بعد 19 يوما من البحث والتحرى، أسدلت أجهزة الأمن المصرية الستار على حادث إستشهاد اللواء إبراهيم عبدالمعبود مدير إدارة البحث الجنائى بمحافظة السويس وإصابة ضابطين أخرين، وذلك بعد نجاحها فى قتل المتهم الرئيسى فى الحادث المسجل شقى خطر أحمد عيد مرشد "27 سنة" بعد محاصرته فى مغارة جبلية بمنطقة أم خبيزة بوسط سيناء، حيث أطلقت عليه مايقرب من 70 رصاصة أصابته 3 منها فى رأسه وقلبه ورئته اليمنى، بعد رفضه تسليم نفسه وقيامه بإطلاق وابل كثيف من النيران على القوة المكلفة بضبطه. تم نقل جثة المتهم إلى مشرحة مستشفى الإسماعيلية العام وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق .
وكشف مصدر أمنى رفيع المستوى عن تفاصيل مثيرة فى حادث مصرع المتهم، حيث أكد أن عملية حصار المتهم التى إنتهت بمصرعه فى وقت متأخر من مساء أمس بدأت بمعلومة تلقاها فريق البحث المكلف بالقبض عليه من أحد المصادر السرية تفيد بإختبائه داخل إحدى المغارات بمنطقة أم خبيزة الجبلية الوعرة بوسط سيناء .
أضاف المصدر أنه فور إخطار حبيب العادلى وزير الداخلية بهذه المعلومة أمر على الفور بتجهيز قوة كبيرة من رجال الشرطة وتزويدها بكافة الإمكانيات البشرية والتقنية التى تمكنها من ضبط وإحضار المتهم دون وقوع أية إصابات، مشيرا إلى أنه تم تزويد القوة بعدد كبير من المدرعات وسيارات الشرطة وعدد كبير من الضباط والأفراد ، بالاضافة إلى أجهزة رصد الإتصالات التي تمكنت من تحديد مكان إختباء المتهم بدقة خاصة وأنه كان يحمل معه هاتف محمول لمتابعة تحركات أجهزة الأمن عن طريق الإتصال بأعوانه من تجار المخدرات والمسجلين خطر .
وأشار المصدر إلى أن قوات الشرطة المكلفة بضبط "مرشد" إضطرت للسير ليلا نحو 30 كيلو داخل عمق الصحراء عبر مدقات ودروب جبلية وعرة وبصحبتها دليل من البدو لديه دارية بالمنطقة للوصول إلى مكان إختباء "مرشد" وقامت بتطويق المنطقة بالكامل لمنع هروبه، موضحا أنه فور وصول رجال الشرطة إلى المغارة وما أن شعر بهم المتهم حتى قام بإطلاق النار عليهم على الرغم من النداءات المتكررة التى وجهها له رجال الشرطة بتسليم نفسه إلا أنه رفض وقام بإطلاق وابل كثيف من النار بإتجاه أفراد القوة الذين إحتموا بالمدرعات والمصفحات ورفضوا تبادل إطلاق النار معه وإستمروا فى توجيه النداءات له لما يقرب من ربع ساعة إلا أنه إستمر فى اطلاق الرصاص عليهم الأمر الذى دفعهم لمبادلته إطلاق النار وإصابته بما يقرب من 70 رصاصة 3 منها أصابته فى قلبه ورأسه ورئته اليمنى ليلقى مصرعه على الفور .
وأكد المصدر أنه تم العثور على سلاحين آليين وصندوق ذخيرة وكيس هيروين بمكان إختباء المتهم بالإضافة إلى سيارة نقل بدون لوحات معدنية كان يستخدمها في التنقل بين العريش والإسماعيلية والسويس عبر الطرق والدروب الصحراوية بسيناء، وقال المصدر إنه تم نقل جثة المتهم إلى مشرحة مستشفى الإسماعيلية العام وأنه تم وضعها تحت تصرف النيابة العامة.
وكان مرشد قد قام في العاشر من شهر سبتمبر الجاري بإطلاق الرصاص على سيارة كان يستقلها اللواء عبد المعبود واثنين من الضباط مما أدى إلى إستشهاد اللواء عبدالمعبود نتيجة إصابته برصاصات قاتلة في الرأس وإصابة الضابطين وهما المقدم أحمد البهي والرائد أحمد يسري .
جدير بالذكر أنه ومنذ إستشهاد اللواء إبراهيم عبدالمعبود وإصابة ضابطين أخرين فى 10 سبتمبر الجارى أمر حبيب العادلى وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى يضم عدد كبير من مفتشى الأمن العام بالاضافة إلى ضباط وقيادات إدارات البحث الجنائى بمديريات أمن الإسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء لكشف غموض الحادث الأجرامى وضبط مرتكبيه .
أسفرت جهود فريق البحث الذى أشرف عليه اللواء عدلى فايد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام وقاده اللواء احمد عبدالباسط مدير مباحث الوزارة عن ضبط 3 متهمين فى الحادث سليم سالم سالمان سالم وشهرته مازن "21 سنة-عاطل" ومقيم بمنطقة فيصل بالسويس ومطلوب ضبطه فى قضية إطلاق نار على سيارة شرطة، وأحمد سالمان حمدان سالم وشهرته خالد "21 سنة - عاطل" ومقيم بقرية أبوبلح بالاسماعيلية وبصحبتهما فتاة تدعى ثريا أسامة عبدالعزيز وشهرتها سالى "25 سنة" حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق ومقيمة بمنطقة عين شمس بالقاهرة، بالإضافة الى مصرع المتهم الرئيسى فى القضية أحمد عيد مرشد، ليسدل الستار على القضية بعد نجاح أجهزة الأمن وخلال وقت قياسى فى ردع تجار المخدرات والمسجلين خطر والخارجين عن القانون .
صور المتهمين فى الجريمة