.نجح فريق طبى من جامعة جورج تاون فى واشنطن، بقيادة البروفيسور المساعد جى إيان
جاليكانو فى تحويل المادة الأولية التى تتكون منها الحيوانات المنوية البشرية،
واسمها «سبيرماتوجونيال» إلى خلايا منتجة للأنسولين، وهو ما حقق نجاحاً حين استخدمت
هذه الخلايا مع الفئران، خاصة فى تنظيم معدلات السكر فى دمها، ويتوقع العلماء نجاح
هذه التقنية مستقبلاً فى علاج السكر من النوع الأول.
أسلحة جهاز المناعة
قرأت فى المجلة الطبية البريطانية منذ عدة شهور تساؤلات حول الإفراج عن
«المقرحى» المتهم فى قضية طائرة لوكيربى وكيف أن العالم وقف ضد قرار القضاء
الأسكتلندى الذى اعتمد على تقرير الأطباء البريطانيين فى أن السرطان استفحل فى
الجسم وأن «المقرحى» لن يبقى على قيد الحياة إلا ٣ أو ٤ شهور، ومن ثم تم الإفراج
عنه، واستقبل فى ليبيا استقبال الأبطال، ومرت الشهور وظل المقرحى حياً بالرغم من
استفحال السرطان فى جسده، ماذا حدث فى جسم هذا الرجل؟.
كذلك شاهدت الكثير من مرضاى الذين يعانون من أمراض عضوية خطيرة، وقد توقع لهم
الأطباء الحياة فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع، لكنهم صمموا على البقاء حتى يأتى
أولادهم من الخارج أو لقضاء بعض الأمور المهمة.
التفسير العلمى لكل هذه الظواهر أن هناك علاقة واضحة بين جهاز المناعة الذى يعطى
الطاقة للخلايا فى الجسم لمقاومة أى مرض وبين مزاج الإنسان، فكلما كان الفرد يتمتع
بما يقال عنه جودة الحياة أو الصحة النفسية، من الأمل، والطموح، والاستقرار النفسى
ومن روح الانبساطية والفكاهة والدعابة -عمل جهاز المناعة بكفاءة.
ففى تاريخ الطب هناك معجزات تؤكد أن السرطان أو أمرضاً خطيرة يئس منها الطب
وفشلت معها كل العلاجات، ثم اختفى المرض من الجسم، وعاود الفرد نشاطه العادى وذلك
بفضل علاقة الإرادة ونفسية الإنسان وجهاز المناعة.
يتكلمون فى الغرب كيف أن «المقرحى» بعد عودته إلى ليبيا بين أسرته وأصدقائه
ووطنه، عادت إليه الحياة، بعد أن كان يائساً، مسجوناً، مريضاً ليس أمامه إلا الموت،
وحدثت المعجزة واستطاع مقاومة المرض العضال، فكيف استطاعت الحالة النفسية أن تقوى
جهاز المناعة؟!.
لقد عرفت بعض السيدات ذوات العزيمة والإرادة وأصررن أمام طبيب السرطان على أن
العلاج الكيميائى لن يسقط شعورهن لأن الله معهن، ولقد سخر الطبيب الفرنسى المعالج
من كلامهن، وعند متابعته لهن وجد أن إصرارهن وإرادتهن حققا التوقعات ولم يسقط الشعر
ولم يحتجن لأى غطاء للرأس أثناء العلاج الكيميائى.
ويتجه العلماء للاعتقاد بأن الله خلق فى الإنسان مخين أحدهما فى الجمجمة والآخر
فى جهاز المناعة، حيث إنه وجد أن الموصلات العصبية، والبيبتايدس والمواد الأخرى
التى يفرزها المخ تأتى من جهاز المناعة.
وهناك علاقة ارتباطية، فكلما تحسن المزاج والحالة النفسية زادت قوة جهاز
المناعة، أما الأسى، والحزن، والاكتئاب فتضعف جهاز المناعة، ولذا نسمع كثيراً، عن
جلطة المخ أو القلب عند فقد عزيز، أو ظهور السكر بعد حدث مؤلم، أو بداية الروماتويد
بعد صدمة عصبية، أو ارتفاع الضغط بعد التعرض لكروب الحياة أو الإحباط.. إلخ.
إن الصحة النفسية والتفاؤل ووجود الأمل والصبر والابتسامة، والإصرار والإيمان
-قد تقوم بمعجزات قد يعجز الطب عن تحقيقها، فالسعادة معدية، والابتسامة تشع على
الآخرين وكذلك اليأس والاكتئاب قد ينتشران على من حولهم.
دعنا نسلك طريق الأمل والتفاؤل والإيمان.. وجودة الحياة.