سيدي ...
اسمح لي أن أتطفل ...؟!
فانا امرأةٌ لم أعشق ...
لم أعرف ما معنى العشق ...
أسمعُ أن العشقَ جنون ... لكني لم ادخُل بابه
أسمع أن العشقَ فنون ... لكني لم اطرب يوماً
أسمعُ أن العشقَ مجون ... لكني لم اشرب كأسه
لم أُدخل أنفي في الحب ...
لم أتكلم يوماً عن قلبي ...!!
لكني اليوم ...
أو قل من هذه اللحظة ...
أصبحتُ امرأةٌ أُخرى ...!!
لا أدري كيف ...
لكني لستُ كما كُنت ...
اشعُر أني قد أصبحتُ أُنثى ...
شيءٌ ما يسري في جسدي ...
استطعمُ في ريقي طعمُ الليمون ...
أصبحتُ أُحبُ التوت ...!!
واعشقُ شيئاً لا ادري كُنهَه ...
شيءٌ كالمارد لا يُقهر ...
يتغلغل ...
يقتُل ...
يأسِرُني ...
ويُكبِلُني ...
إن انطقُ حرفاً ... يُخرسُني ...!!
إن ابكي ... لا تدمعُ عيناي ...
إن اشكي ... لا تُسمعُ شكواي ...
وأثور ... وتثورُ براكينُ الدُنيا في جسدي ...
لا ادري ماذا يحدُثُ في أوردتي ...
تتدفق ...؟!
لا ... لا ...
بل تُزبِدُ زبدٌ كالعنبر ...
وانا ادخُلُ في ذاك القفص الماسي ...
في ذاك السجنُ الوردي ...
في اقصى ذاااااك العنبر ...
في شُرفةِ قلبٍ كاالألماسة ...
وأُطِلُ على كُلِ الدُنيا
الله ... ما أجمل تلك الدُنيا من تلك الشُرفة ...!!
وأُحِسُ بشيءٍ في راسي ...
وأُغنى لحن الأموات ...
وأنوحُ ...
وارقُبُ عيناك ...
ما عيناك ...؟!
عيناك العسلية أغرتني في الحب ...!!
ووسامةُ وجهك أغوتني ...!!
قامتك الممشوقةُ فيها ما لا اعرف ...
ورائحة العطر المجنونةُ تسري في أوردتي ...!
تستهويني ...
تأخذني لحدائق بابل
للسحر الأسود
لكنوز الفرعون الأكبر ...
لنفائسُ بلقيس ...
لبلاد البُنِ ... لروائحُ تلك القهوة ...!!
لبلاد الإغريق ...
تأخذني لجحيم الحب ...
لقلائد " عاد "
وطلاسم من نقش " ثمود "
لأزياء العصر الحجري ...
لمآذن دار الفسطاط ...
لبلاد المنصور ...
لروائحُ نجد المجنونة ...
لنخيل الوشم ...
تمنحني سحراً محمود ...
وأساور لم تلبسها امرأةٌ إلا كليوباترا ...
لجبال البتراء ...!!
لجنان من ورد اللايلك ...
لشوارع من نور ...
لقصور ...
وبيوتٍ من طين
لتوابيتٌ ذهبية ... لا يدخلها الدود ...
للعشق الأبدي الأحمر ...!!
لصحارٍ من بلور ...!!
للشمس ...
للمشرق ...
لشواظٍ من نور ...
لروائحُ عطرِكَ يا عِطرِي ... لبُخور ...
لرائحةٌ تستهويني ...
لخبزٍ ينضجُ في جوف التنور ...!
عيناك ...
ما عيناك ...؟!
عيناك مواني من لؤلؤ ...
وبحارٌ تبتلعُ الأنهار ...
و أوانٍ من فخار ...
من طينٍ معجونٍ بأيادٍ ملساء ...
كجلد الثُعبان الأملس ...
عيناك ...!!
عيناك سفينةُ رُبانٍ ذهبية ...
تُبحِرُ في كُل الدُنيا ...
ورمالٌ تترادف كالأرداف ...
تزحفُ كالعشق
تجتاح بساتيني الخضراء
تُجَرِدُها
تغمُرها
تطمُرها
لا تُبقي منها وردة ...
لأعود أُولدُ من جديد ...
امرأة عذراء ...
عذراءٌ في قلبي
عذراءٌ في وجدي
عذراءٌ في كُلِ كياني ...!
عذراءٌ حتى في حُلمي الوردي الباهت ...!!
لا املِكُ إلا قُبلة ...!!
لكن ... ما تلك القُبلة ...؟!
قُبلةُ أُنثىً لا تبكي ... لا تشكي ...
لا تتأوه ...
وتخون العشقَ لعينا المعشوق ...!!
عيناك ...
ما عيناك ...؟!
عيناك حياةٌ أبدية ...
وبساتينٌ وردية ... في ليلةِ عُرسٍ قمرية...!!
وشراعٌ في وجه الدُنيا
أغواني ...
أدماني ...
تغلغل في أوردتي ...
أهداني إحساسٌ مجنون ...
وأغانٍ تبعثُ للنشوة ...!!
وأنا في عينيك ...
اسمح لي ...!
أنا في عينيك الدُمية ...
ما أشقى تلك الدُمية ...!!
بل ما أسعدها من دُمية ...!
لا ادري ...
لكني لا ارغبُ أن ادري شيئاً
فانا في دُنياً أُخرى ...
اثملُ من عينيك ...!
لكن ...
ما لكن ... لكن ...!
هل هذا يا أُستاذي العشق ...؟!
اسمح لي أن استأذن عيناك العسلية
هل من حقي أن اعشق تلك العينان ...؟!
فانا لا أفعلُ أمراً إلا أن أستأذن ...
هل تأذن ...؟!
ما أجمل أن تأذن لي في عشقك ...!
ما أجمل أن تأذن لي في قلبك ...!
ما أجمل أن تأذن لي في روحك ...!
ما أجمل أن تترُكني أرحلُ في أعماقك
اسبرُ أغوارك ...!
أعرف أسرار الحب
وأُسااااااااااااااااااااااااااافر في شريانك ...
اسكن في قلبك ...
ارحل ...
وأحطُ رحالي في قطراتٍ من دمك العسلي ...
مابين رموشٍ ورموشٍ في تلك العين العسلية ....
أتَعَلَمْ من فنك كُل فنون العشق...
وأذوب
وأذوب
وأذوب
كالسكر في جوف السُكر ...!
أُستاذي ...
امنحني شيئاً من ثقتك ...
جربني ...
دعني اعشق كُل جنونك ...
وتَفَهمْ ما معنى أن تعشقك الأُنثى ...!
اعلمُ أن الأُنثى مجنونة ... لكن ...
هل يوجدُ عشقٌ عاقل ...؟!
أعلمُ أن الأُنثى لا تروى من كأس العشق ... ولكن ....
هل يروى العاشقُ يوماً ...؟!
أُستاذي ...
اسمح لي أن أعشق عيناك العسلية ...!!
واتركني في هذا العالم ...!!
أُستاذي ...
اكتُب بي شعراً
زلزل أركاني ...
اقذفني في لُجج اليم ... واعدني ...
أنقذني لحظة موتي ... أغرقني ...
دعني أتألم ... أستجدي ...
لكن هل ذلك يُجدي ...؟!
لا ادري ....!!
أغرقني بقصائد شعرٍ لم تُكتب ...
قصائد شعرٍ مسعورة ...
بنزاريات نزار ...
أهوى أن يُكتب شعراً فيني ...
أهوى أن أسمع
أن اقرأ
أن أتلملم في بيتٍ من شعرك ...
دثرني بحروفٍ تتغنج ...
ألبسني ثوباً من كلمات ...
وتنانيرٌ تتطاير كفُقاعات الصابون ...
تتلون
تتدَوّرْ
تُحيي فيني ما قد مات من الإحساس ...
لأعود الأُنثى
وتبقى أنت الهرم الأكبر في قلبي ...
أُستاذي ...
هل تصمُدَ في وجه الريح ...؟!
هل تحتملُ التجريح ...؟!
إذاً إعلم أن الأُنثى رياحٌ ... وجروح ...!!
وسلاسلَ من جمرٍ بارد ...
وظِلالٍ لا يقصُر ...
وجبالُ جليدٍ إن تسقط ....؟! تسقُطُ كُل الدنيا ...!!
الأُنثى سِرٌ مربوط ...!!
لم يكُشف حتى للأُنثى ... فتخيل ...!!
هل تحتملُ الأُنثى أُستاذي ...؟!
مجنون أنت ...!!
مجنون ...!!
إذاً إشرب من كأس الحنظل حتى تروى ...
وتمتع في ذُل العشق ...
وأشفي نفسك يا هذا ...
واستشفي لي ...
فداك إناثُ الدنيا يا ابهى رجالُ الدُنيا ...
يا شاعر كُلِ الدُنيا ...
اسمح لي أن اعشق ...!!