بعكوك عضو جديد
17/5/2009 : 15/09/2010 العمر : 43
| موضوع: لا إله إلا الله! هل سمعتم بجيش مكفن؟ السبت أكتوبر 23 2010, 07:31 | |
|
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
العقيدة قوة عظمى ) جزء من محاضرة : ( هكذا علمتني الحياة [1] ) للشيخ : ( علي عبد الخالق القرني )
وها هو ألب أرسلان ذلكم الفتى المسلم الشجاع المؤمن بالله، كان عائداً من إحدى معاركه متجها ببقية جيشه إلى عاصمته خراسان ، فسمع به إمبراطور القسطنطينية رومانوس فجهز جيشاً قوامه ستمائة ألف مقاتل، والله! ما جمعوا هذه الجموع إلا بقلوب ملؤها الخور والضعف والهون.
جاء الخبر لـأرسلان ومعه خمسة عشر ألف مقاتل في سبيل لا إله إلا الله، وانظروا ووازنوا بين الجيشين: ستمائة ألف تقابل خمسة عشر ألف مقاتل، بمعنى أن الواحد يقابل أربعين. هل هذه قوى جسدية؟
إنها قوى العقيدة وكفى يا أيها الأحبة. نظر هذا الرجل في جيشه، جيش منهك من القتال، ما بين مصاب وجريح، قد أنهكه السير الطويل، فكر وقدر ونظر في جيشه، أيترك هذا الجيش القادم ليدخل بلاده ويعيث فيها الفساد أم يجازف بهذا الجيش؟ خمسة عشر ألف مقابل ستمائة ألف. فكر قليلاً ثم هزه الإيمان وخرجت العقيدة لتبرز في مواقفها الحرجة، فدخل خيمته وخلع ملابسه وحنط جسده ثم تكفن وخرج إلى الجيش وخطبهم قائلاً: إن الإسلام اليوم في خطر وإن المسلمين كذلك، وإني لأخشى أن يقضى على لا إله إلا الله من الوجود، ثم صاح: وا إسلاماه! وا إسلاماه! هأنذا قد تحنطت وتكفنت فمن أراد الجنة فليلبس كما لبست ولنقاتل دون لا إله إلا الله حتى نهلك أو ترفع لا إله إلا الله:
فما هو إلا الوحي أوحد مرهف تقيم ظباه أخدعي كل مائل
فهذا دواء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل
وما هي إلا ساعة، ويتكفن الجيش الإسلامي كله، و تفوح رائحة الحنوط وتهب رياح الجنة وتدوي السماء بصيحات: الله أكبر! يا خيل الله! اثبتي، يا خيل الله! اركبي.
لا إله إلا الله! هل سمعتم بجيش مكفن؟
هل سمعتم بجيش لبس ثياب حشره قبل أن يدخل المعركة؟
هل شممتم رائحة حنوط خمسة عشر ألف مسلم في آن واحد؟
هل تخيلتم صورة جيش كامل يسير إلى معركة يثق أنه من على أرضها يكون بعثه يوم ينفخ في الصور؟
وَالتقى الجمعان واصطدمت الفئتان: فئة تؤمن بالله وتشتاق إلى لقاء الله، وفئة تكفر بالله ولا تحب لقاء الله، ودوَّت صيحات: الله أكبر، واندفع كل مؤمن ولسان حاله: وعجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه:84]^ تطايرت رءوس، وسقطت جماجم، وسالت دماء، وفي خضم المعركة إذ بالمنادي ينادي مبشراً: انهزم الرومان وأسر قائدهم رومانوس . الله أكبر! لا إله إلا الله! صدق وعده ونصر جنده: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:249]^.
ذهب من جند الله كثير وكثير -نحسبهم شهداء- وبقي الباقون يبكون، فهل يبكون على ما فاتهم من غنائم؟ لا والذي رفع السماء بلا عمد! لكنهم يبكون لأنهم مضطرون إلى خلع أكفانهم وقد باعوا أنفسهم من الله. أما القائد المسلم فبكى طويلاً وحمد الله حمداً كثيراً وبقي يجاهد حتى لقي الله بعقيدة لا يقف في وجهها أي قوة، ويوم حلت به سكرات الموت كان يقول: آه آه! آمال لم تنل، وحوائج لم تقض، وأنفس تموت بحسراتها. كان يتمنى أن يموت تحت ظلال السيوف، ولكن شاء الله له أن يموت على الفراش:
إن العقيدة في قلوب رجالها من ذرة أقوى و ألف مهند
فاعرف يا بن أمي في العقيدة يا أخا الإسلام في الأرض المديدة
ما حياة المرء من غير عقيدة وجهاد وصراعات عنيدة
فهي طوبى واختبارات مجيدة
فانطلق وامض بإيمان وثيق
وإذا ما مسك الضر صديقي فلأنَّا قد مشينا في الطريق نقلا عن الشبكة الاسلامية
| |
|