/ ١١/ ٢٠٠٩
تفاصيل جديدة كشفتها التحقيقات فى جريمة مقتل طفل «٧ سنوات» على يد جارته الطفلة «٩ سنوات».. الجريمة شهدتها منطقة المرج مساء أمس الأول.. أسرة الضحية تسلمت الجثة بعد قرار النيابة بتشريحها لبيان سبب الوفاة، وأثناء الدفن علمت بخبر إخلاء سبيل الطفلة ووالدتها من سراى النيابة على ذمة التحقيقات.. الحزن هو عنوان منزل الأسرة والحيرة هى كل ما تراه فى عيونهم.. الأسرة لا تعلم أين حق ابنها ورفضت تلقى العزاء.. «المصرى اليوم» انتقلت إلى مكان الحادث والتقت بأسرة الضحية وروت التفاصيل فى السطور القادمة.
منزل صغير لا تتعدى مساحته الـ٥٠ متراً هو منزل الضحية ووالديه وأشقائه الثلاثة.. المنزل يبدو عليه الفقر بوضوح.. الأم جلست واحتضنت أطفالها الثلاثة.. الأب جلس فى الخارج يستمع إلى نصائح جيرانه الذين أحضروا له محامياً بالمنطقة لتوكيله فى القضية فى محاولة للبحث عن حق ابنه.
قال الأب: أعمل بائع خضار أحصل على مصاريف منزلى بصعوبة.. اتفقت أنا وزوجتى على تعليم أبنائنا.. الأسبوع الماضى تركنا منزلنا بالسلام وحضرنا للعيش بالمرج وسط أقاربنا.. اشترينا منزلاً صغيراً للعيش به.
«محمد» ابنى لا يتشاجر مع أحد - الحديث للأب - لم يتشاجر من قبل مع أشقائه أو أحد زملائه بالمدرسة.. الجميع يعلم أنه هادئ الطباع وليس كباقى الأطفال.. بسبب مشاجرة بسيطة مع أحد الأطفال انتهت حياته.. الطفلة المتهمة نفذت أوامر والدتها وذلك حسب شهادة «محمد ريعو» - الشاهد فى القضية - صديق ابنى، الذى طلبت من النيابة أن تستدعيه للشهادة وهو ما حدث بالفعل.
علمت بتفاصيل الجريمة من الجيران بأن ابنى تشاجر مع أحد الأطفال فى الشارع المجاور لنا.. عندما علمت والدة الطفل طلبت من ابنتها أنها إذا شاهدت ابنى مرة ثانية تعتدى عليه بالضرب لتحصل على حق شقيقها.. ويوم الجريمة حضر ابنى إلى مكان الجريمة وتقابل مع صديقه وأثناء اللعب حضرت الطفلة المتهمة وأنهت حياته بقطعة سيراميك وفرت هاربة.. علمت أيضاً أن والدة الأم شاركت فى الجريمة وذلك بمشاهدتها ابنى وهو ينزف الدماء وتجاهلها نقله إلى المستشفى لإسعافه وأنها تركته ينزف لمدة ساعة ونصف حتى حضر صديق ابنى إلى منزلنا وأخبرنا بالواقعة.
قضينا ٣ أيام وسط التحقيقات والتشريح والدفن - الكلام مازال على لسان الأب - وفى النهاية علمنا أن النيابة أخلت سبيل الأم وطفلتها.. الآن أجلس داخل منزلى لا أعلم أين حق ابنى والطفلة المتهمة ووالدتها تجلسان بالمنزل المجاور فى هدوء..
كلما أتذكر مشهد سقوط ابنى على الأرض والدماء تنزف منه على الأرض تتساقط دموعى.. أنتظر حصولى على حق ابنى وإحالة الطفلة إلى المحاكمة، ووقتها سأقيم سرادقاً أتلقى فيه العزاء فى وفاة ابنى.. الآن لا أحمل سوى أوراق تصاريح الدفن وتقرير مفتش الصحة وصورة ابنى وهذا كل ما تبق.. بجوار الأب كانت تجلس الأم تتكلم بصعوبة وتتساقط دموعها بغزارة.. تخرج منها كلمتان فقط «يا محمد إنت فين».
واصلت نيابة الأحداث تحقيقاتها فى الجريمة واستعجلت تقرير الطبيب الشرعى لبيان سبب وفاة الضحية، كما استعجلت تقرير المعمل الجنائى بشأن قطعة السيراميك التى عثر عليها رجال المباحث بمكان الواقعة، وبيان ما بها من بصمات وإن كانت هى الأداة المستخدمة فى الجريمة من عدمه..
وقال مصدر أمنى إن قرار إخلاء سبيل الطفلة المتهمة من سراى النيابة تنفيذاً لقانون الطفل الجديد وليس لاستبعادها من الجريمة وحاولت «المصرى اليوم» التحدث مع أسرة الطفلة التى تم اتهامها بالجريمة للحصول على رد منها ولكن الأسرة رفضت.