عبرت مجموعة من النساء السعوديات عن عدم رضاهن عن لباس أزواجهن داخل المنزل، وأطلقن حملة عبر المنتديات الإلكترونية على الإنترنت تحت شعار "خلوه يلبس"، دعون فيها أزواجهن إلى الاهتمام بلباسهم داخل المنزل، والتخلي عن "الفانلة والسروال"، والتزام الأناقة والذوق في اختيار الملابس عند المكوث في البيت. كما اقترحن في الوقت ذاته صوراً لـ"بيجامات" يمكن للأزواج ارتدائها في المنزل.
وأوضحت هويدا سالم، إحدى المشاركات في الحملة، في تصريج لصحيفة "الرياض"، الجمعة 30-7-2010، أن الفكرة لاقت تفاعلاً واسعاً في أوساط الزوجات عبر الإنترنت، وطرحن أفكاراً عدة لتغيير ثقافة اللباس عند الزوج السعودي داخل المنزل، خصوصاً في ظل طرح الأسواق لكل ما هو جديد وعصري من ملابس الرجال، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الزوج السعودي يجهل المثل القائل "كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس".
وقالت إنها لجأت أخيراً إلى شراء بعض هذه الملابس "المنزلية" لزوجها، في إشارة احتجاج على طريقة لبسه داخل المنزل. وأضافت أنه على الرغم من قبول زوجها للفكرة في بادئ الأمر، إلا أنه عاد مرة أخرى ليرتدي "الفانلة والسروال"، على اعتبار أنهما أكثر أريحية له، حسب تعبيرها. وأشارت إلى أن زوجها رفض ارتداء بيجامة أنيقة أحضرتها له متعللاً بأنها تبرز "الكرش".
من جانبها، قالت المختصة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد بجدة منال الصومالي، إن هذه الحملة "مقبولة اجتماعياً"، وإن من حق الزوجات إبداء تذمرهن تجاه سلوك أزواجهن فيما يخص اللبس، لكن دون إثارة مشاكل زوجية.
وأضافت أن الهدف من مثل هذه الحملات الإلكترونية وغيرها هو الدفع باتجاه تغيير بعض الثقافات والعادات السلبية، بما يتناسب مع الثوابت الدينية والعادات الاجتماعية.
وأكدت الصومالي على ضرورة أن يتجمل كلا الزوجين للآخر، معتبرة أن ذلك جزءاً من مسؤولية كل منهما تجاه الآخر. وأضافت أن "نصف الجمال هو الاهتمام بالشكل، وكما هو مطلوب من الزوجة إبداء الزينة من خلال اللبس والعطور، فإن على الزوج المعاملة بالمثل من خلال الحرص على أناقته".
وعزت الصومالي سبب ارتداء الزوج السعودي لـ"الفانلة والسروال" داخل المنزل إلى غياب ثقافة اللباس عند السعوديين، والتقيد بما جرت عليه العادة في المجتمع السعودي منذ زمن طويل، وهو ما أفقد اللباس السعودي التجديد والتنوع الذي تنشده الزوجات.