تري هل يعرف أحد القراء المرحوم جابر نظير جرجس.. إنني لم أحظ بالتعرف عليه ولا علي عائلته التي تقبلت العزاء في فقيدها, وأقامت ذكري الأربعين علي روحه في الأول من نوفمبر 2011
إنه ليس بالشخصية المعروفة, إنه مجرد إنسان مصري مسيحي, لم أشرف بمعرفته أو حتي بالتعرف علي أسرته البسيطة التي تعمل بتجارة الفاكهة, إلي أن ذهبت لزيارة أسرتي في شبرا أول أيام عيد الأضحي كما هي العادة, وفوجئت بأحد أفراد الأسرة يقدم لي مصحفا ويطلب مني الاطلاع عليه.. حين فتحت المصحف وجدت ملصقا علي ظهر غلافه من الداخل ورقة لامعة تحمل في ركنها الأعلي الأيمن صورة شخص يرتدي الملابس البلدية وإلي جواره الصورة الكلمات التالية:
شكر وذكري الأربعين للأب الغالي.. المعلم جابر نظير جرجس.. تدعو الأسرة الأهل والأصدقاء لحضور القداس الإلهي لذكري الأربعين علي روحه الطاهرة, وذلك بمشيئة الرب في تمام الساعة الثامنة صباح الاثنين الموافق 1/11/2010 بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس ـ جزيرة بدران ـ شبرا مصر, والرب يعوض تعب محبتكم.
وعرفت القصة.. لقد توفي الرجل الذي تعرفه أسرتي بحكم الجيرة, وشارك قريبي في مراسم الدفن, وبعد الجنازة قدمت أسرة الرجل لأصدقائها المسلمين نسخة من المصحف تتضمن الدعوة لحضور القداس الإلهي لذكري الأربعين علي روحه. ألا يعني ذلك التصرف التلقائي العفوي أن الأمل ما زال قائما, وأن نسيجنا الوطني ما زال بخير بعيدا عن أحاديثنا النخبوية, وأن الصوت العالي لدعاة الفتنة والجمود لم يصل بعد إلي جماهير البسطاء المصريين.
رحم الله جابر نظير جرجس رحمة واسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان, وجعل منهم قدوة لنا ولو كره الكارهون.