.«رويترز»: خلافة «مبارك» فى مصر تحولت إلى «تخمينات».. وإخماد المعارضة
يشير إلى استبعاد الشعب من المشاركة فى اختيار الرئيس
.[size=9]
تناولت وكالة «رويترز» فى تقرير جديد لها المخاطر السياسية التى تجدر متابعتها
فى عدة دول شرق أوسطية هى: مصر والسعودية وإيران وغيرها، وقالت إن عدم الاستقرار فى
قضية انتقال السلطة فى مصر والمملكة العربية السعودية يزداد تفاقما، وأن التوترات
التى يسببها البرنامج النووى الإيرانى والاضطرابات التى يشهدها اليمن سيكون لها أثر
على الشرق الأوسط خلال ٢٠١١.
وحول مصر، قال تقرير الوكالة إن الرئيس حسنى مبارك جعل المصريين يخمنون ما إذا
كان سيسعى لفترة رئاسة أخرى مدتها ٦ سنوات عام ٢٠١١، أم أنه سيساعد على تولية نجله
جمال السلطة، أم أنه سيختار شخصية أخرى لخلافته.
وقال التقرير إنه إذا كان يمكن استخلاص أى نتيجة من إخماد كل أشكال المعارضة
تقريبا فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت يوم ٢٨ نوفمبر الماضى، فهى أن الشعب
المصرى لا يمكن أن يتوقع أن تكون له كلمة مسموعة بشكل فعلى فى اختيار رئيسهم، موضحة
أن أغلب المصريين لم يشهدوا رئيسا آخر سوى مبارك الذى أبقى على قانون الطوارئ منذ
توليه السلطة عام ١٩٨١.
وقال التقرير إن هناك قدرا كبيرا من التكهنات بأنه ربما يحاول تسليم السلطة إلى
نجله جمال (٤٦ عاما)، وهو رجل أعمال تحول للعمل السياسى والذى أجرى حلفاؤه فى
الحكومة إصلاحات استهدفت تحرير الاقتصاد، موضحاً أن مبارك وجمال ينفيان مثل هذه
النوايا، لكنه أضاف أن من العقبات التى تواجه مبارك الابن خلفيته غير العسكرية فى
بلد ظل يحكمه ضباط سابقون منذ ثورة ١٩٥٢.
شهدت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية عام ٢٠٠٥، لكن طبقا للقواعد الحالية أصبح
من شبه المستحيل على أحد الترشح فى الانتخابات دون مساندة من الحزب الوطنى
الديمقراطى الحاكم. لذلك فمن المرجح أن يجرى اختيار أى زعيم جديد خلف الأبواب
المغلقة وليس من خلال الانتخابات.
وقال التقرير إن الحزب الحاكم يعتبر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميا خصما
يعتد به أكثر من الأحزاب المعارضة العلمانية الأخرى. ولم تفز الجماعة، التى كانت
تمثل أكبر تكتل معارض فى البرلمان السابق، بأى مقاعد فى الجولة الأولى من انتخابات
مجلس الشعب والتى وصفتها بأنها مزورة وقاطعت الجولة الثانية، لكن أعضاء الجماعة لم
ينطلقوا إلى الشوارع احتجاجا على هذه النتائج.
وأضاف التقرير أن مصر تتوقع أن يحقق الاقتصاد نموا قدره ٧% فى السنة المالية
المقبلة، مقارنة بـ٦% خلال العام المنصرم، وتراجع التضخم لكنه مازال يزيد على ١٠%،
ومازال معدل التضخم فى المواد الغذائية يزيد على ٢٠% مما يزيد من الصعوبات التى
تواجه نحو ٤٠٥ من المصريين الذين يقل دخلهم عن دولارين يوميا.
وحول السعودية، قالت الوكالة، إن المخاوف بشأن انتقال السلطة فى المملكة طفت على
السطح مجددا فى أكبر دولة مصدرة للنفط مع مرض الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبسبب ما
أشيع أيضا عن مرض ولى العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وبعد ترتيب فى الخلافة
وتعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز المحافظ نائبا ثانيا لرئاسة مجلس
الوزراء، فبات مسؤولا عن شؤون المملكة حال غياب الملك وولى العهد. ويتخوف السعوديون
من أنه ربما يبطئ الإصلاحات التدريجية التى أجراها الملك عبدالل.
وقالت الوكالة إن حدوث أى هزة فى القيادة السعودية يثير مخاوف من حدوث أى أثر
على إمدادات النفط العالمية أو على السياسات بمنطقة الخليج والشرق الأوسط. وحتى
الآن لم يتول العرش سوى أبناء الملك عبدالعزيز ويدعمهم رجال دين أقوياء، ومازال
هناك كثيرون من أبنائه على قيد الحياة أغلبهم فى السبعينيات والثمانينيات من العمر،
ولم تنتقل المناصب الكبرى بعد إلى الجيل التالى، ويتنافس الأمراء الأصغر سنا على
تولى المناصب المهمة.
ومن التحديات الكبرى التى تواجه المملكة الإسكان وتوفير وظائف للسعوديين وربما
يساعد ذلك السعوديين على إبعادهم عن الانضمام لصفوف المتشددين.
وقالت الوكالة إن البرلمان العراقى أقر حكومته الجديدة منذ يومين بعد ٩ أشهر من
انتخابات لم تسفر عن فائز واضح وأحدثت حالة من الشلل السياسى وعطلت الاستثمارات
لإعادة بناء البلاد بعد الحرب، موضحة أن التصويت على الحكومة أبرز الخلافات التى
استمرت حتى اللحظة الأخيرة، والانقسامات العرقية والطائفية التى مازال يعانى منها
العراق.
ولم يختر رئيس الوزراء نورى المالكى بعد وزراء لحقائب حيوية مثل الدفاع
والداخلية، رغم أنه تم إسناد رئاسة المجلس الوطنى للسياسات لغريمه إياد علاوى لضمان
مشاركة القائمة العراقية فى الحكومة، لتبديد المخاوف من الانزلاق مجددا للعنف
الطائفى، بينما تواصلت هجمات المسلحين منذ إنهاء الجيش الأمريكى رسميا العمليات
القتالية فى أغسطس الماضى، وتولى القوات العراقية المسؤولية الأمنية.
وفى حين أن ٥٠ ألف جندى أمريكى مازالوا يتمركزون هناك قبل انسحاب كامل بنهاية
٢٠١١، فإن مجرد تصور أن واشنطن نفضت يديها بشكل فعلى عن العراق ربما يثير صراعا
داخليا وتدخلا خارجيا. ويعانى العراق من بطء العمل فى مشروعات الطاقة، بينما يتابع
العراقيون تحسن الوضع وإنهاء معاناتهم من انقطاع الكهرباء والبطالة وانعدام الأمن
بفارغ الصبر بينما يتصارع الساسة، ويخشى البعض من أن يكون العراق ما بعد الحرب بصدد
التحول إلى دولة إسلامية متشددة.
وقالت الوكالة إن اليمن الذى يعانى من الفقر المدقع أصبح ملاذا لمقاتلى القاعدة
الذين يهددون بشن هجمات خارجية بعد العثور على طردين ملغومين فى طريقهما إلى
الولايات المتحدة مؤخرا, وأعلن تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، مقره اليمن،
مسؤوليته عن الطردين، بعد المحاول الفاشلة لتفجر طائرة ركاب أمريكية من أمستردام
إلى الولايات المتحدة العام الماضى، وهاجم متشددون عدة أهداف حكومية منها مقار
للمخابرات فى الجنوب أسقطت عشرات القتلى. وتخشى السعودية والغرب أن يحول تنظيم
القاعدة فى جزيرة العرب «اليمن» إلى نقطة انطلاق للهجمات فى المنطقة وخارجها.
وكثفت واشنطن من التدريبات والمعلومات والمساعدات العسكرية المقدمة للقوات
اليمنية وأعانتها على شن هجمات استهدفت مخابئ المتشددين. وأحجم المستثمرون عن العمل
فى اليمن بسبب الاضطرابات السياسية، بينما يعانى نحو ثلث القوة العاملة فى اليمن من
البطالة كما أن دخل أكثر من ٤٠% من سكان اليمن البالغ عددهم ٢٣ مليون نسمة يقل عن
دولارين يوميا ويتراجع إنتاج النفط وتزداد أزمة المياه تفاقما.
وحول إيران، قالت الوكالة إن طهران وافقت على الاجتماع مع القوى الكبرى مرة أخرى
فى يناير المقبل بعد استئناف المحادثات حول برنامجها النووى بعد توقف أكثر من سنة،
لكنها تصر على أن حقها فى تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض، ولا يبدو أن هناك
اتفاقا فى الأفق، وأن واشنطن وإسرائيل لا تستبعدان العمل العسكرى فى حالة إخفاق
الدبلوماسية المدعومة بالعقوبات.
وأظهر الرئيس أحمدى نجاد أن له اليد العليا فى الصراعات السياسية الداخلية بعد
إقالته وزير خارجيته منوشهر متقى بجانب حصوله على دعم المرشد الأعلى على خامنئى،
لكن الكثير من أعضاء البرلمان يشعرون بالقلق بسبب تراكم قدر كبير من السلطة فى يد
الرئيس.
وقالت الوكالة إن الاقتصاد ربما يكون نقطة الضعف لنجاد، حيث يعانى ضغوطا بسبب
العقوبات الصارمة التى أضرت بقطاعى المال والطاقة والتى أجبرت الحكومة على رفع
أسعار الوقود ٤ مرات فى إطار خطط إلغاء الدعم الحكومى للوقود والمواد الغذائية
تدريجيا.[/size]