بيروت: شهد أحد أحياء بيروت الجنوبية، جريمة بشعة، حيث أقدم مواطن لبناني على قتل أطفاله الثلاثة وزوجته ثم أطلق النار على رأسه منتحراً.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن أحد أقارب الضحايا، قوله: أن رب العائلة، غسان محمد دلال، بعث برسالة هاتفية لشقيقه حسين يُخبره فيها أنه سيقتل أفراد عائلته قبل أن يقتل نفسه. لم يكترث الشقيق في البداية ظنّاً منه أنها مزاجية شقيقه المعتادة.
لكنه ارتاب في الأمر، فقرر أن يقصد منزل شقيقه. وصل حسين ليجد أحد أبناء شقيقه البالغ من العمر 14 عاماً أسفل المبنى. سأله عن والده فأجابه بأنه لا يعرف مكانه لكنه أخبره أن الأخير كان قد اتّصل به في المدرسة طالباً إليه الحضور عند الساعة الواحدة
كانت الساعة تقارب الرابعة من بعد الظهر. سأله لماذا لست في المنزل، فأخبره بأنه طرق الباب كثيراً، لكن لم يفتح أحد له. زاد ارتياب الشقيق حسين، فصعد ليحاول دخول منزل شقيقه من دون جدوى، عندها حطم باب المنزل فصُدم لهول ما رأى.
يذكر القريب أن حسين شاهد أبناء شقيقه قتلى غارقين بدمائهم، ورأى شقيقه غسان مرمياً على ظهره والدماء تغطي وجهه. تمالك حسين نفسه قبل أن يتّصل بأقاربه وبالشرطة.
روايات الشهود تقول أن غسان ارتكب جريمته بمسدس حربي عيار 5.5 ملم. حيث أطلق غسان رصاصة على رأس زوجته فيما زرع أربع رصاصات في رأس طفله الصغير. أما الطفل والطفلة الآخران فقد قُتل كل منهما برصاصتين.
أجواء الحديث عن دوافع الجريمة كانت تسيطر على المكان، لكن خروج أحد العسكريين من المبنى حاملاً كيساً من الورق قطع الحديث المتداول عن أن رب العائلة كان مصاباً بمرض عصبي، ويتناول أدوية مهدئة دائماً، إذ تبيّن أن ما كان يُخفيه ذلك الكيس هو بندقية حربية كانت في المنزل الذي وقعت فيه الجريمة.
في هذه الأثناء، أشارت مصادر أمنية لصحيفة "السفير" اللبنانية إلى أن التحقيقات الأولية تفيد بأن دلال أقدم على قتل أفراد عائلته نتيجة ضائقة مالية، فيما نجا ابنه البكر محمد (17 عاماً) بسبب تواجده في المدرسة، لافتةً إلى أن دلال "ترك رسالة انتحار في المنزل، تشرح ظروف إقدامه على الجريمة، بعد أن اتصل بشقيقه ليخبره بأنه سيقتل زوجته وأولاده نتيجة ظروفه المالية القاهرة".
وأفادت المصادر الأمنية أن العائلة، المؤلفة من زوجة دلاّل نسرين عودة (مواليد 1977) وأولاده مهدي (12 عاماً) ورضوان (10 أعوام) وباقر (4 أعوام)، انتقلت إلى السكن في الشقة الواقعة في بناية "الإنماء"، والتي سُلّمت حديثاً من قبل "جهاد البناء"، منذ عشرة أيام، ولم يسكن في المبنى سوى عائلة دلال، لافتة إلى أن "الرجل أطلق النار على عائلته من رشاش "كلاشنكوف"، فيما أطلق النار على نفسه من مسدس حربي".
وقعت الجريمة قرابة الرابعة بعد الظهر، لكن الخبر عنها شاع قرابة العاشرة مساء، فتجمهر أهالي الحي في محيط مسرح الجريمة، في مشهد مربك، دلّ على صدمة كبيرة اجتاحت الأهالي، قبل وصول أقارب العائلة الذين فُجعوا بالخبر، وانتحبوا بالبكاء قرب المنزل، الذي ضربت حوله القوى الأمنية وأفراد من حزب الله طوقاً أمنياً، فيما عملت سيارات اسعاف تابعة لـ "الهيئة الصحية الإسلامية" على نقل الجثث.
وحسب الصحيفة، تعددت روايات أبناء المنطقة، بين فرضية القتل والانتحار وبين احتمال "إقدام مجهولين على قتل العائلة، لأسباب غامضة، خصوصاً وأنهم يقطنون في مبنى مقفر" على حد قول محمود طهماز، وهو شاب مقرّب من العائلة، مستغرباً "الأحاديث التي تقول بأن غسّان يعاني من اضطرابات نفسية، أو أنه قرر قتل عائلته نتيجة ظروفه المادية".
وبدا واضحاً استغراب سكان الحي لفرضية أن يكون الأب هو القاتل، على الرغم من قلّة معرفتهم بدلال، بسبب مكوثه حديثاً في المبنى المجاور لهم، غير أن "احتكاكنا بالرجل خلال هذه المدة القصيرة رسم عندنا صورة مغايرة، خصوصاً من جهة تصرّفات زوجته الرصينة، والتي لا توحي بأنها تعيش مع زوج يعاني من اضطرابات نفسية" وفقاً لرأي فاتن منصور.
وتقول فاطمة كنعان أن شقيقها، وهو صديق دلال، اتصل بها مستهجناً الأقاويل التي تتردد، خصوصاً "خبر الرسالة النصية التي أرسلها دلال لشقيقته، والتي تفيد، كما يقول البعض، بأنه شرح فيها حيثيات الجريمة، قبل أن يردي نفسه"، مؤكدة أن "العائلة تعاني من ضغوط مادية، لكن أن يقدم غسّان على قتل أولاده، فإنه خبر من الصعب تصديقه، بانتظار نتائج التحقيقات الرسمية".