samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: انتصار جديد للقذافي..المقراحي مازال حيا الثلاثاء نوفمبر 03 2009, 00:01 | |
| مازال الإفراج عن المدان بتفجير لوكيربي عبد الباسط المقراحي يتصدر وسائل الإعلام الغربية ويجلب حملة انتقادات واسعة للحكومة البريطانية ، خاصة وأنه مرت ثلاثة شهور ولم يمت المقراحي مثلما جاء في مبررات إطلاق سراحه.
فمعروف أن وزير العدل الاسكتلندي كيني ماكاسكيل كان دافع عن الخطوة السابقة مستندا إلى تقارير طبية أفادت باحتمال وفاة المقراحي في غضون ثلاثة أشهر بسبب سرطان البروستاتا الذي يعاني منه.
ووفقا لتصريحات ماكاسكيل حينئذ فإن مطلع أغسطس / آب كان بداية تلك المهلة الزمنية التي حددتها التقارير الطبية ولذا لم يجد من خيار سوى الإسراع بالإفراج عن المواطن الليبي حيث يقضي القانون الاسكتلندي بعدم الإفراج عن سجين لدواع إنسانية إلا في حالة واحدة فقط وهى أنه لن يبقى أمامه سوى ثلاثة أشهر ليعيشها ، وبالفعل أفرج عن المقراحي في 20 أغسطس وذلك بعد ثلاثة أسابيع من بدء المهلة التي حددتها التقارير الطبية لوفاته.
التقديرات السابقة لم تتحقق ، حيث انتهت في مطلع نوفمبر / تشرين الثاني المهلة الزمنية التي حددتها التقارير الطبية الاسكتلندية ، ويبدو أن الصحافة البريطانية كانت تنتظر بفارغ الصبر مثل هذا الأمر لإحراج حكومة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون وتأكيد الاتهامات الموجهة لها بإبرام صفقة مع ليبيا فيما يتعلق بإطلاق سراح المقراحي .
وفي هذا الصدد ، ذكرت صحيفة "الصنداي تليجراف " البريطانية في تقرير لها في مطلع نوفمبر أن المقراحي باق على قيد الحياة رغم توقع الأطباء موته الوشيك عند خروجه من السجن .
وأضافت قائلة :" بعد مرور ثلاثة أشهر ، وضع المقراحي الصحي لم يتدهور بل هو كما كان ولا يوجد ما يشير إلى أنه في وضع مختلف عما كان عليه عند الخروج من السجن".
وتوقعت الصحيفة أن يثير ذلك جدلا جديدا في بريطانيا لأن الحجة التي ساقتها الحكومة الاسكتلندية لإطلاق سراحه كانت وفاته الوشيكة وتركه يموت وسط أهله بدلا من السجن.
ما انتهت إليه الصحيفة البريطانية يؤكد أن المعارضين لإطلاق سراح المقراحي لن يضيعوا الفرصة السابقة لمواصلة الضغوط باتجاه ابتزاز ليبيا ، خاصة وأنها تزامنت مع زيارة وفد من أعضاء مجلس العموم البريطاني إلى ليبيا لبحث ملف التعويضات التي تطالب بها أسر 147 شخصا قتلوا أو أصيبوا في الهجمات التي شنها الجيش الجمهوري الايرلندي في مختلف المدن البريطانية واستخدم فيها متفجرات يعتقد أنها جاءت من ليبيا خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي .
ووفقا لصحيفة "التايمز" ، فإن أعضاء الوفد يسعون للحصول على مبلغ 600 مليون جنيه استرليني ( حوالي مليار دولار) من ليبيا ، ونقلت عن أحد نشطاء حملة مطالبة ليبيا بتلك التعويضات القول إن مبلغ المليار دولار التي تطالب بها أسر الضحايا تم التوصل إليها وفق الأسس التي اعتمدت في دفع التعويضات لأسر ضحايا تفجير لوكيربي عام 1988 .
ورغم أن وفد مجلس العموم يجد في عدم وفاة المقراحي فرصة ذهبية لمعاودة سياسة ابتزاز ليبيا ، إلا أن الوقائع تثبت عكس ذلك ، فالزعيم الليبي معمر القذافي يدرك جيدا عمق الأزمة الاقتصادية التي تعانيها بريطانيا وأن براون غير مستعد للتضحية بتحسن العلاقات مع طرابلس وخسارة استثمارات هائلة في النفط الليبي ، مقابل الاصرار على تنفيذ مطالب أسر ضحايا هجمات الجيش الجمهوري ، خاصة وأن الحصول على تلك التعويضات لن يخدم سوى أسر الضحايا ولن يفيد في إنعاش الاقتصاد البريطاني كثيرا .
أيضا فإن الغرب لن يستطيع هذه المرة استغلال قضية تعويضات " الجمهوري " لابتزاز ليبيا مثلما حدث سابقا في قضية لوكيربي ، وهذا يرجع لحقيقة بسيطة وهى أن القذافي بات في موقف أكثر قوة ، خاصة وأن الغرب الآن في حاجة ماسة للاستثمار في سوق النفط الليبي الواعد .
ويبدو أن القذافي بات يجيد اللعبة ذاتها التي طالما اتبعها الغرب مع العرب والمسلمين ألا وهى سياسة "فرق تسد " ، فهو نجح في إحداث توتر بين الحليفين الوثيقين براون وأوباما ، حيث رفض الأخير دعوات للقاء براون أكثر من 6 مرات احتجاجا على إطلاق سراح المقراحي .
وفي حال عاود براون سياسة ابتزاز ليبيا فإنه يكون بذلك قد خسر كثيرا لأن المقراحي موجود الآن في بلاده وبالتالي فإن مصدر التوتر مع واشنطن لن ينتهي بسهولة ، هذا بالإضافة إلى أن أية محاولة لتحسين العلاقات مع واشنطن على حساب ليبيا لن تعوض بريطانيا خسارة استثمارات هائلة في النفط الليبي ، خاصة وأن الاقتصاد الأمريكي يئن تحت وطأة الأزمة المالية ولن يستطيع بأي حال من الأحوال في الوقت الراهن مساعدة الأصدقاء والحلفاء ، ولذا لم يكن مستغربا أن يخطب أحد أعضاء وفد مجلس العموم ود وعطف القذافي ، قائلا :" إن تسوية قضية تعويضات ضحايا الجيش الجمهوري من قبل الزعيم الليبي ستكون بادرة إنسانية على المستوى العالمي". | |
|