. طوير أدوية علاج العجز الجنسي إلى أشكال جديدة آخر
نيس (جنوب فرنسا) -
“فياغرا” و”سياليس” و”ليفيترا” . . أدوية أحدثت ثورة في علاج “العجز
الجنسي” لدى الرجال باتت معروفة حتى أكثر من أقراص “الأسبرين”، وذلك بعد أن
لقيت رواجا في جميع أنحاء العالم، وتسابقت شركات الأدوية، في تسويقها لحل
مشكلة ملايين الرجال الذين يعانون من عدم القدرة على ممارسة العملية
الجنسية، التي تتسبب في بعض الأحيان في ارتفاع معدلات الطلاق إلى نسب مرعبة
في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية .
في مؤتمر عقد مؤخرا في مدينة نيس في فرنسا لمناقشة مشكلة العجز الجنسي لدى
الرجال قال متحدثون إن أكثر من 152 مليون رجل حول العالم فوق سن الخمسين
يعانون من نوع من أنواع العجز الجنسي، وأقل من هذا الرقم بقليل ينطبق على
الشباب .
وتوقع المتحدثون أن يتجاوز عدد الرجال الذين يعانون من العجز الجنسي 325 مليون شخص بحلول عام 2025 على مستوى العالم .
وأشارت إحصاءات ذكرت خلال المؤتمر إلى أن العرب ينفقون أكثر من عشرة بلايين
دولار على أدوية الضعف الجنسي سنوياً، ما دفع شركات الأدوية العالمية إلى
التركيز على المنطقة في حملاتها الترويجية، وخلال منافستها لزيادة حصتها في
أسواق المنطقة .
ومشكلة العجز الجنسي هي مشكلة تؤرق كافة المجتمعات سواء المتقدمة أو
النامية، وحديثاً اتجهت شركات الأدوية العالمية إلى تصنيع أدوية تراعي
خصوصية الرجل ويمكنها علاج المرضى بصورة أسرع، على اعتبار أن تفاقم مشكلة
العجز الجنسي لدى الرجال، تعود إلى أسباب نفسية، تجعله يفضل أن لا يعرف
أحدا، حتى زوجته، أنه يتناول أي من الحبات الزرقاء أو البرتقالية أو
الصفراء، علما أن الأولى تنتجها شركة “فايزر” الأمريكية، والثانية ينتجها
ويمولها مختبر الأدوية الأمريكي “ايلي ليلي”، أما الثالثة فتنتجها شركة
“باير” الألمانية .
ومنذ فجر التاريخ تحاول المجتمعات إيجاد علاج للعجز الجنسي لدى الذكور من
خلال السحر والشعوذة والروحانيات، حتى تنبهت شركات الأدوية العالمية في
أواخر التسعينات إلى هذا الأمر، وخصصت بلايين الدولارات لتطوير أدوية لعلاج
العجز الجنسي لدى الرجال، وبدأت تتسابق لتطوير الأدوية الموجودة في
الأسواق وتسويقها بأنها أكثر فاعلية من أدوية الشركات المنافسة .
ولهذه الأسباب أطلقت شركة “باير” خلال المؤتمر مركباً مطوراً من “لفيترا”،
قال المسؤولون فيها، إنه يراعي خصوصية الرجل، حيث انه يذوب بمجرد وضعه في
الفم ولا يحتاج إلى شرب الماء ما يجنب الرجال الإحراج من معرفة الزوجه أنه
يتناول هذا النوع من الأدوية، كما أن مغلفها يشبه مغلف “العلكة”، ولا يوجد
اسم الدواء على المغلف، بالاضافة إلى أن لون أقراصه بيضاء لا تشبه
“الفياغرا” الزرقاء أو “السياليس” الصفراء أو “اللفتيرا” البرتقالية اللون،
وإنما تشبه أقراص الأدوية التي تعالج الأمراض الأخرى .
أما شركة “ايلي ليلي” فقد طرحت مؤخراً علبة تحوي 30 قرصا فئة 5 غرامات تستخدم يوميا كبرنامج علاجي
ميزات هذه الحبوب، حسب الباحثين والأطباء الذين شاركوا في إنتاجها، أنه
يمكن التحكم بموعد المعاشرة الجنسية وطول مدتها، ما يراعي عملية جاهزية
المرأة، كما أن مفعولها يستمر أكثر من 24 ساعة . وأكدوا خلال المؤتمر أن لا
أعراض جانبية لها إذا استهلكت تحت إشراف أطباء .
وتقول شركة “باير” إن النوع الجديد من عقارها الذي بدأ توزيعه في الأسواق
الأوروبية سوف يبدأ توزيعه في المنطقة العربية بعد عام ونصف، وهي الفترة
التي تستغرق الحصول على موافقة الجهات المختصة في المنطقة .
وخصوصية هذه الحبوب، في رأي مؤسس ومدير مجلس إدارة معهد “اندروس” لصحة
الرجل البروفيسور فرانس ديبراين، أنه يمكن أن تنقذ عدداً أكبر من الرجال،
وتنقذ معها ملايين الأسر حول العالم، حيث إن آثارها النفسية تتعدى مشكلة
السرير، حين يتجنب الرجل ملاطفة زوجته عاطفيا خشية أن يؤدي ذلك إلى إثارتها
جنسيا وتزيد معاناته بسبب فشله في ارضائها، ما يجعل المرأة في المقابل
تتخيل أن زوجها لم يعد يحبها أو أنه علاقة مع امرأة أخرى .
ومن جانبه قال الخبراء العرب الذين شاركوا في المؤتمر، إن أكثر من نصف
الرجال العرب فوق سن الخمسين مصابون بالضعف الجنسي، وترتفع النسبة في دول
الخليج إلى أكثر من 60 في المئة، وذلك بسبب ارتفاع معدلات امراض السكري
وضغط الدم وتصلب الشرايين، الناجمة عن السمنة وعدم ممارسة الرياضة
والتدخين، بالاضافة إلى أسباب وراثية .
وأشارت دراسة حديثة أصدرتها شركة “باير” إلى أن 62 في المئة من الرجال
السعوديين فوق سن الخمسين تعرضوا إلى مشكلات جنسية، ونحو 61 في المئة في
الإمارات، في حين أشار خبراء عرب شاركوا في المؤتمر، أن النسبة تصل في كل
من مصر ولبنان وباقي الدول العربية إلى 50 في المئة .
ويقول الخبراء إن الضعف الجنسي لدى 50 في المئة من اجمالي المصابين بالعجز
الجنسي حول العالم نفسية، بسبب تزايد حالات الاكتئاب والبطالة وصعوبة
المعيشة، لا سيما خلال العامين الماضيين مع اندلاع الأزمة المالية العالمية
التي نتج عنها فقدان ملايين الموظفين حول العالم وظائفهم، على اعتبار أن
“الانحسار في ساعات النهار يولد انحساراً مماثلاً في الليل” .
وما زالت الحبات “الزرقاء” و”البرتقالية” و”الصفراء”، تلقى رواجاً في
المنطقة العربية، وأكد الأطباء العرب، أن إقبال المستهلكين في المنطقة
العربية على أدوية المقويات الجنسية تجاوز المتوقع، وقدروا أن الرجال في
المنطقة ينفقون أكثر من خمسة بلايين دولار سنوياً على هذا النوع من الأدوية
المعتمدة دولياً، ويرتفع الرقم إلى الضعف إذا أضيفت إليه الأدوية المقلدة
والمغشوشة . وتشير بعض الإحصاءات إلى أن السعوديين ينفقون نحو 5 .1 مليار
دولار سنوياً على هذا النوع من الأدوية، يليهم المصرين بنحو مليار دولار،
ومثلهم اليمنيين، ثم المقيمون في الإمارات بنحو 500 مليون، تليها الدول
العربية الأخرى .
واشارت مصادر طبية شاركت في المؤتمر، إلى أن “فياغرا” و”سياليس” و”لفيترا”
تسيطر على الحصة الأكبر من سوق المنطقة العربية، تليها “اينيغرا” و”تاليس”
و”تاغرا” و”بريلوكس” .
ورغم نجاح أدوية العجز الجنسي المعروفة في حل مشكلة ملايين البشر، غير ان
بعض مستخدميها يصابون بأعراضها الجانبية والتي تتنوع من شخص إلى آخر، فقد
تحدث انتفاخات بالوجه أو حساسية للضوء أو صدمة وضيق تنفس أو ضعف عام أو ألم
ورعشة أو سقوط مفاجئ أو آلام بالصدر أو قيء والتهابات باللثة واللسان
والمعدة والأمعاء والقولون والمفاصل وآلام بالعظام . وفي حين يتم انتاج بعض
الأدوية العالمية في بعض دول المنطقة، غير أن بعض الأطباء العرب الذين
شاركوا في المؤتمر، أكدوا ان بعض المرضى يلجأون إلى الفياغرا السورية أو
الهندية المقلدة والأدوية المغشوشة أو المهربة، بسبب رخص ثمنها مقارنة بثمن
الأدوية الأصلية، ما يضر بحصة الشركات العالمية الكبرى في أسواق المنطقة،
وقد يكون لها أعراض جانبية كبيرة .
وقد شهدت بعض الدول العربية مصادرة أطنان من الأدوية الجنسية المقلدة عبر
الحدود خلال العام الجاري، بينها كميات ضخمة ضبطتها جمارك دبي، تشمل نحو 7
ملايين قرص وتبلغ قيمتها نحو 19 مليون دولار .
وتعتبر المنطقة العربية من بين الدول التي تنتج الأدوية المغشوشة، حيث تشكل
حصتها نحو 7 في المئة من الإنتاج العالمي، فيما تحتل الصين والهند صدارة
الدول المنتجة، وتعاني معظم الدول العربية لا سيما الفقيرة منها من انتشار
هذه الأدوية في أسواقها بسبب رخص أسعارها مقارنة بالأدوية الأصلية.