٢٤/ ١٠/ ٢٠٠٩
زوجة وصديق وقتيل.. علاقة خاصة ربطت بين الأولى والثانى والنتيجة هى زوج يتلقى ٢٥ طلقة نافذة فى الرأس والصدر والبطن.. لا يعرف لماذا القتل ولا نوع جريمته التى ارتكبها ليدفع حياته ثمنا لها.. تفاصيل الجريمة سطرها محضر الشرطة فى مركز كرداسة وكشفت تفاصيلها تحقيقات نيابة حوادث شمال الجيزة.. عندما تجلس إلى المتهمين لا تعرف نهائيا لماذا كانت الجريمة سوى «الخيانة».. الزوجة هى المتهم الأول فى القضية..
كانت تجلس بجوار نساء أهل القرية فى كرداسة.. تتلقى العزاء وتطلق الصرخات عندما وجدت رجال المباحث يقفون فوق رأسها: «تعالى شوية معانا..» ويبدأ الحوار بينها وبينهم وينتهى بعد دقائق: «أنا وعبود وراء الجريمة.. بس معرفش هو قتله إزاى.. أنا اتفقت معاه على القتل لكن فوجئت بالجريمة».
يضع رجال المباحث أيديهم على «الخيط كله» ويلقون القبض على «الشريك» بعد استئذان النيابة.. ويعترف المتهم بهدوء : «أيوه.. ربطتنى علاقة بزوجة الطبيب واتفقنا على قتله.. ويوم الحادث استدرجته إلى عزبة مجاورة لإجراء جراحة لماشية وفى منتصف الطريق قتلته وتركت جثته وسط الزراعات».
المتهمان أمام نيابة شمال الجيزة بإشراف المحامى العام الأول.. تحكى الزوجة بهدوء أمام عبدالرحمن حزين، مدير نيابة الحوادث: «أنا متجوزة من المرحوم من ٢٥ سنة.. عشت معاه وكانت كلمة دكتور تساوى كثير لما اتجوزنا.. وربنا رزقنا بأربعة أولاد.. والحياة ضاقت علينا شوية فى السنين الأخيرة.. وبدأت الخلافات..
المهم من سنة تعرفت على «شريكى» فى الجريمة.. هو جارنا فى البيت وفى أرضنا الزراعية.. وفى مرة اتقابلنا عنده فى البيت وحصل إننا أخطأنا.. وده تكرر بس قليل.. من فترة اتفقنا على أن نتخلص من «المرحوم» فى أقرب فرصة ويوم السبت اللى فات.. الله يرحمه راح الشغل وفى العصر لقيت البلد «مقلوبة».. الدكتور مات.. وأنه اتنقل على المشرحة واستلمنا الجثة ودفناها وأنا «متهمتش» حد.. لكن «عبود» - تقصد المتهم - هو اللى خلص عليه واشترى حتة سلاح.. وده عرفته بعدين لأنى مكنتش عارفة الطريقة اللى هيقتل بيها المرحوم.. ولا اتفقت معاه على ميعاد القتل. لكن بعد الجريمة اتصل بى، وقال: «أنا خلصت الله يرحمه»..
وأنا كنت بقابل المتهم فى البيت عندى وأحيانا عند أختى فى بيتها.. وده لأن جوزى كان بيعاملنى وحش ويسبّنى ويشتمنى قدام الأولاد وعبود «كان حنين». المتهم يقف أمام مدير النيابة.. «أنا عبود.. أنا مقتلتش حد.. الست دى كانت باقابلها وتربطنى بيها علاقة خاصة وكنا نتقابل فى البيت عندها أو عند أختها..أيوه إحنا من بلد واحدة بس علاقتى بالدكتور عادية وأنا مش عارف اتقتل ليه ولا مين قتله.. أنا مطلبتش من الدكتور إنه يجى معايا عزبة مجاورة لإجراء جراحة لماشية.. أنا معرفش حاجة خالص عن الموضوع».
«المصرى اليوم» التقت المتهمة.. روت تفاصيل علاقتها بالمتهم والتخطيط للقتل: «المتهم جارنا من كام سنة وعيلته غنية شوية وإحنا على باب الله.. شفته كام مرة فى الزراعات لأن أرضه جنب أرضناً وحصل بينا كلام بسيط.. وكان بيكلمنى كتير فى التليفون، وقابلته عند أختى وهو كان «جدع» وحنين وكان بيدينى فلوس كتير مش علشان «العلاقة».. لا علشان يساعدنى.. وفى مرة اتقابلنا عند أختى فى بيتها.. وبصراحة فى آخر مرة قالى لازم نخلص على الدكتور، لأنه مش عايز فضايح، وأنه كان متهماً فى قضية قتل واتحبس ٣ سنين والقتل «سهل على» وقالى «متخافيش» خالص.. أنا متكفل بكل حاجة.. ويوم الحادث عرفنى إنه خلص القصة وقتل المرحوم بالرصاص.
المتهم «٣٩ سنة».. يتجاوز طوله ١٨٥ سنتيمتراً، جسده ممتلئ وقوى.. وقف بهدوء وهو يقول: «أنا مقتلتش حد ولا أعرف شيئاً عن الموضوع ده.. أنا كنت مرتبطاً بعلاقة خاصة مع شقيقة زوجة الدكتور وكنت باديها فلوس للمساعدة وليس مقابل اللقاء.. المتهم يرد على كل الأسئلة بإجابة واحدة «محصلش.. مشفتش.. لا مش أنا».
البداية كانت ببلاغ للواء أحمد عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر، بالعثور على جثة الطبيب «٥٠ سنة».. ملقاة فى منطقة زراعية بجوار سيارته الملاكى.. تحريات المقدم أسامة عبدالفتاح، تثبت أن علاقته بجيرانه وأقاربه وأهل قريته جيدة، وأنه يخدم الجميع وأن زوجته مرتبطة بـ«علاقة غير شرعية» مع جار لها.. تحوم الشبهات حول الزوجة والجار ويتم القبض عليهما ويعترف الجار بالجريمة ويرشد عن السلاح المستخدم ومكان إخفائه وتؤكد الزوجة وجود علاقة بينهما وأنهما اتفقا على القتل.
النيابة استدعت الطبيب الشرعى وكلفته بفحص السلاح المستخدم فى الجريمة وفحص الطلقات التى استخرجت من جسد القتيل ومطابقتها مع الفوارغ فى مكان الحادث وهل متطابقة مع السلاح من عدمه.. التحقيقات فى القضية مازالت مستمرة.. الزوجة المتهمة قدمت طلباً للنيابة عن طريق محاميها قالت فيه: «أنا عايزة أدلى بأقوال جديدة.. أنا كنت تعبانة فى التحقيق اللى فات والمباحث خدتنى من عزاء المرحوم».