هندسة الذات
خالد محمد علي
تتواكب علينا الحياة بمرّها وحلوها ، وتجتاحنا الأيام مترعة بالمسرات ومحملة بغيوم ماطرة من الآلآلم ، ونحن نمضي فيها بلغة التلقائية ، دون أن نعطي لذواتنا التي تسكن في أعماقنا حقها ، من الحوار ولغة التبادل المعطاءة والبرمجة الفاعلة في الأداء المبدع.
ونثريها بباقات لاتنتهي من ورود الأمنيات والتطلعات في استراتيجيات سلوكية متواترة من الاجتهاد والمثابرة في الحياة، وعند تلك البؤرة تتشكل موطن الداء والدواء معا ، في تناثرات اللاشعور الساكنة فينا.
وما تحمل من متضادات ولغة رمادية في التعاطي مع المواقف والحياة ، وهنا تبرز فاعلية لغة التأمل وشيفراتها في التعاطي مع الأنا لكسر كبتها في خط الأمان وعدم التضادات ، وصقل نورانيتها بلغة الأمن والسلام مع الذات ، وشحنها ايجابياً بالآمال والتطلعات.
وإزاحة استرة الماضي بعيدا عن مسرح الحياة في لغة الهموم والانكفاءات وبعثه في الحاضر في لغة العزم والتحديات ، وهنا تبرز أهمية برمجة اللاشعور في ضوء معالجات تأملية مشحونة بالفكر الإيجابي وبرامجه في تغذية الذات سيكولوجيا.
بحيث يغدو في دينامية تتوقد طموحاً وإبداعات.
وانطلاقا مما سبق يجب إسكان الذات في ضوء قوانين الجذب ولكن في ضوء الرسائل الإيجابية مع الآخر والانسحاب من مواطن السلب او بذل الطاقة في تحويل السلب إلى أيجاب من خلال بذل طاقات التأثير في الآخرين نحو الإيجاب في معطيات الإيحاء الروحي والجسدي مع الآخر واخراجهم من دائرة القهر الذاتي والسلب في التعاطي مع الحياة.
وهذا يقتضي ذات فاعلة حرة من الاستلاب، إيجابية في طاقات التعاطي مع التحديات ، ومتفائلة معطاءة في مواجهة مواقف الحياة
لذا فإن الهندسة الفاعلة للذات تمنحك مساحات بلا حدود في قيادة عوالم اللاشعور نحو الإيجاب والعطاء ، وتملك بمقتضاها السيطرة الفاعلة على منظومة أفكارك ومشاعرك من خلال توجيه تصوراتك وإدراكك نحو الإيجابية المطلقة ولغة الإبداع في الحياة.
من خلال تخطيط فاعل واستراتيجيات سلوكية منظمة ، تشكل معطيات السلوك المنشود وتصيغ لك مهارات الأداء الإنسانية الإيجابية في ذاتك الخاصة وتبعا للتأثير الفاعل في ذوات الآخرين.