قصص هي من أروع قصص النجاح لنساء بنين مجدا لأنفسهن بلا تردد ,قصص ترويها نجاحات هؤلاء النساء الفلسطينيات العاملات بجهودهن الجبارة تلك المراءاة التي وقفت أمام كل عقبات الحياة بكل قوة .
هذه قصة من إحدى القصص التي لطالما رواها وطننا برغم ما فيه من الم إلا أن كل حفنة تضم رائعة جديدة في هذا الوطن الرائع وهذه المرة لم يبخل علينا برائعة هي من نسائنا اللواتي يروين قصص كفاحهن .
أ.صابرين نمر أبو لحية احد النساء اللواتي لهن قصة كفاح خاصة بها مختلفة تماما عن غيرها حالة نادرة ففي لقاء قمت بسؤالها عن عملها .
ماذا تعمل هذه السيدة ؟ صابرين ابو لحية هي مديرة مدرسة لتعليم قيادة السيارات .
صابرين سيدة متزوجة في الواحد والأربعين من عمرها وهي أم لثلاث أولاد وخمسة من الإناث ,بدأت العمل في المجال 16_8_1996 صدفة حينما وجدت نفسها أرملة وأم لطفل 4 شهور بلا معيل وبدون باب رزق ولا أنسى أن هذه المدرسة كانت قائمة قبل استشهاد زوجها الذي استشهد في الانتفاضة الأولى ولكن من المؤكد أن أكثر الحرص سيكون من صاحب العمل وصاحب المال وتوفي صاحب المال فليس هناك من يعيل هذه الأسرة .
بقيت هذه السيدة لوحدها في سن 18 أي في زهرة شبابها حيث كأي زوجة شهيد من هذا الوطن الذي لطالما حملن النساء همه .
صابرين كانت تسرد في قصتها وكأنها توحي لنا بشدة حالها كانت تتحدث ودموعها تنحدر من عينيها مباركة السماء التي أخذت زوجها .
قالت لدنيا الوطن: واجهت الحياة بكل ما بها من صعاب حيث قررت بلزوم وجودي في عمل زوجي وان ابني ما دمر خلال فترة ترك زوجي للعمل وفقدي لسند الحياة وخرجت للعمل من اجل ن أحافظ على باب رزقي وان أحافظ على مال ولدي الوحيد أن ذاك , وادمعت عيناها وسكتت حيث حدثتني بعبرات قائلة يلزم أن أكمل ,قلت لها : لاتجبري نفسكي على الحديث .
واصلت قائلة : لم يكن هناك من يقف بجانبي كنت وحيدة في حين كان أخي الوحيد في سجون الاحتلال الكل كان ضدي حتى اقرب الناس لي وقفوا ضدي ورغم كل الصد الذي واجهته كان لابد أن أقاوم كل هذا إلى أن أقنعت من حولي بأنني قادرة على مواصلة العمل والدراسة وإنني قادرة على الوقوف كأي رجل بل وأكثر .
في بداية عملها لم تكن كأي قائد عادي كانت المدرسة قد حملت الكثير من الديون ووضعها تراجع جدا لان من استلم العمل بها استخدمها لأغراضه الشخصية وقررت النهوض بها لاعلى مستوياتها كما هي الآن .
سألتها : هناك مواقف لاتزال في الذاكرة في بداياتك لابد أن تحدثينا عنها ؟
تحدثت إلي وهي في قمة الهدوء بعد صمت دام لثواني فقالت صحيح هناك مواقف وليس موقف "مشكلة الورثة والتي قمت بحلها لقد اشتريت كل حصص الورثة وقمت بتغير المقر الرئيسي للمدرسة للمقر الحالي "
قالت هناك موقف آخر "حينما كنت في إحدى المرات أناقش مدرب في حادث قام به فقال لي انتي بدك تعلميني شغلي ليش هو انت بتفهمي في الشغل هاد شي ,ذكرت أن ذلك أعطاها الكثير من الحماس لم تكن لتحبط من موقف كهذا فهي سيدة تعودت على المواقف الصعبة "
وقالت هذا لم يحبطني فقد زاد همتي بكثير وبعدها مباشرة قررت اخذ شهادة تدريب من السلطة كنت أنا وواحدة أخرى و66 رجل "
سألتها : ماذا تحملين من الشهادات ؟
لدي شهادة مدربة درجة ثالثة تجاري , وشهادة مدير مهني درجة ثالثة .
قلت لها دعينا من العمل بعد كل المواقف التي مررتي بها من صعوبات لم تفكري في الزواج قالت أنا تزوجت بعد موت زوجي بسنة لم يكن هناك أمامي إلا أن أتزوج وسألفت نظركي لشي ماذا عن امراءة أرملة في سن 18 ولوحدها ولديها طفل وأنت تعرفين تماما مدى صعوبة ذلك في مجتمعنا أكملت أنا الآن متزوجة من نفس العائلة ولدي ولدين ومحمدو5بنات .
لم أتحدث لغير صابرين ولكن في منتصف الحديث لم يستطيع طلابها سماع الحديث إلا وتدخلوا فإذا بكل منهم يدلي بشهادته ويقولون إن صابرين طوال فترة تعاملنا معها كانت قدوة لنا وإننا نحبها ولها الكثير ممن تعيلهم هذا رأي النساء أما راي السكرتيرة الخاصة لها م.ع قالت الأخت صابرين من النساء القويات الشخصية التي لها دورها في المجتمع فهي تناصر النساء وتقف إلى جانبهن وهي محبوبة وقيادية.
وحينما سألتها عن أعمالها الخيرية قالت لا أريد التحدث عن أشياء كهذه فهي تخصني وحدي .
ولكن هناك شخص مهم جدا بالنسبة للأخت صابرين من هو يا ترى انه ابنها محمد.
سألته ماذا تعني لك صابرين قال: أمي وأبي وأختي وعائلتي وكل شيء في حياتي .
سألته أريد أن اطرح عليك طرح ولكن تخيل أن صابرين ليست والدتك وأعطيتك 3 نجوم إحداهن ذهبية والأخرى فضية والأخرى برونزية أي واحدة منهن تستحقها قال كل هذا قليل عليها لأنها تستحق أكثر من ذلك تفاجات الوالدة لم يتمالكا الموقف كانت عيناها تلمعان وإذا بها الله يرضى عليك يا ماما .
قلت لها كلمة أخيرة توجهينها للنساء ككل قالت : النساء طاقة مخزونة لو استغلت جزء منها سوف يكون لها شانها في المجتمع أوصيهن باستخدام هذه الطاقة "
كلمة توجهينها للمراءة الفلسطينية ونساء الشهداء وكل من يسمعني :
"الحمل عليكي ثقيل فتوكلي على الله "
كلمة للرجال :"إذا أخذت المراءة دورها لن تقلل من شانك كرجل ولن تأخذ دورك بالعكس ولكنها كلما صعدت أعطتك مزيد من القوة "
كلمة لدنيا الوطن : " كل الشكر لدنيا الوطن والتي أتاحت هذه الفرصة كأي أتحدث من مكاني وجعلت لنا موقفا حرا نتحدث منه دون أي عقبات وأقول إنما أقوم به جزء من واجبي ناحية أولادي وجزء من العطاء الذي لابد منه للوطن الذي يستحق منا الكثير ".