وصلت نسبة المطلقات فى مصر إلى مليونين ونصف مطلقة، وهذا الرقم يجعلنا نقف فى انتظار قنبلة موقوتة لأن الانفصال ينتج عنه أطفال غير أسوياء، وبنات تشعر بالتفكك الأسرى وأبناء يفتقدون معنى وقدسية الأسرى، وقد قتل بحثا فى معرفة هل السبب فى المتزوجين؟ أم أن المشكلة فى ظروف الحياة؟ أم تدخل لأهل والأقارب فى حياة الزوجين هو المشكلة، وأكد الدكتور محسن خضر، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية العربية للإصلاح التربوى، على أن كل هذه الأسباب السابق ذكرها تلعب دورا كبيرا فى انهيار وتفكك الحياة الزوجية.
وفى السياق نفسه علق د.محسن وقال لم تعد ظاهرة الطلاق فى المجتمع العربى بشكل عام مسألة فردية، بل هى مسألة مجتماعية فى الصميم، ويكفى أن نشير إلى أن نسبة الطلاق فى المجتمع الإماراتى 60% لزيجات فى العام الأول، وفى مدينة جدة تصل لـ50%، وفى مصر تنخفض قليلا عن هذه النسبة، وهى نسبة محبطة بكافة المقاييس، وتعكس أن الأزواج الجدد على قدر من الهشاشة بحيث لا تمكنهم من مواجهة الضغوط الاجتماعية والأسرية، وخاصة فى السنوات الأولى من الزواج، وفى رأيى أن العجز ليس مسألة فردية أو قدرة فردية، بل إن حجم الضغوط الاجتماعية من غلاء ووسائل انتقال وضغوط العمل والإعلام، بالإضافة لتدخلات الأقارب يجعل الفشل الزواجى شأنا عاما، وليس مسألة خاصة.
وأضاف د.محسن أننا ليس لدينا فى مصر ما يسمى بـ"ثقافة الزواج" وخاصة أن أغلب الارتباطات المبنية على العلاقة العاطفية فى العامة تنهار أمام الواقع اليومى المختلف بعد الزواج، لقد أصبح لدينا فى مصر أزواج، لكننا ليس لدينا زواج، يعنى أفراد متزوجين، ولكن دون كيان مؤسسى قومى راسخ يسمى الحياة الزوجية القادرة على مواجهة الحياة المفروضة على الزوجين، كما كان الحال مع أمهاتنا وآبائنا.
وأتصور أن المجتمع المصرى لابد وأن يعد نفسه لظواهر جديدة أصبحت مرتبطة بالعلاقة الزوجية مثل العنوسة، وارتفاع ظاهرة المطلقات، وظاهرة الزواج العرفى، والعجز الجنسى، والخيانة الزوجية، فهذه أعراض مرتبطة بتعسر مؤسسة الزواج فى مجتمعنا، وهو ما يحتاج لتغيير ثقافة الأزواج والارتباط، بحيث يقبل الطرف الآخر أن يتزوج من امرأة مطلقة، والعكس صحيح، وأن نكون أكثر جرأة فى الاهتمام بالثقافة والتربية الجنسية، أما عن طريق المؤسسة التعليمية أو عن طريق التعليم اللانظامى كالإعلام والمؤسسة الدينية ومؤسسة المجتمع المدنى، ومحاولة اهتمام وزارة الأسرة والسكان وباقى الجهات الرسمية بالبحث فى مشكلات الخرس الزوجى، والعجز الجنسى، وتتعامل معها بشكل دورى وتجد لها حلول فعالة، وهذا من خلال إعطاء التيات والشباب دورات فى الإرشاد الأسرى والزواجى، بحيث لا يكون الزواج بعيداً عن التصور الموجود لدى الطرفين.
ومن ضمن العوائق التى تدمر مؤسسة الزواج هى عدم قدرة الأب والزوج على تلبية متطلبات أسرته وأطفاله وتجعله يتحول لشبح لا يراه أبناءه إلا فى العطلات الرسمية، كذلك ما تقوم به بعض الفتيات من أن تحب شاباً فى مثل عمرها، ولكنها تبحث عمن هو أكبر ولديه قدرة على الزواج، وهذا من شأنه يسبب اتساع فجوة الطلاق المبكر الذى تحل الواقعية بقسوتها محل المشاعر السامية والمقدسة التى ينطوى عليها مشاعر الحب السامى