صورة سيدة تدلت قدماها بين الجرار والعربة الأخيرة.. تلك الصورة التى بثها التليفزيون وعرضتها الصحف.. صورة لن ينساها أهالى قرية «أطواب الوسطى»، فهى لجارتهم نوارة إبراهيم على التى لقيت مصرعها مع زوجة ابنها اعتدال إبراهيم عبدالباقى.
سعد هاشم، ابن نوارة وزوج اعتدال، قال وصوته مخنوق ودموعه لا تتوقف: «مشهد يوم الحادث أتخيله كل لحظة من قسوته.. مشهد لا يمكن أن أنساه من ذاكرتى.. أمى وزوجتى نقلتهما لمثواهما الأخير بيدى، فوجئت يوم السبت الساعة السابعة مساء بتردد الأقاويل وسط أهالى القرية بحدوث حادث واصطدام القطارين القادمين من الجيزة وأسيوط،
وأنا أعلم أن والدتى وزوجتى يستقلان هذا القطار لانهما عائدتان من الجيزة، أسرعت إلى مكان الحادث وأصبت بصدمة شديدة حينما شاهدت والدتى معلقة على القطار الذى نفذ فيها حكم الإعدام، انحشر رأسها بين حديد القطار وتعلق جسمها خارجه ٦ ساعات كاملة، كانت معلقة كالذبيحة، طلبت الرحمة من المسؤولين ومن فرق الإنقاذ انتشالها رحمة بهذه السيدة المسنة التى تسعى للعمل رغم كبر سنها لمساعدتى أنا وأولادى الستة، ٦ ساعات كاملة أصبحت «فرجة» للكل أهالى البلاد المجاورة.
فى صباح اليوم التالى دخلت إلى المشرحة ووجدت عددًا كبير من السيدات ٣ منهن مشوهات تمامًا لكنى تأكدت أن زوجتى ليست بينهن لأنهن طويلات القامة، وتم فتح ١٥ درجًا وأثناء رؤية الجثث تمكنت من التعرف عليها ورغم التعرف عليها فإن المسؤولين طلبوا منى دليلاً يؤكد أنها زوجتى فاخبرتهم بأنها تضع فى (كيس النقود) رقم هاتفى المحمول،
وبالبحث وسط الأوراق التى بحوزتها تبين وجود اسمى ورقمى» أنهى كلامه مرددًا «كل ما أتمناه أن حقهما لا يضيع «تركوا ٦ أولاد من بينهم ٢ مصابان بروماتيزم القلب يحتاجان إلى أشعة وعلاج أسبوعى يصل ثمنه إلى ٢٠٠ جنيه».