تطبيع من تحت لتحت.. هذا باختصار ما يشخص حالة الانفصام في العلاقة بين الشعب المصري والكيان الصهيوني، حيث كشفت تقارير صحفية عن محاولات إسرائيلية لفرض التراث العبري في السوق السوداء المصرية، وجعل اللغة العبرية مسموعة ومتعارفا عليها بين المصريين.
وحسبما ذكرت صحيفة "الوفد" الحزبية المصرية المعارضة أن فضيحة الأغاني المسروقة لم تظهر بإسرائيل في الداخل فقط أنما بدأت تغزو الأسواق العربية.
و كشفت شرطة المصنفات المصرية عن أغاني لمغنين وملحنين مصريين طرحت في البومات بالأسواق بأصوات مغنيين إسرائيليين ، وعلي رأسهم عمرو دياب ومصطفي قمر وهشام عباس، حتى شعبان عبد الرحيم المطرب الشعبي الشهير بـ "شعبولا" الذي يثير زوبعة مع كل أغنية يقدمها إذ ان إحدى المغنيات الإسرائيليات قدمت الحانه بكلمات عربية .
وذكرت شرطة المصنفات الذي صادرت هذه الشرائط أن هناك أكثر من 42 ألبوماً لمطربين إسرائيليين يقدمون أغنيات لمطربين مصريين كلها بنفس الألحان مع الاختلاف في الكلمات أحياناً وأخري بنفس الكلمات وباللغة العربية.
إغراق السوق المصريةوقال مصدر بالمصنفات الفنية أنهم فوجئوا خلال السنة الماضية بأكثر من ألبوم يغرق الأسواق المصرية إسرائيلي الطابع ومن الواضح انه أعيد نسخه في مصر أو انه نسخ في بلدان مجاورة ، وأن تلك الألبومات أعادت توزيع أغنيات مصطفي قمر وهاني شاكر وعمرو دياب وفي أحيان أخري قدم المطربون نفس الأغاني باللغة العربية.
ومن أبرز المطربات الإسرائيليات اللاتي اغرقن السوق المصرية بأغنياتهن العربية خلال الخمسة أعوام الأخيرة المطربة أفرا هازر وهي المشهور عنها إعادة تراث أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وهي التي انتشرت ألبوماتها بقوة في مدن شرم الشيخ ودهب ومحافظة شمال سيناء ومنها نزلت سوق القاهرة والإسكندرية والمدن الكبرى.
الملاحظ أن البومات أفرا التي تقدمها باللغة العربية وتعيد نفس الأغاني باللغة العبرية والتي تواجدت في سوق محافظات شمال وجنوب سيناء كانت البومات أصلية تتعرض للنسخ من جديد قبل نزولها القاهرة والإسكندرية ما يعني أن هناك من يتعمد نسخ تلك الشرائط وإعادة توزيعها.
أم كلثوم في المعبدوكانت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت أن الحان أم كلثوم وعبدالوهاب وداود حسني ترتل في المعابد اليهودية في إسرائيل كترانيم وتسابيح دينية تتلي أثناء الصلوات علي جموع المصلين داخل المعبد حيث يتم تغيير كلمات الأغاني العربية وتبديلها بعبارات مديح وتسبيح لله مع الاحتفاظ بنفس اللحن.
وأشارت الصحيفة إلى انه الأغرب من ذلك أن المنشدين لهذه التراتيل يستمعون لآيات الذكر الحكيم أيضا من أجل محاكاة طريقة ترتيل قارئي القرآن وتطبيقها في تواشيحهم وتراتيلهم الدينية حتي إن إذاعة القرآن الكريم المصرية تظل مفعلة داخل بيوت هؤلاء المرتلين طوال 24 ساعة بل وداخل سياراتهم أيضا.
ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء المنشدين يدعي "موشيه حبوشا" ـ من أصول عراقية ـ قوله انه ورث هذه المهنة عن جده جورجي يائير الذي كان يعد أحد كبار المنشدين في بغداد والقدس وانه احتفظ بعدد كبير من التراتيل للحفاظ علي النطق العراقي وكان دائم التسجيل لأغاني عبدالوهاب وأم كلثوم وصبغها بطابع يهودي ديني بعد ذلك وأنه بدأ الاستماع لأغاني عبدالوهاب منذ أن كان عمره 14 عاما وأنه يفضل الاستماع إلي المصدر العربي للأغنية ليفهم ماذا يريد المطرب من الأغنية سواء كانت أغنية سعيدة أو حزينة ثم يحول ما يقوله المطرب بطريقته إلي ترتيل مقدس.
ويقول حبوشا إنه يستخدم ألحان أم كلثوم وعبد الوهاب وداود حسني الذي كان يهوديا من القرائين "أي من قارئي التوراة وحفظته" وكتب العديد من الأغنيات نقلت إلي العبرية.
ويفضل "حبوشا" الموسيقي المصرية عن أي موسيقي أخري وهو يدرس مقاماتها وتاريخها ويقول إنه من محبي عبد الوهاب والشيخ زكريا أحمد ويحب سماع صوته وصوت سعاله أيضا.
وأضاف أنه يحب حتى الأغاني الوطنية التي غناها عبد الوهاب والموجهة ضد إسرائيل وهناك أغنية له عن فلسطين يقوم بترديد لحنها في الصلوات في أكثر الأماكن قدسية فهو يري أن الكلمات في جانب واللحن في جانب آخر إلا أنه سبق وغني هذه الأغنية بكلماتها العربية الأصيلة