران: 19]. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًافَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين [آل عمران:85].