لم تكد تنتهي أزمة "بائعة الفصفص" التي نشبت بين الداعية السعودي عائض القرني والمعترضين عليه من الكتّاب والمثقفين السعوديين، حتى أحيا الشيخ قوله القديم حول جواز كشف المرأة لوجهها، في مؤشر على احتمال نشوب سجالات جديدة بين القرني ومخالفيه في الرأي من الدعاة والمشايخ هذه المرة.
وكان الداعية السعودي، الذي وُصف بـ"الفنان المقموع"، أرضى كبار العلماء في المملكة، بالتراجع عن فتواه بجواز كشف المرأة وجهها في السعودية، عندما ضجت ساحة المعترضين قبل سنتين، بعد الفتوى التي نقلتها حينها المخرجة السعودية هيفاء المنصور.
وأفتى القرني السائلة أم عبدالرحمن في برنامجه على قناة "اقرأ" أخيراً بجواز كشف المرأة المغتربة وجهها في حال تعرضها لمضايقات.
وجاء ذلك رداً على سؤال أم عبدالرحمن التي قالت إنها طالبة تدرس في بريطانيا، وتسأل عن حكم كشفها وجهها مع الاحتفاظ بحجابها الإسلامي (غطاء الرأس)، فأجاب الشيخ عائض بأن "كشف الوجه جائز وواسع وهي فتوى عند الشافعية والأحناف والمالكية"، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" بنسختها السعودية، الثلاثاء 15-9-2009.
ومع أن معظم العلماء متفقون على جواز الكشف عند الضرورة، فإن الحديث مجدداً من القرني الذي صاحب كل تصريح له جدل واسع، يتوقع أن يثير ردود أفعال تتجاوز الفتوى الفقهية إلى أبعادها وظروفها المكانية والزمانية.
وتعود قضية "كشف المرأة وجهها" إلى رأي قديم بين الفقهاء، اختلفوا فيه، عما إذا كان يُشرع للمرأة كشف وجهها إذا كانت أمام الرجال الأجانب أم لا.
أما أزمة "بائعة الفصفص" فبدأت عندما وجّه الكاتبان السعوديان قينان الغامدي وعبده خال انتقادات لاذعة لقصيدة الشيخ القرني الشهيرة (لا اله إلا الله) التي غناها الفنان محمد عبده، حيث وصفها الأول بأنها "لا ترتقي لمستوى الشعر ولو كنت مكان محمد عبده لرفضتها"، بينما اعتبر الثاني أن القصيدة "لا تحمل شاعرية ولا تسمى شعرا، وإنما نظم شريف".
ورد الدكتور القرني على هذه الانتقادات بالقول: "الغامدي وخال لا يستطيعان تقييم القصيدة؛ لأنهما ليسا شاعرين".
وأضاف في برنامج تليفزيوني أذيع على قناة "دليل" يوم 4-9-2009: "كيف ينتقدان القصيدة.. ولو أحضرنا عجوزا نيجيرية تبيع الفصفص (اللب) لعرفت في الشعر أفضل منهما"، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لحملة انتقادات ضد القرني، دفعت الأخير إلى الاعتذار لـ"بائعة الفصفص".